لقاء الرئيس والإعلاميين

كرم جبر
كرم جبر

استغرق لقاء الرئيس والإعلاميين أول أمس الأحد ساعة كاملة فى إحدى القاعات الصغيرة فى محطة عدلى منصور، أضخم محطة تبادلية فى الشرق الأوسط وأفريقيا، وتضم 7 وسائل نقل لأول مرة فى العالم، ويشبه مبناها من الداخل المتاحف التاريخية الكبرى، التى تضفى على من يدخلها الهيبة والدهشة.
انعكست عظمة المكان على اللقاء، وكان الرئيس كعادته مبتسماً وسعيداً، بعد أن تجول فى أروقة معجزة كبرى أخرى تحدث على أرض مصر.

ومن كان يتصور أن الدولة التى كانت مرشحة للسقوط والانهيار منذ سنوات قليلة، تقف على قدميها وتسابق الزمن وتبنى وتعَمر وتشيّد، ويرى الناس بأعينهم فى الداخل والخارج ما يحدث على أرض الواقع من إنجازات تتحدث عن نفسها، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التى تخيّم على العالم كله .
والمتفائلون تكون روحهم المعنوية فى السماء، بعيداً عن موجات الإحباط والتشكيك التى تحاول بعض العناصر إثارتها، باستثمار أزمات طارئة، لم تصنعها مصر ولم تكن سبباً فيها، وإنما جاءتها من الخارج، وتبذل الدولة قصارى جهدها حتى لا يدفع الناس وحدهم ثمنها.

وفى كل اللقاءات يحرص الرئيس على رسم صورة المستقبل أمام المواطنين، ليطمئنوا أنه لم تضع دقيقة واحدة من عمر البلاد إلا فى العمل المضني .
الحقائق تقتضى أن نقول أن زيادة الأسعار التى يتحملها الناس لا تمثل إلا نسبة محدودة من زيادتها الحقيقية، وتتحمل الدولة الجانب الأكبر، وإذا لم يحدث ذلك فلن يكون مستطاعاً تلبية الاحتياجات، والمسألة فى النهاية مثل نظرية الأوانى المستطرقة، بمعنى أن يتحمل الجميع حسب قدراتهم جزءا من الفاتورة المفاجئة.
ويركّز الرئيس دائماً على قضية الوعي، وهى التى تفتح العقول والقلوب والحقائق، وتحصن الناس ضد محاولات التخريب والتشكيك، وتعظيم جهود الدولة للمحافظة على أمنها واستقرارها ومصالح مواطنيها.

الوعى الغائب - إذا جاز التعبير - هو الذى أوقع البلاد فى دوامة أحداث يناير، فجعل الجماعة الإرهابية تُعلى مصلحتها الشخصية فوق أمن البلاد واستقرارها، وتحشد ترسانة من الافتراءات والأكاذيب، لتصل إلى الحكم ولو على جثة الدولة، لأنهم لا يفهمون معنى كلمة دولة، وكانوا منذ نشأتهم متمردين عليها.
الجماعة الإرهابية لا تجيد إلا التشكيك والتضليل لتحريك الشارع، ولكن الناس بعد أن اكتشفوهم بأنفسهم صارت لديهم مناعة ضد أكاذيبهم، والدليل أن أحداً لا يتحرك فى الشارع رغم ضخامة الشائعات.

والرئيس دائماً يتجه بالشكر والثناء بعد المولى عز وجل والمصريين لـ»أسطورة مصر»، جيشها العظيم، العمود الذى تستند عليه البلاد فى أى وقت، وعندما حاولوا المساس به، التف المصريون حوله، لأنه صورة طبق الأصل منهم.