فرحة المصريين تبدأ من المعدة | شمال سيناء: الإفطار مع شيخ القبيلة

المقعد البدوى يجمع أبناء القبيلة فى المناسبات والأعياد
المقعد البدوى يجمع أبناء القبيلة فى المناسبات والأعياد

يحمل عيد الأضحى المبارك طقوسًا وعادات فى شمال سيناء، خاصة لدى أبناء الحضر والبادية فى شمال سيناء، حيث يكون الإفطار كبدة مع شيخ القبيلة، والغذاء فتة للضيوف والعشاء مندى اللحوم للشباب.


واعتاد أفراد الأسرة على التجمع فى دواوين القبائل لتناول الإفطار قبل استكمال نحر باقى الأضاحى، كما تحرص كل أسرة على زيارة بناتها وخالاتها وعماتها المتزوجات من أبناء نفس القبيلة أو العائلات المجاورة لتقديم هدية العيد وهى عادة ربع الأضحية وتتبادل الأسر هذه الهدايا معًا.


وتقدم وجبة الإفطار من الكبد والكلاوى للرجال فى المقعد البدوى ليتناول شيخ القبيلة وأقاربه الإفطار معًا فى تقليد جماعى لا ينقطع عند أبناء البادية وكذلك الأسر فى المدن والتى تحرص سيدة البيت على إعداد وجبة الإفطار أثناء قيام الأب والأبناء بتقطيع الأضحية بعد سلخها .


كما تعد وجبة الفتة باللحمة إحدى الأكلات السيناوية المميزة ويحرص على إعدادها وتناولها أهالى محافظة شمال سيناء فى أول أيام عيد الأضحى، وهى عبارة عن فتة فطائر العيش بالشوربة ومن ثم تغطى بالأرز الأصفر أو الأرز الأبيض، وفوقها كتل من لحم الماعز أو الضأن الطازج والذى يتم طهيه على نار الحطب وتغطى برغيف من الرقاق وتقدم ساخنة للضيوف أو الأسرة ويتم وضعها فى صوانى تسمى المنسف ولا يوضع عليها الخل والثوم مثل الفتة المعروفة ببقية المحافظات.


ويقول محمد سليم، إنه قبل أن تُستكمل عملية تقطيع اللحم يتم إعداد وجبة الإفطار .. حيث يقوم بذبح 4 أضاحى على الأقل بمساعدة ابنه والشباب من جيرانه، وهم يجيدون ذبح الشاة وسلخ جلدها بعدها تتم عملية تقطيع الأضحية.


ويتم تقديم وجبة الإفطار من الكبد والكلاوى للرجال فى المقعد البدوى ليتناول شيخ القبيلة وأقاربه الإفطار معًا فى تقليد جماعى لا ينقطع عند أبناء البادية، وكذلك الحال بالنسبة للأسر المقيمة فى الحضر.


أما الغداء فيكون وليمة الفتة بالأرز واللحم الفراشيح والتى تشتهر بها سيناء، حيث يتم تقديمها فى المقعد ليتناول المهنئون والضيوف الغداء معًا .

وتقول أم خالد، إن صناعة الفطائر «الفراشيح» داخل المنازل تعد من أكثر الأشياء التى تُميِّز وجبة الغداء أول أيام عيد الأضحى بسيناء، وهى تُشبه الرقاق المعروف فى المحافظات .

وقال عبد القادر علي، إن الدعوة تكون جماعية للخروج أيام العيد فى أماكن واسعة فى المساء وذلك لتجهيز الفحم وإشعال النار لشوى اللحوم، وقد يصطحب رب الأسرة أفرادها للخروج فى الهواء الطلق لإعداد هذه الوجبة الشهية، فى مجموعات للنساء معًا منفصلة عن الذكور.


كما يقوم الشباب بقضاء سهراتهم على ساحل البحر أو فى المزارع لعمل وجبات اللحوم والتى يُطلق عليها «ماندي» حيث يتم طهى اللحوم فى برميل بعد إشعال الفحم بداخله وتغطيته تمامًا لمدة ساعة ونصف الساعة، وأن مما يُميِّز مظاهر العيد عند أهل سيناء حرص الجميع على ارتداء الملابس التقليدية للشباب وهى «الجلباب» الأبيض، مع غطاء الرأس وكما تسمى فى مناطق «الغترة».. بينما تحرص السيدات خصوصًا كبار السن على ارتداء الأثواب المُطرزة ومن فوقها «القنعة» بألوانها «السوداء والبيضاء» التى تغطى الرأس .. علاوة على قيام الفتيات باللعب أسفل أشجار الزيتون والخوخ بالقرب من المنزل مع أقرانهن من الأقارب، وفى الحضر تقترب الصفات من تقاليد البدو وإن كان التجمع يتم على مستوى العائلة الواحدة عند الجد والجدة ليلتقى الجميع بنات وأولاد وأحفاد فى جو أسرى يسوده الألفة والمحبة .