أحمد اللاوندى يكتب: آخرُ النوستالجيا

أحمد اللاوندى يكتب :آخرُ النوستالجيا
أحمد اللاوندى يكتب :آخرُ النوستالجيا

إلى روح أبى
ماذا سأفعلُ والمدى صحراءْ؟!    
ماذا سأفعلُ يا أبي؟!
وحدى أُصارعُ وَحْدتى
وحدى أُصارعُ وَحْدةَ الرُّوحِ/ الخَواءْ
لا ضوءَ يخرجُ،

لا نهارَ يُطِلُّ فى هذى الضِّياعِ،
ولا أُفيقْ
هُوَ كُلُّ مُتَّسَعٍ يَضيقْ
هاجرتَ دُونى
لَمْ أُفكِّرْ فى رحيلِكَ،
فى ابتعادِكَ عَنْ ديارِكَ،
فى حُطامٍ جاءنى
يخطو على عَجَلٍ..
ليشطُبَ كُلَّ أفراحِ الزَّوايا،
والحنايا
كُلَّ نَبْتٍ،
واخضرارٍ،
يا صديقي
يا أبي
ودَّعتنى 
وبقيتُ أتلو ألْفَ جُرْحٍ، وانهزاماتٍ كثيرةْ
هِى تلكَ أُغنيةٌ مريرةْ
هذا أنا
ما عُدتُ شيئًا بعدَ أنْ سافرتَ..
صوبَ الغيبِ
يُتمى واضحٌ
والقلبُ أضناهُ الهلاكُ
ولا سِواكَ سيملأُ المعنى مجازًا
مُفرداتى تائهاتٌ
كيفَ أنجو؟!
كيفَ أُنْشِدُ مِنْ جديدٍ؟!
هذهِ لُغتى تُغادرُ،
والقصيدةُ
هذهِ الكلماتُ ليستْ تُشتهى
ما أكثرَ الفزعَ الَّذى..
يحوى الفُؤادْ
ما أكثرَ الأضدادْ
لا خِلَّ لى؛
لا ركْبَ يحملُنى؛ ولا تفنى الهُمومْ
حولى السُّدومْ
حولى جفاءٌ ليسَ ينأى
عَنْ دمى
ماذا سأفعلُ والمدى صحراءُ؟!
يا هذا النَّخيلْ
جسدى عليلْ
مَنْ يرفعُ الرَّاياتِ..
مَنْ؟!
مَنْ يُرجعُ الضَّحِكاتِ للبيتِ الخرابْ؟!
مَنْ يا تُرى يمحو السَّرابْ؟!
رحلتْ حكاياتُ الكِرامِ المُلْهَمينَ/
الحالمينَ بأى شكلٍ للمَدَدْ
أبتاهُ لَمْ أقصُصْ رؤاكَ على أحدْ
سقطتْ على رأسى صُخورُ الحُزنِ،
واشتدَّ النَّزيفْ
فلِمَنْ سأشكو..
هَبَّةَ الصَّمتِ المُخيفْ؟!
يا راحلًا..
هُنا فى انتظارِكَ..
(جَرَّةُ الماءِ الصَّغيرةُ)، 
والحصيرةُ،
والطُّيورُ على سُطوحِ البيتِ،
والأطفالُ،
والسُّورُ القديمُ،
وحاجياتٌ كُنتَ تُنجزُها
وتعرفُها يداكْ
هلَّا أراكْ
ظَهرى انكسَرْ،
وذراعى اليُمنى قَدِ انقطعتْ مِنَ الدُّنيا
وحاصرنى السُّؤالْ
عُدْ يا أبى..
فلسوفَ أسندُ ظَهرَكَ المحنىَّ..
مِنْ حَمْلِ الرِّمَالْ
عُدْ فالحياةُ بلا حياةْ
عُدْ إنَّنى المُشتاقُ للجِلْسَاتْ
جِلبابَكَ البُنىَّ
ألبسُهُ..
فأذكرُ عيدَنا الأضحى، ولمَّتَنا الكبيرةَ،
والسَّمَرْ،
أفَلَ القمرْ
أفَلَتْ شُموسُ الدِّفءِ مُنذُ البارحةْ!
مَنْ يُنقذُ الأحشاءَ..
مِنْ نَهْشِ الصُّقورِ الجارحةْ؟!

اقرأ أيضا | منال الروينى |علبة قطيفة