يُعد المخرج الراحل محمد كريم أحد الرواد الأوائل للسينما المصرية وصاحب أهم كلاسيكيات السينما المصرية منذ تاريخها حتى الآن، وأول نقيب للسينمائيين بالإضافة إلى انه أول عميد للمعهد العالي للسينما.
كان محمد كريم مثالا للفنان الملتزم بفنه وصاحب مبادئ وكان معروفا عنه صداقته القوية للفنانين مثل يوسف وهبي وسليمان نجيب ومحمد عبد الوهاب وأثناء الإعداد لفيلم "جنون الحب" من بطولة عماد حمدي وراقية إبراهيم.
ميزانية خاصة من أجل فساتين ليلى مراد.. فما القصة؟
وفي عام 1954 دعاه الفنان الراحل سليمان نجيب لزيارته في منزله وقد لبى محمد كريم الدعوى وسأله سليمان عن دوره في الفيلم فأجابه محمد كريم بأنه لن يشترك في الفيلم بأي دور حيث تم ترتيب الأدوار جميعا.
لكن نجيب أصر بأن يكون له دورا في الفيلم حتى لو كان دور كومبارس صغيرا لا يتعدى الدقائق؛ وحيث أن محمد كريم حريصا على علاقته الوطيدة وخوفا من غضب صديقه فقد اتفق معه على ان يرسل إليه السيناريو في الصباح ليختار بنفسه الدور الذي يعجبه بحسب ما نشرته مجلة أخر ساعة فى 26 يناير 1955.
وبعدما أرسل كريم السيناريو فوجئ بنجيب يأتي إليه بعد نصف ساعة ليخبره بأنه قد اختار دور ناظر المحطة فاعترض كريم على هذا الدور كونه دورا صغيرا بالنسبة لاسم وشهرة سليمان نجيب.
ولكن سليمان نجيب أصر على تمثيل الدور ولم يجد كريم أمامه سوى المضي في تصوير الفيلم وبعد الانتهاء من تمثيل الدور أخرج محمد كريم دفتر شيكات من جيبه وأعطاه لسليمان نجيب ليكتب الأجر الذي يريده وقد فاجأه نجيب بأنه لن يتقاضى أي أجر نظير هذا الدور، وكانت هذه أول مرة يتنازل فيها ممثل عن أتعابه لمنتج الفيلم.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
