كعادته وكدوره المنير الذى يعد منارة للعالم الإسلامى أجمع دشن مجمع البحوث الاسلامية بالأزهر الشريف مبادرة بعنوان «لتسكنوا إليها» تلك التى يدعو من خلالها لتيسير الزواج فى المجتمع من خلال إلغاء عدد من البنود التى تعد عرقلة حقيقية لإتمام الزواج والذى من شأنه ارتفاع نسبة العنوسة بين صفوف الفتيات.
أثارت تلك المبادرة تفاعلا كبيرا بين صفوف المواطنين وأروقة منازل الأسر و ذلك بعد أن أطلق مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف تلك المبادرة الموسعة لمواجهة التكاليف الباهظة للزواج فى كل المحافظات تحت مسمى «لتسكنوا إليها» التى تسعى لتحقيق مجموعة من الأهداف «للقضاء على العادات السيئة والمتبعة فى الزواج»، أملًا فى تيسير الأمور المتعلِّقة به، ومواجهة المغالاة فى تكاليفه خاصة فى مثل هذه الظروف الاقتصادية التى يعانى منها العالم أجمع و ليست مصر بمفردها.
وتتضمن المبادرة عدة مراحل تكون الأولى منها خلال فترة الخِطبة وتسعى لترسيخ مجموعة من الأمور أهمها: «قصر مراسم الخطوبة على قراءة الفاتحة وحضور درجات القرابة الأولى ودبلة فقط و ضبط اللقاء بين المخطوبين بحضور الأهل»..
وتتضمن المرحلة الثانية الإعداد للزواج: «دورة مكثفة للزوجين فى التأهيل الأسرى والاتفاق على الذهب بالقيمة وإثباته فى قائمة المنقولات بالقيمة لا الجرامات» و تنتهى بإلغاء شهر العسل و الذى يعد عبئا اضافيا قد يعرقل عملية الزواج، كما تستهدف المبادرة تقليل الهدايا المتبادلة، وعدم تطويل فترة الخطوبة بشكل يؤدى إلى وقوع بعض المشكلات والاتفاق بين الطرفين على كل مصروفات وتكاليف الزواج خلال فترة الخطوبة وقبل كتب الكتاب ويتم اختيار مسكن الزوجية بالاتفاق بين الطرفين، وعلى حسب الاستطاعة، دون تدخل الأسرتين ودون شروط غير ضرورية ، على أن تتم مراسم الأفراح بصورة بسيطة على قدر الاستطاعة، وعدم التقيد بمظاهر ومغالاة مرهقة، وأن يقتصر نقل جهاز العروسة على سيارة واحدة فقط ودون حضور مدعوين تجنبًا للتكاليف الإضافية وإلغاء تكاليف الضيافة الباهظة خلال الفرح وإلغاء اشتراط كسوة الأهل من الجانبين وإلغاء سيشن التصوير وإلغاء اشتراط السفر لقضاء شهر العسل وعدم المبالغة فى الزيارات اليومية والعزومات المتبادلة والهدايا المرهقة خلال التهنئة بالزواج.. «الأخبار» استطلعت آراء خبراء الدين وعلم النفس حول استجابة الأسر لتلك المبادرة و التى أحدثت مفعولا ايجابيا بين أوساط الأسر.
«أكثرهن بركة»
«أقلهن مهرا أكثرهن بركة».. بهذا الحديث الشريف بدأ الشيخ سامى العسالة مدير عام التفتيش بوزارة الأوقاف سابقا.. ويؤكد أن كل الأسر تقف خلف الأزهر فى مبادرة «لتسكنوا إليها» لتقليل وتخفيف نفقات الزواج و الحد من «البهرجة» ـ على حد قوله ـ والتى ليس لها أى قيمة لإتمام عملية الزواج و التى كان من شأنها أن تلك المظاهر الخادعة أدت الى تقدم سن الزواج بالنسبة للفتيان و الفتيات وأصبح متأخرا ونرى بعض الحالات وصلت الى أواخر الثلاثينيات..
ويضيف العسال أن غلو المهر والشبكة التى أصبح الحديث عنها بالجرامات ـ شىء غريب ـ وكأن الأسر تقيم مشروعا تجاريا وليست عملية زواج دعانا إليها الله عز وجل لإعمار الأرض ..
و يقول إنه هناك اشياء كثيرة واشتراطات أصبحنا نسمع عنها فى الزواج مثل التصوير الذى يسبق الفرح « فوتوسيشن «واقامة الأفراح بفنادق فارهة و الفساتين التى باهظة الثمن سواء فى الخطوبة أو الفرح وقضاء شهر العسل» هاني مون « خارج مصر أو فى مكان باهظ التكاليف فى الداخل «يا اما بلاها جوازة» ـ على حد قوله ـ وكلها أشياء ليست من الضروريات تماما وانما بدع تثقل كاهل العريس و قد تؤدى فى نهاية المطاف الى عرقلة مسيرة الزواج والانفصال ومن ثم زيادة نسبة العنوسة بين صفوف الفتيات..
و فى نهاية حديثه دعا الشيخ سامى العسال كل الأسر المصرية الى ضرورة توخى الحذر والاستغناء عن تكاليف الزواج الباهظة والتى ليس لها قيمة سوى أنها تمثل عبئا قد يؤدى فى النهاية الى عدم اتمام الزيجة.
«السيرة النبوية»
ومن جانبه أكد دكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أهمية الحث على تيسير نفقات الزواج.. مؤكدا أنه أمر اسلامى ينبع من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة..
مشيرا إلى أن أهمية تخفيف نفقات الزواج ظهر لنا من خلال نماذج رائعة ذكرت فى السيرة النبوية و غيرها من القصص التى تظهر لنا عدم المغالاة..
وبالتالى فإن مبادرة الأزهر رائعة لكنها تحتاج لقدوات مجتمعية تدعمها من عصرنا الحالى. فعلى سبيل المثال يجب على نماذج كثيرة فى المجتمع فى مختلف المجالات أن يقدموا أمثلة حية لتزويج بناتهم بمهور بسيطة أو تكاليف يسيرة.
«التزويج»
و فى السياق ذاته دعا دكتور وليد هندى أستاذ علم الاجتماع كل الأسر المصرية الى الانسياق خلف الأزهر الشريف فى مبادرته «لتسكنوا إليها» لأنها من شأنها هى إقامة الشرع فى «التزويج» وعدم المغالاة فى مطالب الزواج حتى يتسنى للشباب و الفتيات أن يقيموا أسرا ويعمروا الأرض كما أمرنا الله عز وجل.. و طالب الأسرة بالتحلى بالعقل وعدم المغالاة فى مطالب الزيجة خاصة ما يخص إقامة العرس و القايمة وآخرها شهر العسل.
اقرأ أيضاً|«لتسكنوا إليها».. محافظة شمال سيناء تعلن دعم مبادرة «البحوث الإسلامية»
