«ملف الطاقة» كلمة السر.. بايدن فى مهمة لإقناع مجموعة «أوبك+» لزيادة إنتاج النفط

هل ينجح بايدن فى تحقيق مكاسب فى ملف الطاقة
هل ينجح بايدن فى تحقيق مكاسب فى ملف الطاقة

كتبت: إيمان مصيلحي

يشكّل النفط وملف الطاقة أساساً جوهريا لزيارة الرئيس بايدن للسعودية. فليس خافيا على أحد رغبة الإدارة الأمريكية فى إقناع الرياض بضخ المزيد من النفط ، لا سيما فى ظل استمرار الحرب الروسية-الأوكرانية، حيث تعانى واشنطن شأنها شأن العالم من ارتفاع أسعار البترول وارتفاع التضخم حسب ما ذكرته صحيفة بوليتيكو الأمريكية.  

من هنا تلعب الدول العربية النفطية،وعلى رأسها السعودية، دوراً محورياً فى هذه الأزمة، حيث يمكنها رفع إنتاجها لدفع أسعار النفط للانخفاض، وتعويض أوروبا عن النفط الروسى، الذى كشفت أزمة الحرب ان اعتماد اوروبا عليه نقطة ضعف جوهرية فى الأمن القومى الأوروبى.

إقرأ أيضًا

جولة بايدن بالشرق الأوسط | قمة عربية - أمريكية في جدة بحضور الرئيس السيسـي

ووفقاً للصحيفة فإنه من غير الواضح ما إذا كان بإمكان المملكة العربية السعودية زيادة إنتاجها من النفط بسرعة كافية لإحداث تأثير كبير، على الرغم من امتلاكها أكبر احتياطيات النفط فى العالم.

ووفقاً لخبراء الطاقة فإن السعودية لن تكون قادرة على تلبية رغبة الولايات المتحدة فى زيادة انتاجها من النفط، حيث مازالت تعانى من تبعات أزمة كوفيد 19، وسياستها النفطية هى التى تحقق لها التوازن الاقتصادى، وانه لو نجح بايدن فى التوصل لاتفاقات بشأن النفط مع السعودية، فإن هذا الإجراء قد يزعج الأسواق، التى بدأت فى التراجع فى الأيام الأخيرة.

ومع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية التى ألقت بظلالها على سوق الطاقة بشكل عام أعلن أعضاء المجموعة المنتجة للنفط «أوبك+» أنهم سيزيدون انتاجهم الجماعى بمقدار 648 ألف برميل يوميًا فى يوليو وأغسطس بدلاً من 400 ألف برميل يوميًا. وجاء ذلك تلبية لنداءات بايدن فى يونيو لزيادة إنتاج النفط فى وقت أقرب مما كان مخططا له فى الأصل.

وخلال الأيام الماضية شهد سوق النفط هدوءًا وانخفاضًا للأسعار، مما ساهم فى تراجع القلق ولو مؤقتا من تأثيرات ارتفاع أسعار النفط على اقتصادات الدول الناشئة، لكن حذرت الخزانة الأمريكية، من أن السعر العالمى للنفط قد يرتفع 40٪ إلى حوالى 140 دولارا للبرميل إذا لم يتم فرض سقف مقترح لسعر الخام الروسي.

وتقول «بريندا شافير» كبيرة مستشارى الطاقة فى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن مطالبة بايدن من المملكة العربية السعودية بضخ المزيد من النفط قد تثير مخاوف سوق النفط من توفر عدد أقل من البراميل فى حالة الطوارئ فى المستقبل. وهذا صحيح بشكل خاص بالنظر إلى أن الإدارة الأمريكية كانت تستنزف بالفعل الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية فى الداخل، حيث تسحب مليون برميل من النفط يوميًا فى محاولة لخفض الأسعار.

وأضافت شافير «قد يصبح السوق أكثر توترا إذا زادت السعودية والإمارات الإنتاج، لأنك فقدت مخزونك الأخير، فإن ذلك يقلل من وفرة العرض، وهذا أمر خطير حقًا.»

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى إحدى الأفكار التى يحاول الرئيس الأمريكى دفعها هى أن المملكة العربية السعودية وبقية أوبك يسقطون روسيا من شراكتها الموسعة «أوبك +». لكن المحللين قالوا إن السياسة الداخلية للمجموعة سترفض على الأرجح أى طلبات قد يقدمها بايدن فيما يتعلق بروسيا. وقد تفضل دول أوبك التى تكافح بالفعل للوفاء بحصص إنتاجها من النفط أن يكون الإمداد الروسى متاحًا.