قلم على ورق

تجاوزات مهنية

محمد قناوى
محمد قناوى

اسرار البيوت وخفايا غرف النوم ليس مكانها برامج التوك شو لأن إذاعتها على الملأ يهدد قيم المجتمع وأخلاقه ويجعل منها شيئا مباحا ولم أتوقف كثيرا أمام ما صدر من المطربة شيرين عبد الوهاب من كشفها لاسرارها الزوجية على الملأ وقيامها بالسب والقذف والتنمر والتفوه بألفاظ خادشة للحياء وتوجيه اتهامات ضد طليقها خلال مداخلتها التليفزيونية مع الإعلامية «لميس الحديدي».

فى برنامجها «فرصة أخيرة» يوم الثلاثاء الماضى، لان ليس هذا بغريبا علي «شيرين» والتى يصفها البعض بأن «لسانها زالف» ولا تعى ما تقول فى بعض الأحيان، فاندفاعها وتهورها يجعلها دائما تركتب أخطاء فادحة خاصة فى الاحاديث التليفزيونية أو أى لقاءات على الهواء، ولديها من السوابق الكثير والكثير، ولكننى توقفت أمام ردود فعل الإعلامية «الكبيرة».

لميس الحديدى على ما تصرح به «شيرين» خلال المداخلة، بل وانت تتابع الحوار الذى استمر لمدة 40 دقيقة من الاتهامات والتنمر والالفاظ الفجة والفاحشة والتى لا تليق ان تذاع عى شاشة قناة كبيرة، تشعر بأن «المذيعة» تشجعها على ما تقوله وتصرح به من «شرشحة» على الهواء مباشرة، بل تستدرج «المذيعة» ضيفتها لتقول ما لا يصح أن تقوله لجمهور التليفزيون، مثل قولها «هنجوزك فيل ابو لزلومة» ومطالبة المطربة بأن من يشاهد طليقها «يتف عليه» فهل هذا أسلوب لحوار تليفزيونى محترم ؟

السؤال الذى يطرح نفسه ، لماذا استضافت «لميس» المطربة شيرين عبد الوهاب فى هذا التوقيت رغم أنه لا يوجد مناسبة لفتح قصة الخلافات بين «شيرين وطليقها» والتى حدثت قبل عدة شهور، فلا يوجد جديد فى القضية يجعل اثارتها إعلاميا من جديد مطلبا ؟

إلا اذا كان الهدف من هذه الاستضافة هو البحث عن «تريند» وإثارة الجدل على وسائل التواصل الاجتماعى حول البرنامج والمذيعة، كما أن «أ. ب» اعلام ألا ينحاز مقدم البرنامج لطرف دون آخر، وقد ظهر واضحا انحياز مقدمة البرنامج لضيفتها على حساب الطرف الأخر الذى لم يكن متواجدا للدفاع عن نفسه، فتركت «المطربة» تشهر وتسب وتقذف وتتنمر وتتهم الطرف الآخر يعاقب عليها القانون، ألا يعد هذا اثارة للفتنة بين الطرفين على حساب قيم المجتمع واخلاقه.

 طوال الايام الماضية انتظرت المجلس الاعلى لتنظيم الإعلام يتحرك لاتخاذ اجراءات ضد ما حدث فى المداخلة التليفزيونية والتى انتهكت كل المعايير الاعلامية والمهنية، ولكن لم يحدث، فهل لو حدث ذلك من احدى المذيعات الشابات وفى قناة صغيرة سيكون رد الفعل الصمت أيضا ؟

ختاما يقول رسولنا الكريم : «إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها».