ماجدة بعد وفاة أمها.. معاناة وسخرية من بناء قبرين

ماجدة الصباحي
ماجدة الصباحي

تزوجت «ماجدة» عام 1963 من الفنان إيهاب نافع وأنجبت منه ابنتها «غادة» واستمر زواجهما حوالي 3 سنوات فقط، وبعد الطلاق لم تتزوج «ماجدة» مرة ثانية.

ونشرت مجلة آخر ساعة حوارا بين ماجدة والكاتبة إيريس نظمي تم نشره في 24 يناير عام 1968، وكان اللقاء في صالون بيتها وقالت إيريس:

وجدت في صالون بيت ماجدة كتبًا متناثرة على المقاعد منها رباعيات الخيام والقرآن الكريم وأجندة مفتوحة وقد كتبت فيها بعض الأشعار المجمعة ودفعني حب الاستطلاع إلى قراءتها، وكان منها:

إقرأ ايضا:الفريق الذي نام ليكسب المبارة.. أهداف بالجملة

- الحب في هذا الزمان يا رفيقي.. كالحزن لا يعيش إلا لحظة البكاء

- حبنا شيء كبير لا يهون .. فلنصنه مثل حبات العيون

- لنباركه ونحفظ عهده .. ولنضعه فوق أحداث السنين

وأكملت إيريس كلامها قائلة: وأخذت أتصفح الأجندة حتى جاءت ماجدة ترتدي فستانًا أسود، وعلى وجهها مسحة من الحزن تحاول إخفاءها بابتسامة، فسألتها:

- ما الذي يشغل بالك يا ماجدة ؟

الأحداث التي أعيشها هذه الأيام، إنني أحس أن المسئوليات التي أحملها كبيرة جدا، أكبر مني كامرأة بل أكبر من أن يتحملها رجل، ومع ذلك فأنا أتحملها وحدي، وكنت أود أن يقف بجانبي الرجل الذي أعتمد عليه وأثق به، ولكن للأسف تركني أشعر بوحدة قاتلة.

وأضافت ماجدة: كانت أمي ملجأ لي في الضيق والأزمات، كانت سيدة مؤمنة، ولم أكن أشعر بمدى حاجتي لها إلا بعد أن فقدتها، لقد كانت تهون على كل شيء صعب، كنت في أصعب الظروف أنسى كل شيء بمجرد أن أرتمي على صدرها، وكنت أشعر في تلك اللحظة إنني ما زلت طفلة، ولكن أين أمي ؟، راحت وتركتني.

وسكتت ماجدة قليلاً وقد بدا على وجهها التأثر، ثم عادت تقول بنفس نبرات الحزن والأسى: قبل موت أمي أقامت قبرًا للصدقة بجانب قبرها، وكنا نضحك عليها ولا نعلم ما الذي تفعله، ولكن بعد موتها شعرت بالحقيقة الكبيرة في الحياة وأخذت أقرأ القرآن، وأردد الأمثال التي كانت ترددها: «أربح ربح المال هو الصدقة»، «مال صرفته فهو لك.. ومال تركته فهو لغيرك».

 - هل تشعرين بالوحدة بعد موت أمك وسفر زوجك وبقائه في الخارج ؟

 إذا قلت غير ذلك أكون كاذبة، الحقيقة إنني أعاني من الوحدة بالرغم من أنني أشغل وقتي طوال اليوم، ففي الصباح أذهب إلى مكتبي، وأزور أصدقائي، وأحيانًا أذهب إلى السينما في المساء، ومشاغلي بالبيت كثيرة خاصة بعد أن استغنيت عن الشغالين.

إن حياتي مزدحمة وبالرغم من ذلك أحس في داخلي بالفراغ وعدم السعادة، بل إن المسئوليات الكثيرة في مثل هذه الظروف تجعلني أحس بالتعاسة، ورغم ذلك فأنا أعيش على أمل وأحاول أن لا أنظر للحياة بمنظار أسود.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم