رحيق السطور.. هؤلاء الكبار يكشفون حقيقة «الإخوان»

الكتاب بعنوان «هؤلاء هم الأخوان»
الكتاب بعنوان «هؤلاء هم الأخوان»

قيل «ما استحق أن ينشر ويقرأ مرة يستحق أن ينشر ويقرأ ألف مرة».. ينشر ألف مرة حماية للعقل وللنفس من الوقوع فى براثن فكر همجى وحشى يٌنصب نفسه رقيبًا على الناس، ويحكم بتكفيرهم منازعًا سلطات رب السموات والأرض.

وبدلا من التأسى بقوله تعالى:(ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ) نجدهم ينشرون أفكارهم بالخداع والكلمات الهينة اللينة تارة.. وتارة بالتصفية الجسدية سعيا نحو سدة الحكم، وبلا برنامج سياسى معلوم، ومفهوم للدولة الحديثة ولا نسمع منهم سوى التشدق بعبارات طنانة تسكر السامعين لكنها لا تقيم أود دولة.

 وعلى إثر حادثة المنشية عام 1954، صدر هذا الكتاب بعنوان «هؤلاء هم الإخوان» ليكشف حقيقة هذه الجماعة الإرهابية، وفيه يتناول مجموعة من مفكرى مصر الكبار تشريحًا للفكر الإخوانى، ومواقفهم من محاولة تصفية عبد الناصر وتداعيات ذلك عبر مقالات بأقلام: د.طه حسين، ومحمد التابعي، وعلى أمين، وكامل الشناوي، وجلال الدين الحمامصي، وناصر الدين النشاشيبي .

ويبرهن الكتاب أو الكتيب أن الشعب فى هذا التوقيت وقبل حادثة المنشية كان لا يحدد موقفه من الجماعة، ولكن بعد إجراء التحقيقات ظهرت الحقائق، وبات المجتمع يرى أن جماعة الإخوان هى «جنود الشيطان»..وفى هذه الوثيقة»الكتيب» بالغة الأهمية دليل على فساد ذلك الفكر، وتحت عنوان»رُخص الحياة» يذكر طه حسين: إن الإنسانية ترفض العنف والقتل وترويع الآمنين، واستشهد على ذلك بعدد من الأمثلة من الأديان وأخرى من الأدب العربي، لافتا إلى أن الضباط الأحرار أثناء قيامهم بثورة 23 يوليو لم يجنحوا إلى العنف والقتل رغم امتلاكهم للسلاح والعتاد قائلا: «ألم نشهد منذ عامين ثورة يشبها الجيش وفى يده من وسائل البأس والبطش ما يغرى بإزهاق النفوس وسفك الدماء، ولكنه يملك نفسه ويملك يده، فلا يُزهق نفسا ولا يُسفك دما، ولا يأتى من الشدة إلا ما يمكن تداركه، كل هذا لأن مصر لا تحب العنف ولا تألفه ولأن نفوس أهلها نقية نقاء جوها، ويتحير طه حسين متسائلا: ما هذه الذخيرة التى تدخر فى بيوت الأحياء وفى قبور الموتى؟.. لم كل هذا الشر، ولم كل هذا النكر، ولم رخصت حياة المصريين؟! يقال إن حياة المصريين إنما رخصت على المصريين بأمر الإسلام الذى لم يحرم شيئا كما حرم القتل».

ويستنكر ذلك الفكر متعجبا: نصبح ذات يوم فنكتشف فريقا منا كانوا يهيئون الموت والهول والنكر لإخوانهم فى الوطن ولإخوانهم فى الدين،ولإخوانهم فى الحياة التى يقدسها الدين كما لا يقدس شيئا آخر غيرها من أمور الناس.

ويحلل محمد التابعى الفكر الإخوانى بمشرط الجراح الماهر ويلخصه فى ثلاث نقاط:حقيقة الإخوان يمكن اختزالها فى ثلاثة أمور هى أولا: أقطاب هذه الجماعة التى تزعم أنها قامت لنشر تعاليم الإسلام وتبصير المسلمين بأمور دينهم الحق، لا يعرفون شيئا من أصول دينهم تفسر أحكام القرآن وفقا لهواها، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وهى تفعله وتقتل، تقول خلاف ما تفعل، ثانيا: كلما ارتفع مقام الأخ فى الجماعة كلما هبط نصيبه من الشجاعة والصراحة، وازداد نصيبه من الجبن والمراوغة والنفاق، ثالثا: تبين من التحقيقات التى أجريت مع أعضاء الجماعة أن نظامها قام على أسس مقتبسة من نظم البوليس السرى فى روسيا «الأوجيو» وفى ألمانيا «الجستابو» وفى إيطاليا «الأوفرا».

وأشار التابعى إلى أنه يوجد غير محمود عبد اللطيف عشرات بل مئات وقال: «ما أظن ان واحدا منهم خطر بباله وهو يطرق باب جماعة الإخوان أن الجماعة سوف تجعل منه قائلا باسم الله الرحمن الرحيم.. وغادرا لئيما باسم الدين الحنيف».

واستشهد ببعض التحقيقات التى جريت مع أعضاء التنظيم، وهى أن عددا من هؤلاء الإخوان، مثل هنداوى دوير وإبراهيم الطيب وخميس حميدة ومرشدهم حسن الهضيبى قالوا خلال المحاكمة إن ما فعله «جريمة وخيانة فى حق الوطن! .

وتأكد مما كانت تكتبه الصحف وقتئذ عن امتلاك هذه الجماعة جهازا سريا قبل 1952، ولكنه لم يكن لمحاربة الإنجليز كما أدعت، ولكن لمحاربة المصريين أنفسهم، مستدلا على ذلك بحوادث سابقة، ومنها اغتيال رئيس وزراء مصر قبل الثورة محمود النقراشى.

ويرسم الصحفى الكبير على أمين مشهد لو حكم الإخوان مصر بعد تصفية معارضيهم :إن حكم الجماعة لمصر مفاده تعيين وزارات الحكومة برجال مكتب الإرشاد، وسيغضب مائة عضو لم يجد لهم وزارات.. ويكتب كامل الشناوى: احق هذا أم خيال..ديناميت مدافع قنابل مسدسات بنادق ألغام .. لمن هذه الاستعدادات كلها ؟ إن كانت للعدو فلماذا هى سرية ؟!...إنها لنا نحن ...لحريتنا لأفكارنا لآرائنا لعقيدتنا..لأعمارنا إنها لتهديد الحاكم والمحكوم ، وأتساءل اليوم هذا الكتيب الوثيقة لماذا لا يعاد طبعه مرات ومرات، ويتم درسه لما فيه من عمق تحليل.. فما حدث بالأمس مازال يتكرر.