عم شوقي أبو عباس، عامل بسيط من قنا، سافر إلى السعودية، منذ 40 سنة، وعمل هناك مع أبو فهد كفيله السعودي، الذي ائتمنه على ماله وأهل بيته.
طيلة الأربعين عاما، التي قضاها عم شوقي، ابن قرية القبيبة بفرشوط شمالي محافظة قنا، صان الأمانة، وكان أمينا للغاية، وساهم في تربية أبناء كفيله، وكان يعاملهم معاملة أبنائه، وهم كانوا يعاملونه معاملة الأب الحنون، الذي أحسن العشرة.
وبعد 40 سنة من الخدمة، قرر عم شوقي، أن يعود لأسرته في الصعيد، حاول كفيله إقناعه في البقاء معهم، وعلاجه في أحسن المستشفيات، إلا أنه قرر العودة إلى مصر.
لم يتمالك كفيله وأبنائه، ما حدث، وقرروا عمل احتفالية له، وقبلوا رأسه ويده، واعطائه مبلغا ماليا كبيرا كنوع من المكافأة، على خدمة قضاها في حب العمل والأمانة.
يقول العم شوقي، بعد عودته من المملكة، إن ما فعله كفيله السعودي كان مفاجأة بالنسبة له لم يتوقعها، ولكن من عاش معهم كانوا أهلا لذلك.
ويتابع قائلا : منذ 40 سنة، سافرت مع خالي، ومعي 30 من المصريين، عملنا هناك مع كفيلي السعودي ولكنهم طيلة الأعوام السابقة، عادوا جميعا، وبقيت هناك، ولم اتركه حتى وصلت إلى مرحلة التعب بعد وصولي سن 65 عاما.
ويضيف: كنت أعمل هناك في مجال البناء، ثم كنت مساعدا له في المنزل ، أحسنت العشرة ، كنت أمينا معهم، كانوا يعتبروني واحدا منهم، يحسنون معاملتي، لم أكن أشعر أنني غريبا ، كان احساسي هناك أنني أعيش وسط أسرتي.
ويستطرد قائلا : كنت أحسن معاملتهم، وأحسنوا معاملتي، مرضت هناك، وذهبوا بي إلى المستشفى 3 مرات ، وتكفلوا بعلاجي على حسابهم الخاص، حتى بعد ما خرجت من القصر ، أصروا أن أعيش في غرفة بجوار القصر، وكانوا يطمئنون علي بشكل مستمر.
ويتابع العم شوقي قائلا: حفظت أبنائه بعض السور من القرآن الكريم، وكنت أصطحبهم لزيارة الحرم، كنت واحدا منهم، أشعر أنني فردا من العائلة.
ويضيف : قررت العودة إلى مصر، رفضوا في البداية، ولكنهم قدروني ، واحترموا رغبتي، عملوا حفلة كبيرة، وقبلوا رأسي لم أصدق ما حصل حتى الآن، ولكنهم أهل جود وكرم فشكرا لهم جميعا.