عاجل

مأساة رجل الأعمال.. وصاحبة العصمة!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أصبحت عزيزة بعد مذلة.. وقوية بعد ضعف.. وقادرة بعد عجز.. تجبرت تبغي الخلاص من شاهدي ماضيها التعس.. حتى لو كانوا أصحاب الجميل عليها!

بهذه الكلمات بدأ محامي رجل الأعمال مرافعته أمام محكمة الإسكندرية للأحوال الشخصية، يروي مأساته مع صاحبة العصمة.

اقرأ أيضا| بعد انتصار القضاء للمرأة في تسجيل الأبناء.. هل للمطلقات حق الولاية التعليمية؟

مضى عليها ٤ سنوات من تخرجها من كلية التجارة.. لا تستقر في مكان وتهرب من كل صاحب عمل يرمي شباكه حولها ويريد النيل منها.

وعندما التحقت للعمل بإحدى الشركات، أعجب بها صاحب الشركة الذي أخذ ينظر إليها مشدودا ومبهورا، بسلطان جمالها.. وروعة قوامها، وطغيان سحرها، لم يسألها عن المؤهل الذي تحمله أو عن إجادتها للغات الأجنبية، تعثرت الكلمات في فمه وهو يطيل النظر إليها، وقفت تمد له يدها وقد تعلق نظره بها وهو هائم في جمالها الذي صعقه.. يينما سحبت يدها ببطء وقد اكتسى وجهها بلون الورد.

وبسرعة شديدة طلب رجل الأعمال من مدير شئون العاملين أن يحرر لها عقدا ويترك خانة المرتب خالية لأنه سيضعه بنفسه، وطلب منها التوقيع، انشرح صدرها وعادت إلى شقتها المتواضعة في الحي الشعبي الذي ولدت فيه تغمرها سعادة يجول بخاطرها الحلم الذي عاشته.

وفي اليوم التالي خصص لها صاحب الشركة حجرة فاخرة بجوار مكتبه، وكانت كل مهمتها أن تدخل عليه العملاء والزائرين وتحدد لهم المواعيد، جلست تسأل نفسها وهي تستعيد كل ما فعله معها الرجل.. هل يريدها لنفسه.. أم مجرد نزوة.. أو وقع في غرامها.. أم أن الله عوض صبرها خيرا.. إن لم يكن من أجلها فمن أجل أسرتها الصغيرة التي تعاني الفقر والحرمان.

وبعد مضي عدة أشهر، أثناء دخولها عليه في مكتبه دعاها لتناول العشاء معه، وهمس لها بأنه يريد أن تسعده وتكون شريكة حياته وأما لأطفال يرثون ملايينه، لم تسع الدنيا فرحتها وهي تهز رأسها بالموافقة.. وبادرته قائلة: أوافق لكن لي شرط واحد.. أجابها كل شروطك مقبولة مقدما، قالت: أن تكون العصمة في بدي.. ولا تؤاخذني في هذا المطلب.. لقد انتشلتني من الفقر والحرمان إلى حياة لم أكن أحلم بها.. وكنت كريما وحنونا وأخشى أن يكون حبك لي مجرد نزوة سرعان ما تزول عندما أصبح ملكا لك؟

ذهبا اثنتيهما إلى المأذون وتم عقد قرانهما على أن تكون العصمة بيدها، وانتقلت إلى قصره الكبير، واستأجر شقة فاخرة لأسرتها، وأصبحت صاحبة العصمة زوجة رجل الأعمال المليونير، ومضت عجلة الزمن تطوي أكثر من ١٥ عاما ليس للرجل هدف إلا إسعادها خاصة بعد أن أنجبت منه بنتين وولدا.

مرض الرجل، وسافرت معه كل عواصم أوروبا لكن المرض تمكن منه، لكنها ضاقت بمرضه الذي طال حيث فوجئ بعد أيام من خروجه من غرفة الإنعاش التي دخلها أكثر من مرة وإذا بها تدخل عليه ومعها المأذون وتقول له: إنها جاءت تريح نفسها وتتنازل عن حقها في جعل العصمة بيدها، وبطيبة غير مسبوقة يشكرها الزوج قائلا: ليس هناك داعيا لأن تتنازلي في أن تكون العصمة بيدك أو بيدي فلن يغير ذلك شيئا ولايهمني الأمر مادمت بجانبي.

ألحت صاحبة العصمة عليه بأن يقوم بالتوقيع على التنازل ودون أن يقرأ، وتركته وخرجت.. واختفت.. وتمضي به الأيام ينتظر عودتها وقدومها إليه حيث كانت أيام انتظاره أقسى وطأة من أوجاع المرض الذي يفتك جسده وهو لا يكف عن التفكير فيها.

وبعد عدة أيام وهو على سرير مرضه فوجئ بإعلان من المحكمة من صاحبة العصمة حيث كانت المفاجأة المدوية وهي وثيقة طلاقها له.  كادت المفاجأة أن تودي بحياته، فأسرع وطلب من محاميه إقامة دعوى ببطلان هذا الطلاق الذي حصلت عليه بالغش والخديعة، ويستطرد المحامي في مرافعته قائلا: لقد استولت على كل أمواله.. بعدما ذهب المرض بصحته، وقابلت صنيعه معها بالغدر والخديعة وطعنته في قلبه، بينما كانت الفجيعة التي أخفاها عنه المحامي وهي زواجها من آخر بعد انقضاء عدتها.

وأنهى المحامي مرافعته..حقا إن كيدهن عظيم. وقررت المحكمة نظر الدعوى لجلسة أخرى.