مصطفى القزاز يكتب: لماذا يخبروننى بموتهم؟

اللوحات للفنان: محمد ربيع
اللوحات للفنان: محمد ربيع

الأيام هناك ليست كما ينبغى، وأنا لا أجيد البكاء
النساء المتشحات السواد يومئذ كُثر،أكثر من أن يجلسن على طاولة مفاوضات مع الموت
اخترن الاستسلام لغد مشئوم، وعويل مقيم
ذكرى تجلب الأسى والمرارة
.

مِثلى  أتذكر ليلة زفافه إلى فردوسه، مُبتسما
 هو وحده الذى لم يبك فى ذاك الصباح
 لم ير الشمس القاسية
 احتضنته الصحراء الحانية 
عوضا عن أمه الثكلى
 ذات يوم ذكّرنى بابتسامته الصافية بساعة من ساعات الصبا
 لم أعرف - حينها- لماذا ذكر هذا الموقف تحديدا
 كان ثلاثتنا يسبح فى النهر
 سبقنى، كِدت أغرق، أنقذنى
 عِشتُ، ومات هو لا أدرى لماذا يُخبروننى أولا بموتهم
 ولا أعلم لماذا لا أبكى فى حضرة الموت
 ما أعيه جيدا أننى أفتقده
 ومن يعرفه يفعل.

اقرأ ايضا | إبراهيم محمد عامر يكتب: زوجة العم آكلة الطماطم