نوال مصطفى تكتب: بنتان من مصر

نوال مصطفى
نوال مصطفى

نجحت بسنت حميدة لاعبة منتخب ألعاب القوى فى لفت أنظار العالم إليها، بعدما نجحت فى الفوز بميداليتين ذهبيتين بدورة ألعاب البحر المتوسط المقامة حاليًا بالجزائر لتسطر تاريخًا جديدًا باسمها. نجحت فى التتويج بذهبيتى سباقات 100م و200م وكسرت الرقم القياسى المسجل فى الدورات السابقة.

مع هذا النجاح المذهل، تفجر فضولى للتعرف على قصة بسنت، من هى؟ كيف بدأت؟ وكيف وصلت إلى العالمية فى تلك السن الصغيرة؟ بحثت وعرفت أنها من مواليد 1996، 26 سنة، من الإسكندرية، شقيقها باسم حميدة بطل العالم فى ألعاب القوى، متزوجة من مدربها محمد عباس، تخرجت فى كلية الهندسة وتعمل معيدة بالجامعة، شاركت فى أول بطولة دولية عام 2013، توجت بعدة بطولات على رأسها البطولة العربية، ووصلت لنصف نهائى بطولة العالم 2019.

تعرضت للإصابة قبل أوليمبياد طوكيو وهو ما حرمها من المشاركة، شاركت فى بطولة التشيك الدولية وتوجت بميداليتين، انسحبت من بطولة أفريقيا يونيو الماضى بسبب الإصابة.  

هذه هى المعلومات الأولية عن بطلة مصر وفخرها بسنت حميدة التى منحتنا جميعا أيامًا من البهجة والسعادة بهذا الإنجاز غير المسبوق. أما الرؤية العميقة لتلك المعلومات فتقودنا إلى أن بسنت نشأت فى أسرة حقيقية، ربت أبناءها على مبادئ وقيم زرعت داخلهم حب التميز والتفوق عن طريق العمل والجهد المستمر، علمتهم أن الحياة تعطى النجاح لمن يحدد هدفه بوضوح ويسير إليه بخطى ثابتة وإرادة قوية تهزم العقبات، وتقبل التحديات.  لذلك فرح بها كل بيت فى مصر كما لو كانت ابنة كل واحد فينا، لماذا؟ لأنها نجحت، وصعدت إلى أعلى درجات التألق فى اللعبة التى وهبتها حياتها بجهدها ودأبها المستمر للوصول للهدف. وعندما وصلت إليه شعرنا جميعا باستحقاقها وجدارتها بهذا الفوز العظيم.

بنت أخرى من مصر، نجحت وتألقت، وأخذت فرصا من الصعب أن تتاح لأحد، فقد شاركت فى مؤتمرات الشباب، وكانت متحدثة دائمة فى جلساتها باعتبارها صاحبة قصة نجاح ملهمة فى مجال الفن التشكيلى، وإذا بنا نستيقظ  قبل أيام قليلة على ضجة كبيرة أثارها حديث فنان روسى عن سرقة لوحات من أعماله واستخدامها فى إحدى محطات المترو فى العاصمة المصرية القاهرة، ونفاجأ بزوبعة هائلة من الجدل والغضب عبر وسائل التواصل الاجتماعى فى مصر.

القصة باختصار بدأت باتهام الفنان التشكيلى الروسى، جورجى كوراسوف، المصممة المصرية غادة والى بـسرقة أربع لوحات من أعماله، واستخدامها فى جداريات محطة مترو «كلية البنات» فى القاهرة. كتب الفنان الروسى عبر صفحته على فيسبوك: «لقد استخدمت لوحاتى فى مترو أنفاق القاهرة بدون إذنى أو حتى ذكر اسمى»، وأضاف: «أنتظر ردًا رسميًا بشأن هذا الأمر». وأشار كوراسوف إلى أن إحدى اللوحات المسروقة هى بالأصل «ليست عن مصر القديمة بل هى عن اليونان القديمة».

فضيحة بكل المقاييس سببتها بنت من مصر، لكنها لم تتعلم أن النجاح إذا جاء بالفهلوة، والسرقة، والتضليل، لن يدوم طويلاً. قبلت على نفسها أن تنسخ لوحة فنان عالمى، وأن تنسبها لنفسها! لم تغامر باسمها فحسب، بل غامرت باسم مصر الذى كانت تتغنى به وتتشدق فى المحافل الدولية!

من جانبها أصدرت الهيئة القومية للأنفاق بيانا صحفيا للرد على واقعة السرقة، قائلة إنه تم التعاقد مع وكالة «ستوديو والى» وتم إدراج بند ملزم قانونيا ينص على أن شركة الدعاية هى المسئولة الوحيدة عن تقديم تصميمات فنية أصلية، وفى حالة الاقتباس أو النسخ، يتعين عليها الحصول على موافقة قانونية رسمية من الفنانين القائمين على تلك الأعمال.
  قدمت الشركة اعتذارها للفنان التشكيلى الروسى «جورجى كوراسوف» وللجمهور عن تلك الواقعة المخزية.