رامى مالك

صنع فى مصرl رامى مالك.. من توصيل البيتزا لنجم عالمى بامتياز!

رامى مالك
رامى مالك

إنجى ماجد

منذ المسيرة الذهبية للفنان الراحل عمر الشريف فى هوليوود والتى تضمنت ترشيحه لجائزة الأوسكار إلى جانب فوزه بجائزتى جولدن جلوب؛ لم ينجح أى فنان مصرى فى الوصول لمكانة الشريف فى السينما العالمية؛ حتى جاء الفنان الموهوب رامى مالك؛ وصنع اسما من ذهب وسط النجوم الشباب فى هوليوود.

 

رامى هو أول ممثل من أصول مصرية وعربية يفوز بجائزة الأوسكار؛ وكان ذلك عن فيلمه Bohemian Rhapsody الذى قدمه فى عام 2018 ؛ فكيف استطاع رامى أن يحقق ذلك الانجاز ويصل إلى تلك المكانة الكبيرة وهو فى منتصف الثلاثينيات من عمره؟ هذا ما سنعرفه فى السطور التالية.

 

ولد رامى فى الولايات المتحدة عام 1981 لأبوين مصريين هاجرا إلى أمريكا فى نهاية السبعينيات من القرن الماضى؛ وفى سنوات دراسته الثانوية التحق مالك بمدرسة نوتردام؛ وكان في نفس الفصل مع الممثلة راشيل بيلسون؛ كما كان معه فى نفس المدرسة النجمة كيرستين دانست؛ وكانت أصغر منه بعام واحد؛ وحضر رامى معها درس فى المسرح الموسيقى.

 

كان والد رامى يحلم بأن يصبح ابنه محام شهير فى أمريكا؛ ولذلك نصحه والده بالانضمام إلى فريق اعداد المناظرات القانونية بالصف الأول الثانوى؛ وبالفعل حاول مالك أن يتعلم تكوين الحجج والفرضيات فى ذلك الفريق؛ لكن مدرسه لاحظ موهبة رامى فى التفسير الدرامي؛ وشجعه على ترك ذلك الفريق؛ والاشتراك فى مسابقة للتمثيل المسرحى؛ وبالفعل اشترك رامى بتقديم أداء فى إحدى المسرحيات؛ وكان والديه يشاهدونه من بين الجمهور؛ وقد فرح رامى بشدة من ردود فعل والديه الايجابية تجاه الالتحاق بتلك المسابقة؛ ليشعر بسعادة كبيرة حينها لامكانية احترافه التمثيل دون اعتراض والديه على ذلك.

بعد التخرج من المدرسة الثانوية فى 1999؛ قرر رامى دراسة المسرح فى جامعة إيفانسفيل في ولاية إنديانا؛ وبعد تخرجه من الكلية أراد الالتحاق بكلية الدراسات العليا للمسرح؛ ومع تزايد مصروفات الدراسة عليه؛ انتقل مالك إلى نيويورك حيث أقام في شقة بغرفة نوم واحدة مع عدد من الأصدقاء يعملون كذلك فى الوسط المسرحى؛ لتتسع شبكة أصدقائه من الكتاب والمخرجين؛ ويشكل مع عدد منهم مشروع Slant Theatre Project ؛ حيث كانوا يقدمون مسرحياتهم الخاصة في جميع أنحاء المدينة.

 

وخلال إحدى زياراته لعائلته في لوس أنجلوس؛ التقى مالك بشخص مهمته البحث عن مواهب جديدة؛ وأقنعه بالبحث عن عمل في هوليوود؛ ليعود للعيش مع والديه ويضطر إلى العمل  فى وظائف مثل توصيل البيتزا؛ وصنع شطائر الفلافل والشاورما في مطعم في هوليوود لتغطية نفقاته الخاصة؛ وفى نفس الوقت يقوم بإرسال سيرته الذاتية إلى شركات الإنتاج؛ ولكنه وجد صعوبة في الحصول على عمل كممثل؛ مما أدى إلى دخوله فى نوبات من الاكتئاب وفقدان الثقة؛ لدرجة أنه فكر فى ترك التمثيل والعمل فى مجال العقارات.

 

ولكن القدر ابتسم له بعد عام ونصف؛ حيث تلقى مالك أخيرا مكالمة من المخرجة مارا كيسي؛ والتى منحته أول دور درامى فى حياته؛ حيث شارك فى بطولة إحدى حلقات مسلسل الست كوم Gilmore Girls فى عام 2004 ؛ وفى العام التالى مباشرة أصبح عضوا بنقابة ممثلي الشاشة عن مشاركته في حلقتين من الدراما الحربية Over There للمخرج ستيفن بوشكو؛ ليأتى عام 2006 والذى شهد أول دور له فى عالم السينما؛ حيث قدم دور قصير وهو الفرعون “اخمنرع” فى الفيلم الكوميدى Night at the Museum ؛ وقد أعام تقديم نفس الدور فى الجزءين التاليين من الفيلم عامى 2009 و2014 .

عاد مالك إلى التليفزيون عام 2010 ؛ وتحديدا للمشاركة فى الموسم الثامن من المسلسل الشهير 24 ؛ ولعب فيه شخصية “الانتحارى” ماركوس الزكر؛ ولكن رامى كان قد سأم من لعب الشخصيات التي وصفها بـ “الإرهابيين المقبولين” ، ليصدر تعليماته إلى وكيله برفض أي دور يصور العرب أو الشرق أوسطيين بشكل سئ؛ وبنهاية العام يعرض له مسلسل The Pacific الحائز على جائزة “ايمى” ؛ والذى لعب فيه شخصية الجندى”ميريل شيلتون” ؛ ويحصد مالك اعجاب النقاد عن ادائه للشخصية؛ ليتلقى بعدها رسالة من نجم هوليوود توم هانكس؛ يشيد فيها بأدائه المتميز للشخصية؛ وهو ما جعل هانكس يسند له دور الطالب الجامعى “ستيف ديباسى” فى فيلم “لارى كراون” الذى عرض عام 2011 ؛ كان لتلك المشاركات صدى كبير فى ترشيح رامى للمشاركة فى أفلام أقوى؛ ففى عام 2010 تم اختياره للمشاركة فى بطولة الجزء الثانى من فيلم The Twilight Saga: Braking Dawn .

 

رغم جميع ما سبق؛ لم يجد رامى الدور الذى يكشف بحق عن مواهبه التمثيلية؛ حتى التقى بكاتب السيناريو سام اسماعيل؛ الذى قام بإختبار أكثر من 100 ممثل للعب دور “إليوت ألدرسون” - وهو مخترق للمواقع الاليكترونية غير مستقر عقليا - في مسلسل درامى كان يحضر له؛ ليعثر اسماعيل على ضالته فى مالك؛ وبالفعل يقدم الشخصية فى دراما Mr. Robot التى عرضت عام 2015 ؛ وتبدأ معها مسيرة واعدة لنجم قادم بقوة؛ حيث أجمعت الصحافة الفنية على تميز وقوة موهبة رامى؛ وأنه لولا وجوده لما كان المسلسل حقق هذا النجاح الكبير؛ ويحصد رامى عن دوره على العديد من الجوائز منها جائزة الجولدن جلوب وجائزة نقابة ممثلى الشاشة؛ وجائزة Primetime Emmy Award لأفضل ممثل رئيسي في مسلسل درامي؛ وكان أول ممثل غير أبيض يفوز بجائزة إيمي في تلك الفئة منذ عام 1998.

 

بعدها خطى رامى خطوته الأهم والأقوى فى مسيرته الفنية؛ وهى تجسيد شخصية نجم فريق “كوين” الغنائى فريدى ميركورى فى فيلم Bohemian Rhapsody ؛ الذى كان من علامات سينما 2018 ؛ فعلى المستوى الجماهيرى حقق نجاحا ساحقا ووصلت ايراداته إلى 950 مليون دولار من العرض العالمى؛ ليحتل المركز السادس فى أعلى أفلام 2018 تحقيقا للايردات. وعلى مستوى الجوائز فاز عنه رامى بجوائز الأوسكار والجولدن جلوب والبافتا ونقابة ممثلى الشاشة. 

مشوار رغم كونه قصير ولكنه ملئ بالانجازات؛ وأمام الفرعون الشاب المستقبل الواعد الذى اذا حافظ على قوة خطواته الفنية؛ فقد يكتب التاريخ وقتها أن موهبة مصرية حفرت اسمها وسط عمالقة السينما العالمية.