رؤيــة

أبويا باعنى لثرى عربى بخمسين ألف جنيه

صبرى غنيم
صبرى غنيم

فى  الشهر العقارى فى رمسيس، كانت تجلس فتاة صغيرة فى العشرينيات وهى تصرخ وتبكى أمام الموثق لعقد زواجها على واحد من الخليجيين العرب، والأم تطلق زغروطة والبنت تصرخ وتشير الى فستانها، حيث كانت القهوة تغطى مساحة منه، واقتربنا أنا وجمال منها وتصرخ البنت أن فنجان القهوة وقع عليها، والأم تصرخ فى وجهها «انتى مايصة، إنتى اللى تعمدتى دلق القهوة، فى عروسة تطلب قهوة ساعة فرحها، وطلبتيها مخصوص لدلقها» ردت البنت: «أنا متشائمة ولازم نأجل»..
- فهمت من الحوار أن هناك لغزا خفيا، وحصلت على عنوانها حيث كانوا يسكنون فى حى عابدين، وفى الليل ذهبت أنا وجمال بدوى الى البيت وقابلت الأب وقولت له إننى من السفارة لتوثيق عقد الزواج وفى حاجة الى مقابلة العروسة للحصول على التفاصيل، وطلبت منه أن يتركنا مع العروسة بمفردنا، وسألتها «هل أنتى راضية عن الزواج»، قالت لى «لا، أنا موظفة ولى زميل متفقة معه على الزواج»، ولكن الأمر أن أحد السماسرة جاء إلى أبى وعرض عليه أن يزوجنى لثرى عربى فى الثمانينيات مقابل خمسين ألف جنيه".. فعرضنا على البنت فكرة الهروب، وسألتها هل هناك أى فرد من العائلة متعاطف معك، قالت: خالتى.. وطلبنا من البنت أن تهرب الى خالتها.


- وبالفعل ذهبت البنت إلى خالتها وذهبنا الى خالتها، وتقابلنا مع البنت وطلبنا من خالتها ألا تدلى بأى معلومة أن البنت هربت إليها، ووعدناها أن نوقف هذه الزيجة، وجاء يوم الخميس وتقابلنا مع أحمد لطفى حسونة المستشار القانونى لأخبار اليوم، وعرضنا عليه قصة البنت، وعرضنا عليه مانشيت للجريدة «بلاغ للنائب العام، أب يبيع ابنته بخمسين ألف جنيه لثرى خليجى» ومطلوب من النائب العام إيقاف هذه الصفقة، ونشرنا مع الخبر صورة للبنت فى الصفحة الأولى وورقة خطية من البنت بإيقاف هذه الزيجة، وصباح يوم السبت يوم صدور الجريدة جاءت الخالة مع البنت واصطحبناها الى النائب العام، وقالت البنت إنها لا تعرف العريس إلا من خلال رؤيته فى الشهر العقارى ولا تعلم عنه شيئا.. واستدعى النائب العام الأب وطالبه باسترجاع المبلغ وايقاف هذه الزيجة ومن يومها تبنت اخبار اليوم قضية زواج القاصرات للأثرياء العرب.


- الشهادة لله أن زميلى جمال بدوى كان يرتعش من الخوف عندما قالوا له إن حى عابدين يضم عددا من البلطجية وقد يستدعى الأب بعضهم للاعتداء علينا.