بدون تردد

امريكا.. والعرب (4/4)

محمد بركات
محمد بركات

خلال القمة العربية الأمريكية التى عقدت «بجدة»، وفى تعرفه واطلاعه على الرؤية العربية المحددة، تجاه القضايا والمسائل المهمة والأساسية، المثارة والمطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، والتى تحظى بأولوية متقدمة لدى القادة العرب، وجد الرئيس الأمريكى «بايدن» نفسه فى مواجهة مطلب وهدف عربى جمعى ورئيسى، وهو ضرورة السعى بكل الجدية للتوصل الى تسوية عادلة وشاملة ونهائية لقضية العرب الأولى، وهى القضية الفلسطينية.

ووجد أن القادة العرب لم يتركوا هذا المطلب وذلك الهدف دون تحديد واضح للأسس التى تقوم عليها هذه التسوية العادلة والشاملة، بل وجدهم يجمعون على أن ذلك يتحقق بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضى المحتلة عام 1967، فى الضفة وغزة على ان تكون القدس الشرقية هى العاصمة لهذه الدولة.
ووجه «بايدن» أن ذلك المطلب جاء فى كل الكلمات التى ألقاها القادة العرب دون استثناء باعتباره مطلباً أساسياً، ووجد الرئيس الامريكى أن هذا المطلب وذلك الهدف يتصدر كلمة الرئيس السيسى فى القمة، ويأتى فى مقدمة المحاور الخمسة التى تضمنتها الرؤية المصرية الشاملة للأوضاع فى المنطقة والعالم، والأسس التى يقوم عليها التحرك فى القضايا ذات الأولوية خلال المرحلة المقبلة كى تصبح المنطقة أكثر استقرارا وازدهارا.

وتضمنت الرؤية التأكيد على تعزيز دور الدولة الوطنية، لتقوم بدورها فى إرساء دعائم الحكم الرشيد وإنفاذ القانون وتوفير الأمن والاستقرار ودعم الحقوق والحريات وتمكين المرأة والشباب.

وأكدت على مكافحة الإرهاب والتطرف بكل صوره، والقضاء على الميليشيات والتنظيمات المسلحة الخارجة عن الشرعية، والمنتشرة فى بعض الدول العربية والتى تحظى برعاية بعض القوى الخارجية لخدمة اجندتها.

كما أكدت على وحدة وتكامل الأمن القومى العربى، وضرورة العمل فى إطار التنسيق المشترك للتصدى للمخاطر التى تهدد الأمن القومى العربى، وذلك فى إطار مبادئ احترام وسيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية.

وأبرزت الرؤية المصرية ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة وواضحة لإنشاء المنطقة الخالية من أسلحة الدمار الشامل فى الشرق الاوسط، مع تعزيز دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية وممارسة مسئوليتها بكل دول المنطقة.

كما أكدت على أهمية رفع قدرات دول المنطقة للتصدى للأزمات العالمية الكبرى، كقضايا نقص إمدادات الغذاء ومواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية والاضطرابات فى أسواق الطاقة، والتنسيق والتعاون للحفاظ على الأمن المائى للدول ومواجهة تغير المناخ، والسعى لزيادة الاستثمارات فى تطوير البنية التحتية.

وهكذا وجد الجانب الأمريكى أمامه رؤية عربية شاملة تجاه القضايا والتحديات التى تواجه المنطقة، من خلال المقاربة المصرية التى قدمها الرئيس السيسى فى القمة.