جولة بايدن بالشرق الأوسط | قمة عربية - أمريكية في جدة بحضور الرئيس السيسـي

الرئيس الأمريكى جو بايدن لدى وصوله مطار الملك عبدالعزيز بجدة فى آخر محطات جولته بالمنطقة
الرئيس الأمريكى جو بايدن لدى وصوله مطار الملك عبدالعزيز بجدة فى آخر محطات جولته بالمنطقة

فى إطارالاهتمام بقمة جدة التى ستتناول العديد من القضايا الاقليمية الحيوية أجرت «أخبار اليوم» هذا الحوار مع السيد صامويل وربيرج، المتحدث الإقليمى باسم الخارجية الأمريكية.

 

صامويل وربيرج

- كيف ترون زيارة الرئيس بايدن للمنطقة.. وما أهدافها وأبرز ما ستتناوله؟
هذه الزيارة فرصة للرئيس الأمريكى للتواصل مع قادة من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط. حيث تأتى الزيارة فى سياق أجندة مهمة مع المملكة العربية السعودية وإسرائيل ودول أخرى فى الشرق الأوسط. تركز هذه الأجندة على تحقيق نتائج إيجابية للشعب الأمريكى وشعوب منطقة الشرق الأوسط وكذلك إنهاء الحروب واللجوء الى الدبلوماسية لتحقيق الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.

فالولايات المتحدة تولى أهمية كبرى لهذه المنطقة ولشركائنا فيها ومن هذا المنطلق تأتى هذه الزيارة لتعميق التواصل وسبل التعاون ومناقشة الملفات والقضايا الملحة، الإقليمية والدولية وما لها من تداعيات على المنطقة.

وسوف يكون للرئيس بايدن لقاءات عدة مع قادة من منطقة الشرق الأوسط لذا فهى زيارة واسعة الإطار وسيكون هناك قضايا مهمة على جدول أعمال الرئيس والوفد الأمريكى ومن ضمنها أمن المنطقة وتهديدات إيران، بالإضافة إلى ملف الطاقة، وحل الدولتين بين فلسطين واسرائيل، وأهمية إنهاء الصراعات والنزاعات، بالاضافة الى الملف اليمنى.

- لماذا تأخرت الزيارة كل هذا الوقت لهذه المنطقة التى دائما ما يصفها الإعلام الأمريكى بالاستراتيجية؟  
ليس هناك تأخير أو استعجال فى مثل هذه الزيارات، الرئيس بايدن قرر القيام بهذه الزيارة الآن لأنه الوقت المناسب بالنسبة لجدول أعماله وأجندته ولأن هناك قضايا دولية وإقليمية ملحة. وهى بالتأكيد زيارة مهمة واستراتيجية لأنها ستتناول الكثير من المحاور والملفات وتوقيت الزيارة ليس له أى دلالات سياسية.

- كيف تقيمون العلاقات الأمريكية-العربية بعد عام ونصف من رئاسة الرئيس بايدن؟
العلاقات الأمريكية العربية لطالما كانت قوية عبر مختلف الإدارات الأمريكية ولكنها اليوم باتت أكثر قوة لأن هذا كان هدف الرئيس بايدن منذ اليوم الأول له فى البيت الأبيض حيث قال إنه ينوى إعادة شراكات الولايات المتحدة القوية كما كانت فى السابق، وهناك تركيز كبير على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فعلى سبيل المثال لا الحصر من أول قرارات الرئيس بايدن كان تعيين المبعوث الأمريكى الخاص لليمن «تيم ليندركينج» وهذا يدل على الأهمية الكبيرة التى توليها إدارة بايدن لهذه المنطقة.

ونرى هذه الإدارة اليوم تعمل بلا كلل على ملف الأمن الغذائى العالمى والذى يشمل هذه المنطقة تحديداً لأنها تضررت جراء الغزو الروسى لأوكرانيا. كما أننا نرى التعاون العسكرى والاقتصادى والثقافى بين الولايات المتحدة والدول العربية فى ازدياد، بالتالى العلاقات الأمريكية العربية اليوم قوية كما كانت فى السابق.

- هناك من يقول إن هدف الزيارة إنشاء ما يمكن تسميته بـ«الناتو العربى».. إلى أى مدى هذا الكلام صحيح؟ وما مهمة هذا التحالف إن وجد؟
بدون أن ندخل فى الفرضيات وحديث الصحافة، الولايات المتحدة بشكل عام تشجع على تواصل دول المنطقة مع بعضها وتعاونها ضد التهديدات والمخاطر المشتركة لأن هذا يصب بشكل مباشر فى مصلحة الشعوب وأمن المنطقة وازدهارها. لدينا علاقات جيدة جداً مع معظم دول المنطقة ونحن نرى أن التعاون أمر هام جداً لما له من فوائد على المنطقة.

- اختيار الدول التى ستشارك فى الاجتماع مع بايدن فى جدة ومن بينها مصر.. هل له دلالات معينة؟
فيما يتعلق بزيارة المملكة العربية السعودية فإن الرئيس بايدن يرى المملكة على أنها شريك مهم للولايات المتحدة فى مجموعة من المبادرات والقضايا التى نعمل عليها فى هذه المنطقة والعالم، بالإضافة إلى استضافة المملكة لقمة مجلس التعاون الخليجي+3 حيث إنها تتولى الرئاسة الحالية لمجلس التعاون الخليجي.

وفيما يتعلق بزيارة إسرائيل والضفة الغربية فهذا بسبب اهتمام هذه الإدارة بخيار حل الدولتين كونه الحل الأنسب للصراع الإسرائيلى الفلسطيني، بالإضافة إلى رغبة الرئيس فى تعميق التعاون بيننا وبين الإسرائيليين والسلطة الفلسطينية على حد سواء، بالإضافة لمناقشة بعض الملفات والتهديدات الإقليمية.

- ما  آفاق التعاون العربى - الأمريكى فى ظل الرغبة الأمريكية الواضحة لفك الارتباط مع المنطقة، خاصة بعد الانسحاب من العراق وأفغانستان؟
فى البداية لا بد من تصحيح بعض المفاهيم غير الصحيحة. ليس هناك أى رغبة أمريكية لفك الارتباط مع هذه المنطقة. هذه الفكرة غير صحيحة على الإطلاق ويجب ألا يتم خلط الملفات والقضايا لأن ملف أفغانستان مختلف تماماً عن الشأن العراقى وغيره من الملفات الإقليمية. فيما يتعلق بأفغانستان تحديداً، الموقف الأمريكى كان واضحاً جداً حيث إن الولايات المتحدة انسحبت عسكرياً من أفغانستان لأن هذا التاريخ كان قد تم تحديده من قِبَل الإدارة السابقة ولأن الرئيس بايدن رأى أنه قد حان الوقت لإنهاء أطول حرب دخلت فيها الولايات المتحدة عسكرياً، وهذا لا يعنى أن الولايات المتحدة قد تخلت عن الشعب الأفغانى بدليل المساعدات الأمريكية التى مازالت مستمرة للشعب الأفغانى والمحادثات الدائمة مع المجتمع المدنى الأفغانى بالإضافة إلى مطالباتنا بحماية حقوق وحريات كل أطياف الشعب.

الولايات المتحدة لم ولن تتخلى عن أفغانستان والشعب الأفغاني. الولايات المتحدة مازالت منخرطة بشدة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وعلى جميع المستويات وهناك تعاون كبير جداً بين هذه الإدارة ودول المنطقة. على سبيل المثال، الولايات المتحدة والمغرب يطلقان تدريبات «الأسد الأفريقي» العسكرية الأسبوع المقبل التى تعد الأوسع من نوعها فى القارة الأفريقية.

ويشارك فى هذه التدريبات أكثر من 7 آلاف جندى من عشرة بلدان، بينها تونس وفرنسا والسنغال والمملكة المتحدة بحضور مراقبين عسكريين من حلف شمال الأطلسى كما أن الولايات المتحدة قدمت نحو 30 مليار دولار لمصر كمساعدات تنموية اقتصادية فى السابق، ونعمل على تنفيذ برامج بقيمة 600 مليون دولار خلال العام الحالي.

ونرى أيضاً السفيرة الأمريكية فى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد تعمل بجد لضمان إعادة تفويض المعبر الحدودى «باب الهوى» ليبقى مفتوحاً ولإعادة فتح المعابر الأخرى لتصل المساعدات الإنسانية إلى السوريين. وأما فى المجال الإنسانى فإن الولايات المتحدة هى الدولة الأولى المانحة للمساعدات الإنسانية وخاصة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. هذه كلها مجرد أمثلة ولكنها تدل على مدى وعمق التعاون الكبير بين الولايات المتحدة ودول المنطقة ونحن نعمل بشكل مستمر لزيادة هذا التعاون عبر المسئولين فى واشنطن وعبر سفاراتنا فى المنطقة.

- ما ترتيب أولويات إدارة بايدن فى المنطقة بالترتيب اذا أمكن؟
من الصعب ترتيب الأولويات لأن إدارة بايدن ترى أن كل الأولويات لها نفس درجة الأهمية ولأن الإدارة قادرة على التركيز على كل هذه الملفات فى نفس الوقت. ولكن بشكل عام وبدون تحديد أى ترتيب فإن إدارة بايدن تولى أهمية لإرساء الاستقرار والأمن فى المنطقة والتصدى للتهديدات المشتركة ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، كما أنها تعمل على زيادة التعاون مع دول المنطقة والتعاون بين دول المنطقة.

- على خلفية الأزمة الروسية - الأوكرانية هل نشهد حالة استقطاب دولى تقوده أمريكا فى مواجهة روسيا والصين؟ وأين يقع العالم العربى من هذه المعادلة؟
ليس هناك أى استقطاب ويجب التوضيح أنها ليست أزمة روسية-أوكرانية بل هى حرب وغزو قام الرئيس بوتين بشنه على أوكرانيا، بالتالى روسيا هى من بدأت حربها وهى القادرة على إنهائها فى أى وقت. الولايات المتحدة قامت بحشد الدول التى تحترم الديمقراطية والقوانين الدولية ولم تفرض إرادتها السياسية على أى دولة مثل ما قامت به روسيا فى أوكرانيا ودول أخرى.

دول العالم رأت بنفسها العدوان الروسى على المدنيين الأوكرانيين وقررت أن تقف إلى جانب أوكرانيا حكومةً وشعباً. الأمر بسيط جداً، روسيا هى المعتدية ودول العالم تشاهد ما يحصل لحظة بلحظة. بالنسبة للدول العربية، فكما ذكرت، الولايات المتحدة لا تفرض إرادتها السياسية على أى دولة أخرى لأننا نحترم سيادة الدول وقراراتها ولكن نتوقع من كل دول العالم أن ترى من هو المعتدى الحقيقى هنا.

- إلى أين وصل موقف الإدارة الأمريكية من التوسع الاستيطانى الاسرائيلى وحل الدولتين؟  
تواصل الولايات المتحدة التأكيد لإسرائيل والسلطة الفلسطينية على ضرورة الامتناع عن الإجراءات أحادية الجانب التى تؤدى إلى تفاقم التوترات. ويشمل ذلك ضم الأراضي، والنشاط الاستيطاني، وهدم المنازل، والتحريض على العنف، وتعويض الأفراد المسجونين مادياً بسبب أعمال إرهابية ارتكبوها. ندعو كل الأطراف إلى ضبط النفس والابتعاد عن مثل هذه الأعمال التى لا تصب فى مصلحة أحد.

الرئيس بايدن مهتم جداً بحل الدولتين وهذه الإدارة ترى أنه الحل الأنسب لكلا الطرفين لأنه يضمن التدابير المتساوية من الحرية والأمن والازدهار للشعبين. وقد قامت إدارة بايدن بخطوات كبيرة للمضى قدماً نحو تحقيق هذا الحل، على سبيل المثال الإدارة الأمريكية السابقة كانت قد قطعت تماماً كل سبل التواصل بينها وبين السلطة الفلسطينية، وجاءت إدارة بايدن لتغير ذلك عبر التواصل مع السلطة الفلسطينية وحتى مع الشعب الفلسطينى والمجتمع المدني، وقامت إدارة بايدن أيضاً باستئناف المساعدات المقدمة لوكالة الأونروا، وقام نائب مساعد وزير الخارجية للشئون الإسرائيلية والفلسطينية هادى عمرو بزيارة إسرائيل والضفة الغربية عدة مرات.
- عندما تولى الرئيس بايدن الرئاسة قال انه لن يسير على نهج سلفه ترامب فى السياسة الخارجية فى المنطقة..لماذا اذن لم يقم باعادة السفارة الامريكية الى

- تل ابيب واعادة فتح القنصلية الامريكية للفلسطينيين؟
الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بإعادة فتح القنصلية الأمريكية فى القدس ومازلنا نعتقد أنها طريقة مهمة لبلدنا للتعامل مع الشعب الفلسطينى وتقديم الدعم له ونحن مستمرون فى مناقشة هذا الأمر مع شركائنا الإسرائيليين والفلسطينيين.

فى غضون ذلك، لدينا فريق متخصص من الزملاء العاملين فى القدس فى المكتب الأمريكى للشئون الفلسطينية وهم يركزون على العمل مع الفلسطينيين والتواصل معهم. أما بالنسبة لموضوع السفارة فإن الولايات المتحدة تحافظ على اعترافنا بالقدس عاصمة لإسرائيل وسنحتفظ بسفارتنا لدى اسرائيل فى القدس وفقاً لسياسة الولايات المتحدة الدائمة منذ عقود ووفقاً لقوانين أمريكية.