عاجل

رائد ترجمة الأفلام في مصر.. أنيس عبيد يصل للعالمية بجهاز صنعع بيده

أنيس عبيد
أنيس عبيد

منذ بداية جيل الستينيات، كان اسمه محفورا في الأذهان باعتباره رائد ترجمة الأفلام الأجنبية إلى اللغة العربية.. إنه المهندس أنيس عبيد الذي أتقن اللغة الإنجليزية وبات أول مصري يقوم بترجمة الأفلام الأجنبية.

 

ولد أنيس عبيد عام 1909 وقد حصل على بكالوريوس الهندسة، بالإضافة إلى ماجستير الهندسة من فرنسا فعندما سافر إلى باريس عام 1944 لدراسة الهندسة وجد إعلانا في الجامعة عن دورات تدريبية عن كيفية دمج الترجمة المكتوبة على شريط السينما.

 

ومن هنا بدأت فكرة إنشاء معامل ترجمة في مصر، وهي معامل أنيس عبيد للترجمة التي أثرت في جيل كامل باللغة العربية، بحسب ما نشرته مجلة أخر ساعة في 9 ديسمبر 1953.

 

عانى أنيس عبيد الكثير وقد دخل معركة مع صناع السينما في مصر لإقناعهم بالفكرة، بعد أن نجح في طبع الترجمة على فيلم أجنبي. 

 

وقد وجد في البداية ترحيبًا كبيرًا من موزعي الأفلام لأنهم كانوا كلهم من الأجانب فعهدوا إليه بطبع الترجمة الفرنسية على الأفلام، وعينوه موظفاً، واستغلوه استغلالاً شديداً، وظلت اللغة العربية وحيدة على تلك الشاشة الجانبية، وكانت حجتهم أن معظم رواد السينما في مصر من الأجانب.


 
طاف أنيس عبيد على الصحف لتساعده في توصيل صوته إلى المسئولين، وبالفعل قامت الصحف بشن حملات صحفية هدفها احتراما للغة البلاد ووضعها في المكان اللائق.

 

وبالفعل نجح بطبع الترجمة العربية على الأفلام بداية من عام 1939 حتى صرحت الرقابة بعدم عرض أي فيلم إلا بعد طبع الترجمة العربية عليه، وتم عرض أول فيلم مترجم باللغة العربية عام 1964 وهو فيلم «روميو وجوليت»، الذي حقق إيرادات كبيرة، وقد ساعدت ترجمة الأفلام على تطلع المصريون للسينما العالمية.

 

لقد بدأ أنيس عبيد في دائرة ضيقة وبأجهزة محدودة محلية الصنع، وفي البداية رفضت الشركات الاعتماد على هذه الآلات التي صنعها بيديه في مصر، ولكن وبمثابرته استطاع أن يخرجها إلى نطاق أوسع وأن ينشىء لنفسه معملا خاصا اتسع على مر الأيام حتى أصبح أكبر معمل من نوعه في مصر والشرق الأوسط كله بل وقام بتصديرها للخارج.

 

وقد احتضنت معامله أكثر من 50 موظفا تولى هو بنفسه تدريبهم وتعليمهم هذه المهنة التي استلزمت جهدا كبيرا في استيعابها، وفي عام 1950 اخترع أول ابتكار من نوعه في العالم بترجمة أفلام (16 مللي) وهي أفلام صغيرة من الصعب أن يتبين المرء صورها، فما بال الكتابة الصغيرة التي تطبع عليها.

 

وقد توفي أنيس عبيد عام 1988 تاركا ورائه إرثا كبيرا من الأفلام المترجمة عن عمر يناهز 79 عاما.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم