«الكاتب الجالس».. تحفة مصرية تزين متحف اللوفر بفرنسا

الكاتب الجالس
الكاتب الجالس

من أشهر تماثيل الكتبة الجالسين في مصر القديمة. هذا التمثال لم يُعطَ اسما معينا لأنه ؛ لم يُعرف اسم صاحبة على وجه التحديد، وإن كان من المؤكد أنه يعود لعصر الدولة القديمة، ربما خلال عصر الأسرة الرابعة (2620 - 2500 ق.م) أو خلال عصر الأسرة السادسة (2345 - 2181 ق. م) أي تاريخه يرجع لأكثر من (4300 عام) على أقل تقدير.

الباحث الأثرى د. حسين دقيل يقول أنه قد تم العثور على هذا التمثال الحجري المطلي بمنطقة سقارة، عام 1850م من خلال عالم الآثار الفرنسي (أوجست مارييت)، الذي أرسله إلى فرنسا حينذاك ضمن آلاف من القطع المصرية الأخرى، وهو معروض الآن بمتحف اللوفر بباريس.

هذا التمثال يدل على قدرة الفنان المصري القديم الفائقة على النحت بشكل سهل وميسور، فقد أظهر لنا الفنان مدى الأريحية التي كان عليها فنه وهو يصنع هذا التمثال الرائع؛ فعضلاته البارزة، وقوامه الرشيق، وعيناه المطعمة بالبلور الصخري، وحاجباه ذات الخطوط الرفيعة، وحلماته الخشبية، ونقبته البيضاء المشدودة على الجزء الأسفل من قدميه، كل ذلك يدل على إبداع الفنان

اقرأ أيضا :- مقابر مير بأسيوط تنتظر خريطة السياحة

أما ملامح وجهه التي أبان لنا من خلاها الفنان أن الكاتب كان أكثر صرامة وخاصة عندما نراه ينظر إلينا يعينيه السوداوتين منتظرا لحظة البدء في الكتابة أو كأنه يكتب ما نقول، ما يدل على اهتمامه بعمله، وخاصة أننا نراه وهو يمسك بإحدى يديه البردية النصف ملفوفة بينما تستعد اليد الأخرى للكتابة بالفرشاة المفقودة الآن للأسف، وقد صُممت الأيادي والأصبع بدقة متناهية، قد تلاحظها بشكل أدق في الصورة الثانية المرفقة.

يتضح لنا أيضا من خلال الإبداع الفني؛ أن الكاتب لم يكن شخصا موظفا يمتهن مهنة الكتابة، فالشكل الموصوف عاليه يدل على أنه كان ميسور الحال، ما يجيز بأن يكون صاحب التمثال أميرا من الأمراء أو شخصية كبيرة بالبيت الملكي، خاصة وأن الملوك والأثرياء كانوا يؤغبون بأن يتم تصويرهم على هيئة الكاتب حيث كانت وظيفة تتطلع إليها الأبصار.