عبدالحليم حافظ.. أشهر فنان أنهى حياته بـ«الغناء»

 عبدالحليم حافظ
عبدالحليم حافظ

لطالما ظهر عبدالحليم حافظ بأداء مميز للغاية في الغناء العربي فكان يبدو يغني وكأنه يمثل، وهو ما دفع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب للحديث عن أن العندليب أحد أبناء المدرسة التعبيرية في الغناء العربي.

 

مدرسة سائدة منذ النصف الثاني من القرن العشرين، حيث يرى الكثيرون أن أفضل ما قدمه عبدالحليم حافظ للغناء العربي، منذ احترافه الغناء في بداية الخمسينيات، هو فتحه الباب للأصوات المرهفة والحساسة، حتى ولو لم تكن قوية، بشرط أن تستطيع التعبير.

 

وبسببه ظهر عشرات المغنين والمغنيات ممن لا يملكون صوتًا تطريبيًا قويًا، وأصبح لهم وزن كبير، وقد حورب عبدالحليم حافظ في البداية لأنه لم يغن بأساليب سابقيه المُحافظة، ولكنه نجح في فرض أسلوبه المتطور، حتى أنه تجرأ وسخر من الغناء القديم في أغنيته «يا سيدي أمرك» التي غناها في فيلم ليالي الحب عام 1955.

 

اقرأ أيضًا| تهديد عبدالحليم حافظ بـ«القتل».. والسر 2000 جنيه

 

وفي الستينيات، وجه محرر مجلة الكواكب رسالة إلى الفنان الراحل عبدالحليم حافظ حملت عنوان: «عبدالحليم شمشمون.. صديقي المجنون عبدالحليم حافظ»، ونشرها في السادس من أغسطس عام 1963:

 

شمشون.. تذكر يا عزيزي أن بيننا اتفاقا قديما بشهادة شهود ويقضي هذا الاتفاق بأنني إذا وجدتك ساهرا في أي مكان بعد الساعة الحادية عشرة فإن من حقي أن أمرك بالذهاب إلى البيت فإذا رفضت يكون من حقي أن أضربك قلمين على وشك وأشدك من قفاك فإذا قاومت يكون من حقي أن أعجنك ضربا ولكما في علقة ساخنة.

 

وبعد هذا الاتفاق التقيت بك عشرات المرات في ليالي القاهرة ونصحتك بالحسني ولكنك كنت في منتهي اللماضة وركبت رأسك كطفل عنيد وكان من حقي في كل مرة أن ألحقك بعلقة سخنة لكنني بصراحة خوفت فأنا مؤمن بأنك تتمتع بقوى عرقلية خرافية لم يؤت بشر سوى شمشون الجبار وسيد نصير في عز شبابه.

 

والدليل على ذلك المجهود الجنوبي الذي تبذله طوال النهار والليل وهو مجهود لو كان سيد نصير يبذله في زمانه لتحول من سيد نصير إلى نبيل نصير ولو كان شمشون الجبار قام به لتحول إلى شمشون الجبار سابقا.

 

وما دمت يا أيها الهرقل الأعظم المجنون على هذه الدرجة الخرافية من القوة فلماذا تقتصر على الغناء فقط؟.. لماذا لا تتحدى سوني ليسون بطل العالم في الملاكمة وتنتقم للأخ الهزيل النحيل باترسون؟ 

 

ولماذا لا تحاول أن تحقق لنا نتائج مشرفة في دورة طوكيو وتشترك في مباريات المصارعة من وزن الديك إلى وزن العصفور؟.. لماذا لا تعيد لنا مجد سيد نصير وترفع الحديد والأثقال بالكيلو والطن؟.. أؤكد لك أن هذا المجهود هو صفر إلى جوار المجهود الجنوبي الذي تقوم به أيها المجنون أبو دماغ حجر.

 

وفي رأيي يا عزيزي حليم أنه ليس هناك طريقة لتأديبك وتهذيبك وإصلاحك وحمايتك من ارتكاب الجرائم في حق نفسك إلا أن يقوم المقدم صلاح متولي مأمور قسم الدقي – وقتها - بوضعك تحت المراقبة كل ليلة وأن يتمم عليك في البيت ابتداء من الساعة التاسعة وأن يضعك في التخشيبة إذا خالفت أوامر المراقبة وأن يحرر لك محضر شروع في قتل عبدالحليم حافظ إذا وجدك سهران للساعة الرابعة في سميراميس أو في مجاملة فارغة لأي ناس عندهم مناسبة سعيدة.

 

من حق المجتمع أن يحمي نفسه من العدوان عليه وعبد الحليم حافظ المجنون الأرعن يعتدي على عبدالحليم حافظ الفنان الذي يمتلكه المجتمع كله وإلى اللقاء ياعزيزي حليم في تخشيبة صلاح متولي.

 

وكان عبد الحليم أول من كسر الحاجز بين المطرب والجمهور، فكانت علاقته بالجمهور ليست رسمية كمن سبقه، بل جعل الجمهور وكأنه يسمعه في غرفة النوم، وكأنه يغني لأصدقائه، حسبما يقول الموسيقار محمد عبدالوهاب، فخلق ذلك دفئاً وعلاقة خاصة بينه وبين جمهوره نستطيع القول في النهاية.


ولد عبد الحليم حافظ في 21 يونيو عام 1929 وشهدت العاصمة الإنجليزية لندن في يوم 30 مارس من عام1977 وفاة أكثر الفنانين شهرة على الصعيد العربي، وانتهت حياته عن عمر السابعة بعد الأربعين من عمره.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم