الحوار الوطني| حماية الشواطئ والحفاظ على هوية الإسكندرية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تواصل الأخبار نقل مطالب وآراء المواطنين وفئات الشعب المختلفة فى الحوار الوطنى الدائر بين الحكومة والأحزاب السياسية والقوى المختلفة والمعارضة.

المواطنون أكدوا على تعظيم دور المرأة والشباب ودعم المشروعات الصغيرة وطالبوا بضرورة التوسع فى التصنيع الزراعى وتقنين أوضاع المشروعات الصغيرة ودعم المناطق الصناعية وشددوا على عودة دور قصور الثقافة وإنشاء بنك لأفكار الشباب والمطالبة بعودة المجالس المحلية.

أهل الإسكندرية ينتظرون حوارا وطنيا مستنيرا بين شركاء ثورة 30 يونيو، يطالبون الأحزاب والقوى السياسية بتغليب مصالح جموع الشعب على المكاسب السياسية للنخبة، يتوقعون اتفاقا يرسم خارطة طريق لكل المصريين لمواجهة تحديات فرضتها أزمات عالمية طارئة، ويحلمون بتفعيل القدرات الابتكارية لعقول ونوابغ المحروسة للعبور بالجمهورية الجديدة إلى بر الأمان.


وبرؤية سريعة لتجارب التاريخ، يرى المحامى مصطفى إبراهيم طلعت أن مصر هى الأقدم فى البنية الديمقراطية، والنيابية والسياسية، لذا فإنها تستطيع أن تمضى قدما فى استئناف ما بدأته منذ عقود.

وأن تقدم نموذجا سياسيا فريدا، فى نسج مزيج من خبراتها المبدعة، وإسهامات نابغيها من المتمرسين فى العمل السياسى يخدم تجربتها فى النجاة من مصير مؤلم لمجتمعات أوقعتها الفتن والخلافات والمؤامرات فى شراك التراجع والتخلف والسقوط.


ديمقراطية مصر المقبلة الجديدة تعنى تقديم برامج مبتكرة ومتنوعة للتقدم فى كافة المجالات، وتستعيد بها أم الدنيا طوفان قوتها الناعمة المؤثرة والجاذبة.


فرص للكفاءات
ديمقراطية الجمهورية الجديدة يجب أن ترسخ الشفافية والانفتاح على الآخر، وتعنى إتاحة الفرصة للكفاءات أن تفجر طاقاتها الإبداعية ليستفيد منها الوطن، وتعنى المحاسبة الواضحة العلنية لكل مسئول فى موقعه.

وتعنى مواجهة جادة للفساد أمام الرأى العام، وتعنى آراء حرة وقوى سياسية تشارك فى تقديم الجهد والحلول لمشاكلنا ولا تخاف من الإقصاء والتشويه.


ويضيف «طلعت» أن مناخ الحريات يقضى بشمسه الساطعة على خفافيش الظلام وجراثيم التطرف والإرهاب، ويمنح بلادنا الفرصة للتغيير المأمول والتقدم الطبيعى للأمام والمستقبل، عبر برامج انتخابية صادقة وموقوتة، يحاسب عليها الناخبون من انتخبوهم فى صناديق الاقتراع.


ويؤكد طلعت أنه لا خوف على مصر فى ظل مشاركة متوقعة من القوى السياسية، ستزيد من حماية مكتسبات باتت واقعا، وتضمن أن تنطلق أفكار مبدعة تتشارك ولا تتعارك.

وتمنع بل تفضح من يستثمرون معاناة بعض فئات الشعب المصري، فى التحريض من الخارج وفق أجندات متآمرة، لأن المصريين سيجدون تيارات سياسية وطنية وشريفة تعبر عن كل ألوان أطيافهم ويعبرون عن معاناتهم وأحلامهم داخل خارطة الوطن الرحبة والمرحبة بالمشاركة.


أما الدكتور على عبد المطلب، الباحث السياسى وعضو المكتب السياسى لحزب الإصلاح والنهضة، فيقول إن أهمية الحوار الوطنى تنبع من تبنى الدولة له مما يؤكد مصداقيته، لافتا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى عودنا على فكرة الإنجار فكل مشروع تدخله الدولة تقطع فيه أشواطا حقيقية.

وهذا ما بدا جليا فى ملف تثبيت أركان الدولة المصرية ومواجهة الإرهاب والفكر المتطرف ثم برنامج الإصلاح الاقتصادى وتنفيذ وعوده بتمثيل الشباب وتمكينهم وتجسد الأمر فى مؤتمرات الشباب وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وتعيين نواب للمحافظين من الشباب.


مسئولية مشتركة
وقال إن نجاح الحوار الوطنى مسئولية مشتركة من الجميع، مبينا أن مصر خلال فترة حكم الرئيس السيسى استفادت من تجارب التنمية من الدول التى حققت نجاحات كبيرة مثل ماليزيا وكوريا الجنوبية التى بدأت بالإصلاح الاقتصادى ثم الإصلاح الاجتماعى ثم الإصلاح السياسي.


وأضاف، أن مصر أقامت بالفعل برنامجا مميزا للإصلاح الاقتصادى ونجحت فيه وبدأ الاقتصاد المصرى يحقق نسب نمو مرتفعة، كما جرى الاستثمار فى الموارد البشرية من خلال الاهتمام بملفى التعليم والصحة وتنفيذ برامج تدريبية مميزة للعاملين فى الجهاز التنفيذى وتأهيل الشباب للقيادة، وهذا ما جعل هناك بيئة مواتية للتنمية السياسية.


وتشيد نجوى إبراهيم رئيس جمعية الورد النادى الخيرية بالإسكندرية بالاهتمام بمطالب المواطنين وإجراء حوار مجتمعى موسع معددة مطالبها؛ التى تراها تعبر عن قطاع كبير من المجتمع السكندري، وعلى رأسها الحفاظ على هوية المدينة.

وإجراء حوار مجتمعى قبل تنفيذ أى عمليات تغيير بها، وخاصة فى الأماكن التاريخية والأثرية كما حدث بالمنتزة، والتى تحمل العديد من الذكريات لأهل المدينة وخاصة هواة الصيد ومحبى التراث.


إضافة إلى الحفاظ على المظهر الحضارى لميادين الإسكندرية العامة وخاصة التى تحمل طابعا تاريخيا، وإيجاد حلول جذرية لفوضى الشوارع والعنف المجتمعي، وحلول دائمة لأزمة الباعة الجائلين وخاصة فى الميادين الأشهر كالمنشية ومحطة مصر والرمل؛ بجانب الاهتمام بالشوارع  الجانبية والمناطق الشعبية ورصفها.


 كما تطالب نجوى إبراهيم بالحفاظ على المنتزهات العامة كحديقة الحيوانات والحديقة الدولية التى تعد متنفسا لأهالى الإسكندرية، وتنتقل إلى أهمية اعتبار النظافة قضية قومية لأنها تؤثر على الصحة العامة والبيئة والمناخ قائلة: «للأسف أصبحت الإسكندرية تعانى من انتشار القمامة والنباشين».


أما نجاة على ربة منزل بالإسكندرية وأم لأربع فتيات فتقول: أتمنى عودة إسكندريتنا القديمة وإصدار قرارات بالحفاظ على روح المدن الساحلية المميزة وحماية حقنا فى الاستمتاع بالشاطئ والبحر المفتوح ومنع سياج وأسوار الشواطئ التى تحجب البحر وتمنع تمتع أهل المدينة بها.

وتشكو نجاة على من الضغوط الاقتصادية والتى تتسبب فى تلاشى الطبقة المتوسطة قائلة: «احنا معاك يا ريس ونفسنا ننهض ببلدنا لكن الأسعار فى تزايد مستمر وبعض التجار يتلاعبون بالأسعار بلا رقابة، إضافة للغلاء الفاحش»، مطالبة بتشديد الرقابة على الأسواق وتوفير السلع البديلة.

وتنتقل نجاة على إلى أزمات الطرق مناشدة بتقنين استخدام «التكاتك» المنتشر فى بعض مناطق الإسكندرية ومنع الأطفال من قيادتها.


صناعة الإبداع
الناقد الفنى والمؤرخ السينمائى يعيد طرح النداء بالتوسع ودعم الدولة لعودة الفنون والإبداعات المصرية إلى منصة الريادة، وهى صناعة ضخمة تتطلب استثمارات مضمونة العائد فى حال حسن استغلالها، ولنا فى تجارب دول كثيرة أمثلة فى تحقيق عائدات سياحية ومالية واستثمارية كبيرة من خلال تصدير فنونها.

ومصر لديها عدة ميزات نسبية غير متوافرة لمجتمعات أخرى، على رأسها تكامل كل مقومات تلك الصناعة، والأبعاد التاريخية فى الريادة، والقبول الإقليمى للإبداع المصرى وجماهيريته.

وارتباط وحب شعوب الأمة العربية بالإبداع المصرى فى كافة المجالات، مما يخدم تسويقا مضمون الرواج، وعائدات غير مباشرة على قطاعات مثل السياحة والترفيه والترويج لكنوز مصر الأثرية.


أما أحمد السدودى «تاجر مواد بناء» فيرى ضرورة طرح مشاكل القطاع الخاص وصغار الصناع والتجار على طاولة الحوار الوطني، والإسراع بإصدار الحكومة لقانون اشتراطات البناء.

ويشير بصفة خاصة إلى صغار المقاولين والبنائين، الذين ترتبط أعمالهم بحوالى 40 مهنة تضررت بشدة بسبب كورونا ثم تعرضت لضربة أخرى بالحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع أسعار الخامات وتوقف استيراد عدد من مستلزمات الإنتاج، وبالتبعية تزايدت الأعباء على أصحاب المهن والمقاولين.    


من جهته قال المستشار سامى مختار خبير السلامة على الطرق، رئيس الجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق وأسرهم: إنه لا شك أن الحوار الوطني، الذى دعت إليه القيادة السياسية هو فرصة مهمة ونافذة لعرض ما كان الكثير من المؤسسات والأفراد يناضلون من أجل تحقيقه، ويمثل أهدافا حلمنا أن تتحقق على أرض الواقع وبالفعل تحقق منها جزء ولكن ليس بالقدر الذى نتمناه.


صيانة الطرق
وأضاف «مختار» فى لقائه مع «الأخبار»، أن حوادث الطرق على المستوى العالمى والعربى والإفريقى والمحلي، من أكبر معوقات التنمية فهى تمثل مشكلة اجتماعية واقتصادية وصحية.

ويجب فى هذا المقام أن ألقى الضوء حول واحدة من أهم الحلول لخفض معدلات حوادث الطرق وتحقيق أكبر قدر من السلامة على الطرق بصيانتها أولا، وفى عجالة وباختصار أن تتبنى هذا المشروع المهم من وجهة نظرنا بصفتى رئيس الجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق وأسرهم وخبير السلامة على الطرق فى البداية لابد أن نعرض لعناصر السلام والأمان على الطريق وهى صيانة الطريق والسيارة والعنصر البشرى.

اقرأ ايضا | النائب سليمان وهدان: الحفاظ على القيم المصرية والمجتمعية من أهم أهداف الحوار الوطني ‎‎