م.القلب

لماذا لا ينظرون حولهم

فاتن عبدالرازق
فاتن عبدالرازق

منذ أكثر من ثلاثين عاماً نظمت الدولة حملة بعنوان « انظر حولك» لتنظيم الأسرة وتوعية المواطنين بأهمية تحديد النسل وبصرف النظر عن نجاح هذه الحملة أو نسبة ما حققته من أهدافها وبعد مرور كل هذه السنوات أرى أن المواطنين مازالوا لا ينظرون حولهم على الإطلاق ولا يساعدون الدولة على أن يتمتع المجتمع بما تقيمه من مشروعات قومية تنموية كبرى بسبب « مشكلة المشاكل» التى تواجهها مصر وهى زيادة السكان المستمرة التى تلتهم ثمار التنمية والتى جعلت تعداد السكان يصل حالياً إلى ١٠٣ ملايين و٢٥٠ ألف نسمة زاد منها ٢٥٠ ألف نسمة خلال ٦١ يوماً فقط وذلك وفقاً لأرقام الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء.  الملاحظ والغريب أن الطبقات البسيطة هى التى تتنافس على تقديم أكبر عدد من المواليد الجدد والأغرب أن أى مواطن منهم تجده دائم الشكوى من عدم قدرته على الانفاق على أسرته وأنه مهموم دائماً بتدبير مصروفات المدارس والمعيشة لأسرته ...

وهنا أقول إنك يا عزيزى المواطن المتهم الأول فى هذه المشكلة أو المعاناة فأنت الذى لم تراعِ إمكانياتك المادية ولم تفكر فى كيفية توفير حياة كريمة لكل هؤلاء الأطفال الذين تقدمهم للحياة بدون أى تحمل للمسئولية أو التفكير للحظات بأنهم سيكونون ليس فقط عبئاً عليك ولكن على الدولة أيضا المطالبة بتوفير أماكن لهم فى المدارس والمستشفيات ووسائل النقل فضلاً عن السلع الغذائية الأساسية وفى مقدمتها رغيف العيش الذى تنتج منه مصر يومياً رقماً مفزعاً يصل إلى ٢٧٠ مليون رغيف لتلبية احتياجات المواطنين يتكلف الرغيف ٨٠ قرشاً ويقدم للمواطن بخمسة قروش وتتحمل الدولة الفرق .

والآن لابد أن يكون هناك موقف حاسم من الدولة للحد من هذا التحدى الكبير ونحن لن نخترع العجلة ولكن يجب أن نطبق الإجراءات الناجزة التى اتخذتها الدول صاحبة التجارب الناجحة وفى مقدمتها الصين ... لماذا لا تقدم الدولة حوافز سلبية للأسرة التى تنجب أكثر من طفلين ومنها عدم تمتع الطفل الثالث بمقررات التموين أو المدارس والمستشفيات الحكومية؟. 

وأخيراً عزيزى المواطن كن أكثر تحملاً للمسئولية حتى نستمتع جميعاً بما تحققه الدولة من إنجازات ونسعد بوطننا الجميل.