بسبب مغازلة سيدة.. قهوجي يورط وزراء سابقين في «قضية كبرى»

صورة تعبيرة
صورة تعبيرة

بخط رديء لا يقرأ وبأسلوب ركيك لا يفهم إلا بصعوبة تلقى كل من رئيس الوزراء ووزير الداخلية والنائب العام وحكمدار بوليس مصر بلاغا من «مجهول» أقام الدنيا وأقعدها وأثار يقظة وانتباه رجال الحفظ والنظام.

 

كان ذلك في عام 1946؛ حيث قدمه «المجهول» ضد ثلاثة من الوزراء السابقين ينتمي اثنان منهم لحزب سياسي والثالث لا صلة له بالأحزاب، وأحد الثلاثة من رجال القانون، والثاني من رجال السيف أما الثالث فمن الفنيين.

 

وقد اتهم مقدم البلاغ مع هؤلاء عددا من الأطباء والمحامين ونجل أحد الوزراء السابقين الثلاثة وإحدى النساء بالشيوعية؛ حيث اتهمهم جميعا بالتآمر على قلب نظام الحكم.

 

وفي بلاغه، قال إن أعضاء الجمعية يعقدون اجتماعاتهم في دار أحد الوزراء السابقين الثلاثة في الضواحي، وإنه انضم إليهم أخيرا بعض كبار التجار اليهود المعروفين بثرائهم للتمويل.

 

ومضى في سرد اتهاماته بالتأكيد على أن جانبا كبيرا من أوراق الجمعية موجود عند امرأة تقيم في قرية طرة، وأنها شديدة الخطورة ولولا خوفه منها على حياته لذكر اسمه وكشف عن شخصيته ولكنه يبقى ذلك إلى أن يحين الوقت المناسب أي عند القبض على أعضاء الجمعية.

 

اقرأ أيضًا| في «كوز».. تكليف وزير مصري بجمع «أعقاب السجائر»

 

وقام البوليس المصري بالتحري عن جميع الذين وردت أسماؤهم في البلاغ، فتبين أن نجل الوزير السابق يميل إلى المبادئ الشيوعية وأنه زار روسيا وأقام بها زمنا، أما والده فهو من كبار الأغنياء حتى أنه يعتبر من الرأسماليين المعدودين.

 

كما ظهر أن باقي الذين اتهمهم مقدم البلاغ لا علاقة بينهم، ولم توجد أوراق لها علاقة بالشيوعية في دار الوزير السابق، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 14 سبتمبر عام 1946.

 

أما المرأة التي اتهمها الرجل فهي مطلقة أحد المديرين بوزارة المعارف «التعليم حاليا»، وقد طلقها لميلها إلى اللهو، وقد أكسبتها هذه العلاقات نفوذا وسطوة بين الأهالي.

 

ودلت التحريات على أن صاحب قهوة بلدية في طرة أراد مغازلة هذه المرأة فتشاجرت معه وقامت بينهما منازعات قضائية منظورة أمام القضاء. لكنه أراد الانتقال منها، فلفق هذه الرواية ليحمل البوليس على تفتيش دارها واعتقالها بضعة أيام، واتهم معها الوزراء السابقين الثلاثة ليثير اهتمام رئيس الوزراء والنائب العام.

 

وأخيرًا تبين أنه يجهل القراءة والكتابة وأن نجل عمدة قرية طرة هو الذي كتب له البلاغ.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم