عاجل

الأم ضحية الابن العاقl قتلها لرفضها مساعدته في نفقات الزواج

الأم الضحية
الأم الضحية

 حبيبة جمال

 البيوت أسرار، تلك الجملة التي دائمًا نسمعها داخل مجتمعنا المصري البسيط، حكايات وقصص خلف جدران البيوت، دائمًا يكون المشادات بين الأبناء والأمهات في مرحلة «المراهقة» صعبة، ولكن سرعان ما تنتهي وتعود الحياة لطبيعتها، ولكن في تلك الواقعة، ظلت ودارت المشادات بين محمود و»عزة» والدته بعد فترة المراهقة لتنتهي بدماء الأم، والقبض على الابن العاق، في السطور التالية نكشف لكم تفاصيل مثيرة حول الجريمة البشعة.

 

«عزة» في أواخر عقدها الرابع من العمر، تعيش مع «محمد» و»محمود» ولديها بمفردهم بعدما انفصلت عن زوجها، فالثلاثة يمكثون بمنزل بقرية برقطا، التابعة لمركز ومدينة كفر شكر، بمحافظة القليوبية، لم يكن لها أعداء على الإطلاق، بل كانت سيدة ذو احترام وحسن سمعة بين سكان منطقتها الذي كان يأخذونها قدوة لهم، لكن صاحبة السمعة الطيبة لم تتخيل في يوم أن تنتهي حياتها على يد فلذة كبدها، فـ بأي ذنب قتلت تلك السيدة، بعدما عاشت عمرها ترفض الزواج من أجل رعاية أولادها؟!، هل بعد كل هذه التضحية تستحق هذه النهاية؟!

 

مشاجرة وطعن

دقت عقارب الساعة تعلن الرابعة بعد العصر،في منزل «عزة»، فلا صوت يعلو على صوت المشاجرة التي دارت بينها وابنها «محمود»، في الوقت نفسه يجلس الجيران داخل شققهم بالمنازل المجاورة لهم، وأثناء ما كان الجميع يجلسون، منهم من يحضر الطعام والآخر يسترخى بعد يوم عمل شاق، وربما ثالث اختار أن يشاهد التلفزيون، ليتفاجأ الجميع بصوت عالي شديد بل هو الصراخ الذي شق سكون الهدوء، هرع كل من كان بشقته بسرعة للوصول إلى مصدر الصوت، يفتحون أبواب شققهم ليجدوا «محمود» يصرخ ويقف وراء والدته، والمرعب أنه ممسكا في يده سكين يطعن بها أمه، هرول الجميع لإنقاذ جارتهم إلا أن بمجرد وصولهم وجدوها جثة هامدة سقطت على الأرض غارقة في دمائها ليفر الابن هاربًا.

 

في الوقت نفس يجلس رئيس مباحث مركز شرطة كفر شكر داخل مكتبه يباشر عمله من محاضر وتحريات لأرباب السوابق؛ ليتلقى بلاغا من الأهالي بالواقعة، على الفور اخطر اللواء غالب مصطفى مدير أمن القليوبية الذي أمر بتكليف فريق بحث لسرعة كشف الواقعة وضبط الجاني، دقائق قليلة وانتقل رئيس المباحث وبرفقة قوة من المباحث إلى مكان الواقعة ليجد جثة لسيدة في عقدها الرابع من العمر ملقاه على وجهها داخل المنزل، وبفحص الجثة تبين وفاة «عزة» ٤٧سنة إثر إصابتها بعدة طعنات بمناطق متفرقة بالجسم، على الفور بدأ رئيس المباحث التحريات وسؤال شهود العيان الذين أكدوا أن ابنها «محمود» وراء ارتكاب الجريمة وانه فر هاربًا.

 

3 بيوت وكاميرات مراقبة

أكد شهود العيان أن ابنها دائم التشاجر خاصة في الفترة الأخيرة بعدما طلب منها مساعدته في إعطائه شقة للزواج فيها، وأن المجني عليها صباح اليوم قابلت عمدة القرية لتعلن له عن رغبتها في إنهاء حالة الخصومة بينها وابنها، وأخبرته بأنها تريد أن تنفذ رغباته وتنهي حالة الخصام للأبد، واتفق معها على جلسة صلح تعقد بعد أذان المغرب، لكن المتهم ذهب إلى منزل والدته، بعد اتصال هاتفي من أحد أقاربه أخبره بما دار بين والدته والعمدة، وأخبره قائلا «هتغدى واجيلها»، وما هي إلا لحظات ونشب شجار كبير بينهما، تعدى خلالها على أمه بالضرب، وأسرع الأهالي في محاولة لإنقاذها لكن كان الابن العاق «محمود» نفذ جريمته.

 

كما اثبت تحريات المباحث أن المجني عليها، كانت تعمل بالأجرة في الأراضي الزراعية وتتاجر في أي شيء للإنفاق على أولادها، وأن المجني عليها لديها 3 منازل بالقرية، وبعد تكرار تعدي ابنها عليها بالضرب قامت بتركيب كاميرات مراقبة والتي رصدت منذ أيام اعتداء المتهم عليها بالضرب، وانه دائماً على خلاف معها، على الفور أمر رئيس المباحث إعداد عدة كمائن ثابتة ومتحركة لسرعة ضبط المتهم.

اعترافات

في الوقت ذاته كان المتهم نشر عدة منشورات على صفحة الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك»سلام يا للى كنت بحبكم.. ادعولي أخرج بالسلامة.. داخل السجن على حق وربنا يقف معايا»، «دموعي مغرقة عنيا ادعولى اني أطلع بالسلامة وربنا يسترها معايا، سلام يا دنيا وأشوف دنيا تانيه حلوة»، بهذه العبارات تمكن رجال المباحث من تحديد مكان اختبائه، وبإعداد الأكمنة اللازمة التي استهدفت مكانه تم ضبطه واقتياده إلى مركز الشرطة.

 

 وقف المتهم، أمام رئيس المباحث ويبدأ اعترافه قائلاً: أنا «محمود « 25 سنة أيوه قتلتها عشان بخلت عليا في أنها تساعدني في جوازي، اعترف اني قتلتها لأنها رفضت التنازل عن الشقة عشان أتجوز فيها، في اليوم ده عرفت انها اشتكت للعمدة وقتها تملكني الغضب، فذهبت إليها وبدأت التحدث معها برفق ومن هنا بدأ الشجار بيننا يتجدد فلم استطع التحمل أكثر من ذلك؛ ضربتها على وجهها، فلم تهدأ بل قامت بضربي فلم أشعر إلا وأنا داخل المطبخ اسحب سكينا وهرولت إليها فبدأت تصرخ بصوت عالً بعدها بدأت اطعنها في جميع أنحاء جسدها حتى سقطت غارقة وسط بركة من دمائها، بعدها فوجئت بأن الجيران يطرقون علينا الباب ففتحت وهرولت هارباً منهم، حقيقي أنا مش زعلان أنا داخل السجن على حق، ولو رجع بيا الزمن هقتلها تاني لأنها بخلية ومش عايزة تساعدني في جوازي، تم تحرير محضر بالواقعة وإخطار اللواء غالب مصطفى مدير أمن القليوبية، الذي أمر بإحالته إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، بينما طلبت استكمال تحريات المباحث حول الواقعة، كما صرحت بدفن الجثة عقب عرضها على الطب الشرعي لبيان سبب الوفاة.