السلطات البريطانية تبحث التحقيق مع «السير».. وتستبعد سحب الجنسية

البريطانى صاحب 4 ذهبيات أوليمبية: أنا مش «مو فرح» أنا حسين عبدي.. من جيبوتى

أسرة حسين عبدى والاحتفال بعلم بريطانيا
أسرة حسين عبدى والاحتفال بعلم بريطانيا

السير «مو فرح» ليس «مو فرح».. مفاجأة كبيرة يعيشها العالم بعد التصريحات الأخيرة للبطل الأوليمبى السابق فى ألعاب القوى والذى منحته بريطانيا لقب «السير» فى 2017، وهذه التصريحات حول اسمه وموطنه وكيف جاء إلى بريطانيا ومن هو مو فرح الحقيقى؟ .. اسئلة لا أحد كان يطرحها فى السنوات الماضية لكن طرحها البطل بنفسه وأجاب عنها للعالم وبالمناسبة أن مو فرح هو الاسم المشهور به اختصارًا لاسم محمد فرح.

حسين عبدي

كشف البطل الأوليمبى السابق فى فيلم وثائقى لـ بى بى سى البريطانية بعنوان «مو فرح الحقيقي».. أنه أُحضر إلى بريطانيا من جيبوتى بشكل غير قانوني، تحت اسم طفل آخر للعمل فى الخدمة المنزلية وكانت هذه الحجة لكى يتمكن من الدخول لبريطانيا.

وقال إن امرأة نقلته إلى المملكة المتحدة من جيبوتى حين كان فى التاسعة من عمره وأطلقت عليه اسمه الحالي، كاشفاً أن اسمه الحقيقى هو حسين عبدى كاهين وأنه أُجبر على رعاية أطفال عائلة أخرى فى بريطانيا.

وأضاف اللاعب الذى قُتل والده فى الصومال حين كان فى الرابعة من عمره.. فقال مو: الحقيقة هى أنى لست كما تعتقدون فمعظم الناس يعرفوننى باسم مو فرح لكن هذا ليس اسمى أو ليس الحقيقة وليس هى حياتى كما تعرفونها فأنتم لا تعلمون شيئا!

وتابع المتوج بذهبيتى سباقى 5 و10 آلاف متر فى أولمبيادى لندن 2012 وريو 2016 والفائز خلال مسيرته بستة ألقاب عالمية فى هاتين المسافتين القصة الحقيقية هى أنى وُلدت فى صوماليلاند وهى جمهورية أرض الصومال غير المعترف بها دولياً، شمال الصومال باسم حسين عبدى كاهين وعلى الرغم مما قلته فى الماضي، لم يعش والداى فى المملكة المتحدة على الإطلاق.

اجهاد فى الاستجواب
وقرر فرح صاحب الـ39 عامًا الذى أصبح أول رياضى بريطانى فى سباقات المضمار والميدان يفوز بأربع ميداليات ذهبية أوليمبية، الخروج إلى العلن للتحدث عن هويته الحقيقية بعدما شجعه أطفاله كى يكون صادقاً بشأن ماضيه، موضحاً هذا هو السبب الرئيس فى سرد قصتى لأنى أريد الشعور بأنى طبيعى ولا أريد الشعور بأنى أخفى شيئاً ما.

وأفادت زوجة فرح تانيا، أنه فى العام الذى سبق زفافهما عام 2010 أدركت أنه كان هناك الكثير من القطع المفقودة فى قصته لكنها فى النهاية «أجهدته فى استجواباتي» وأخبرها الحقيقة.

وقال فرح إنه اعتقد بأنه ذاهب إلى أوروبا للعيش مع أقاربه، واستذكر أنه مر عبر نقاط تفتيش جوازات السفر فى بريطانيا.
وأورد كانت لدى جميع تفاصيل الاتصال بأقاربي، وما إن وصلنا لمنزلها، انتزعتها التفاصيل الخاصة بأقاربه السيدة منى وقامت بتمزيقها أمامى ووضعها فى سلة المهملات وفى تلك اللحظة أدركت أنى وقعت فى مشكلة.

ويقول سير مو إنه كان عليه أداء بعض الأعمال المنزلية ورعاية بعض الأطفال. وقالت له المرأة: إذا أردت تأكل، وإذا أردت رؤية أسرتك مرة أخرى فلا تفتح فمك بكلمة.

ويقول: كنت غالبا ما أدخل الحمام وأغلق الباب على نفسى وأبكي.
ولم تسمح له الأسرة فى السنوات القليلة الأولى بالذهاب إلى المدرسة. ولكن عندما كان فى الـ 12 من عمره التحق بالصف السابع فى معهد فى منطقة فيلثام.. وقيل للموظفين هناك إنه لاجئ من الصومال.

وقرر فرح فى نهاية المطاف أن يكشف عن حقيقة ما حصل لمدرس التربية البدنية آلن واتكينسون وانتقل للعيش مع والدة صديقه، كينسي، التى «اهتمت كثيراً» به وانتهى به الأمر بالبقاء هناك لسبعة أعوام.

وكان واتكينسون الشخص الذى تقدم نيابة عن فرح بطلب الحصول على الجنسية البريطانية والتى وصفها العداء بأنها كانت «عملية طويلة»، وفى يوليو 2000 بات مواطناً بريطانياً.

وقال فرح الذى أطلق على ابنه اسم حسين تيمناً باسمه الحقيقى كثيراً ما أفكر فى محمد فرح الآخر، الصبى الذى صعدت مكانه على متن تلك الطائرة وآمل حقاً أن يكون بخير أينما كان، أنا أحمل اسمه وقد يتسبب ذلك الآن بمشاكل لى ولعائلتى والشيء المهم بالنسبة لى هو أن أكون قادراً فقط على النظر فى أعين الآخرين لاسيما أطفاله.. أن أكون صادقاً حقاً.

بريطانيا فى حيرة
وعليه ذكرت شرطة العاصمة فى بيانها: نحن على دراية بالتقارير فى وسائل الإعلام فيما يخص مو فرح، لم يتم تقديم تقارير إلى خدمة شرطة العاصمة فى الوقت الراهن.

وأشار البيان إلى أن الضباط المتخصصين فتحوا تحقيقا ويعملون حاليا على تقييم المعلومات المتاحة.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية «بي.أيه.ميديا» أن وزارة الداخلية فى المملكة المتحدة لديها سلطة نزع الجنسية البريطانية من الأفراد إذا تم الكشف عن أنهم حصلوا عليها بشكل غير قانوني.

وكانت الوزارة أكدت فى وقت سابق أنها لن تقوم بأى إجراء على الإطلاق تجاه فرح.
وقال متحدث رسمى بمقر الحكومة البريطانية داوننج ستريت عن البطل الأوليمبى : إنه بطل رياضي، إنه مصدر إلهام للناس عبر البلاد.

وبسؤاله عما إذا كانت وزارة الداخلية ستتخذ أى إجراءات ضد فرح، قال «بالتأكيد لا واستبعد هذا القرار».
لكن مع كل هذه التصريحات المطمئنة من بريطانيا فتظل الدولة فى حيرة بسحب الجنسية عنه أو تسامحه وتكرمه أم سيكون لها شأن آخر.. هذا ما سيظهر فى الأيام القادمة لنا.