شهادة ميلاد ثورة 30 يونيو بتوقيع مثقفي مصر

مدينة الثقافة والفنون في العاصمة الإدارية هدية السيسى لمواطني الجمهورية الجديدة

شهادة ميلاد ثورة 30 يونيو بتوقيع مثقفى مصر
شهادة ميلاد ثورة 30 يونيو بتوقيع مثقفى مصر

المشروعات الثقافية والأثرية تؤكد على هوية الدولة المصرية المتفردة

أطلقت الجماعة الثقافية المصرية الشرارة الحقيقية لثورة المصريين على اختطاف الجماعة الإرهابية لمصر، خرجت الجماعة بكل أطيافها لتقول لا لتغيير هوية مصر أو محاولة العبث بثوابتها، وجاءت ثورة 30 يونيو بعد ذلك استجابة لنداء كل المصريين، الذين خرجوا إلى الشوارع بالملايين ليقولوا مقولتهم التى خلدها التاريخ: لا لحكم المرشد، لا لحكم الجماعة الإرهابية، وكما قال الشعب كلمته التى ترجمتها قواته المسلحة بإجراءات على الأرض تحمى الوطن ومقدراته، وتحمى أيضا ثوابته، وهويته، قال أيضا كلمته باختيار الرئيس عبد الفتاح السيسى ليكمل الطريق والرحلة التى بدأها لإنقاذ الدولة، وبعد أن أدى الرئيس عبد الفتاح السيسى القسم رئيسا للجمهورية بإرادة شعبية غير مسبوقة فى يونيو 2014 وخلال السنوات التى مرت منذ انتشال الدولة المصرية، وإلى يومنا هذا لم يترك الرئيس السيسى شبرا فى مصر الا وأعمل فيه أسباب التطوير والنهضة، فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية والصناعية، وقبل هذا وذاك العسكرية والأمنية، وفى أصعب أوقات المواجهة مع الإرهاب والإرهابيين فى حرب كتبت علينا، لم ينس الرئيس السيسى إعادة بناء وتطوير مصر، وتهيئتها من أجل أن تكون جاذبة للاستثمار، ثم انطلق فى مشروعات إعادة بناء الإنسان جنبا إلى جنب مع مشروعات البنى التحتية فى كل شبر فى مصر، وعلى رأسها المشروعات الثقافية، إدراكا منه بأهمية رسالة الثقافة والمثقفين، وأن الجماعة الثقافية هى قلب وعقل مصر الواعى النابض، والفاهم لأولويات المرحلة. 

وعندما أعلن الرئيس السيسى عن ملامح الجمهورية الجديدة التى سيكون الانتقال الى العاصمة الإدارية إعلانا وتدشينا عمليا لها، كانت الثقافة فى القلب منها، حيث تم الانتهاء من تشييد مدينة الفنون والثقافة التى سوف تكون أكبر مدينة فنية وثقافية فى الشرق الأوسط.

ومنارة للإبداع الفنى والفكرى والثقافى، ومنها ينطلق شعاع الثقافة المصرية فى العقود القادمة وتم تأسيس هذه المدينة، وفقا لأعلى المواصفات العالمية وأرقى التصميمات المعمارية، لتصبح محط أنظار العالم أجمع والشرق الأوسط على وجه الخصوص.

وأقيمت مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية على مساحة 127 فدانًا، وتضم عددًا من المسارح وقاعات العرض والمكتبات والمتاحف والمعارض الفنية، لكل أنواع الفنون التقليدية والمعاصرة، من موسيقى ورسم ونحت ومشغولات يدوية وغيرها.


وتحوى مدينة الثقافة قاعة احتفالات كبرى تستوعب 2500 شخص مجهزة بأحدث التقنيات، المسرح الصغير به قاعتان تستوعبان 750 فردًا للعروض الخاصة، إضافة إلى مسرح الجيب الذى يستوعب 50 شخصًا ومسرح الحجرة، ومكتبة موسيقية، ومكتبة مركزية تسع 6 آلاف شخص كما، تضم المدينة مركزا للإبداع الفنى لشباب المبدعين، اضافة الى قاعة عرض سينمائى متصلة بالأقمار الصناعية، و3 قاعات للتدريب.

واستديو تسجيل صوتى مجهز بأحدث التقنيات، كما يعد مبنى دار الأوبرا الجديدة والتى تعتبر جزءًا أساسيًا من مدينة الفنون والثقافة، أعظم إنجاز ثقافى وفنى سيبهر العالم مع تدشين المدينة، حيث تحتوى الدار على قاعة رئيسية تسع ما يقرب من 2000 فرد، فضلًا عن مسرحين للموسيقى والدراما، إضافة إلى مركز الإبداع الفنى ومتحف الشمع، حسبما ذكر موقع «خريطة مشروعات مصر».


مبادرات ثقافية
وخلال الأعوام التى أعقبت ثورة 30 يونيو أطلقت وزارة الثقافة العشرات من المبادرات الثقافية، كان آخرها ما تم فى العامين السابقين خلال أزمة تفشى وباء كورونا وتمت بشكل غير مسبوق عبر وسائل التواصل الاجتماعى وعبر الوسائط الإلكترونية.

وأتاحت وزارة الثقافة كنوزها لأول مرة، أمام المصريين، الذين حققوا زيارات بالملايين لمواقع الوزارة وجاءت فكرة مبادرة «خليك فى البيت الثقافة بين أيديك» للوصول بالمنتج الثقافى والفنى والفكرى إلى المواطنين فى الوقت الذى طبقت فيه الدولة الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا والتى تهدف إلى بث ما تملكه الوزارة وقطاعاتها المتعددة من كنوز إبداعية وفكرية وفنية عبر قناة الوزارة على اليوتيوب.


واستطاعت المبادرة جذب أكثر من 34 مليون زائر من 28 دولة حول العالم من خلال بث 354 محتوى إبداعياً، وبلغ عدد ساعات المشاهدة قرابة 310 آلاف ساعة إلى جانب إتاحة إصدارات وزارة الثقافة على الموقع الرسمى لها للاطلاع والتحميل بالمجان إذ بلغ عدد قراء الكتب 325 ألفاً و756 قارئاً، وحققت الجولات الافتراضية لمتاحف الفنون التشكيلية 110 آلاف و215 زائراً منذ انطلاق المبادرة (حسب احصاءات العام الماضى).


وشهدت الثقافة المصرية فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى اهتماما وحراكًا فكريًا وفنيًا لا تخطئه عين نتج عن ارتفاع كبير فى عدد ونوعية الأنشطة والمبادرات الثقافية التى نظمتها الوزارة من خلال المخطط العام للدولة المصرية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وفى القلب الاهتمام ببناء الإنسان وإعادة تشكيل الوعى وتطوير المجتمع إلى جانب ترسيخ الهوية الثقافية والحضارية وتعزيز قيم المواطنة.


ورغم ما قد يتحجج به البعض بأن الثقافة ليست أولوية فى أوقات الأزمات تم تطوير الكثير من المنشآت الثقافية ورفع كفاءة وإعادة تأهيل البعض الآخر إضافة إلى إدراج منشآت جديدة ضمن الخدمة الثقافية منها، إذ تم افتتاح وإعادة تشغيل 21 مركزا ثقافيا هىدار الكتب بباب الخلق، قاعة الاطلاع بدار الكتب والوثائق القومية.

استعادة مكتب الهيئة العامة للكتاب ببيروت، منفذ بيع هيئة الكتاب بجامعة بنى سويف، متحف نجيب محفوظ بتكية أبو الدهب، مكتبة البحر الأعظم، مكتبة مصر العامة بكفر الدوار، قصور ثقافة السينما بجاردن سيتى، الرديسية بأسوان، قنا، الأقالتة وحوض الرمال بالأقصر، بلبيس والزقازيق وديرب نجم بالشرقية، دمنهور إلى جانب مسارح الطليعة، العرائس، الكوميدى، الشباب والغد.


ونظمت وزارة الثقافة برنامج القوافل الثقافية عن طريق هيئة قصور الثقافة على مستوى الجمهورية وتهدف القوافل إلى تقديم الدعم الثقافى للأسر المصرية فى المناطق النائية وتوجيه الرعاية والتوعية إلى الشباب فى مواقعهم لتعزيز المسئولية المجتمعية.

ونشر مكونات الثقافة الأدبية والفنية والتراثية بين فئات المجتمع حيث نفذت الوزارة مئات القوافل للمحافظات الحدودية وقرى محافظات إقليم غرب ووسط الدلتا وقرى محافظة المنيا بإقليم وسط الصعيد والأماكن المحرومة.

ولأول مرة يرى سكان القرى عروضا مسرحية، وعروضا للموسيقى وعروضاً فلكلورية تأكيدا لحق كل مواطن مصرى فى الوصول إلى منابع الثقافة كما حدث فى مهرجان دندرة علي مدار عامين.


وخلال السنوات القليلة الماضية حدثت نقلة نوعية فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، بانتقاله إلى موقعه الجديد بمركز المعارض الدولية بالتجمع الخامس، ليكون لدى مصر لأول مرة معرض يليق باسمها وبتاريخها، وثقافتها، وينتقل المعرض إلى مرحلة احترافية تنهى العشوائية التى اتسم بها المعرض قبل ذلك، كما تقوم هيئة الكتاب بتنظيم قرابة 55 معرضا للكتاب على مستوى محافظات الجمهورية سنويا، أهمها معرض فيصل والإسكندرية.


السينما الإفريقية
ونظمت الوزارة عدة مهرجانات ثقافية منها مهرجان السينما الإفريقية بالأقصر، مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة بأسوان، مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة، مهرجان دمنهور الدولى للفلكلور، مهرجان الأوبرا الصيفى بمسرح سيد درويش بالإسكندرية، مهرجان قلعة صلاح الدين الدولى للموسيقى والغناء، المهرجان القومى للمسرح المصرى، المهرجان القومى للسينما المصرية، المهرجان الصيفى بالمسرح الرومانى بالإسكندرية.

مهرجان تعامد الشمس، مهرجان الإسكندرية للمسرح العربى للمعاهد والكليات المتخصصة، ملتقى الأقصر الدولى للتصوير، ملتقى البرلس للرسم، مهرجان الإسماعيلية الدولى للفنون الشعبية.


كما أطلقت وزارة الثقافة عدة مبادرات منها مبادرة «صنايعية مصر» لتدريب الشباب على الحرف التراثية «النحاس، التطعيم بالصدف، الحلى التراثية، الخزف، الخيامية، أعمال قشرة الخشب» مجانا بمركز الحرف التقليدية بالفسطاط.

ومبادرة حماية وتعزيز التراث الثقافى ويهدف إلى جمع وحماية وتوثيق تراث مصر الثقافى باعتباره جزءاً أصيلاً من التاريخ المصرى، وفى هذا الإطار نجحت الوزارة مؤخرا فى تحقيق انتصار من العيار الثقيل تمثل فى تمكن قطاع الفنون التشكيلية بالوزارة من استعادة ثلاث لوحات فنية، هى «من وحى فنارات البحر الأحمر»، للفنان التشكيلى المصرى العالمى عبدالهادى الجزار.

والتى لم يستدل عليها منذ صدور إذن صرف عام 1971 لمبنى وزارة الثقافة فى جاردن سيتى، كما نجحت الوزارة فى أن تسترد لوحتين نادرتين إحداهما للفنان الرائد صلاح طاهر بعنوان «الريف» والأخرى للفنان صالح رضا بعنوان «دائرة وجذع»، وقبل عامين نجحت الوزارة أيضاً فى استراد مخطوطين قبل بيعهما فى المزادات العلنية بالخارج

وهما جزءآن من المخطوط المخطوطة القرآنية للسلطان قنصوة الغورى، إلى جانب استرداد أطلس سديد لمحمود رائف الذى تسلمته وزيرة الثقافة من وزير الخارجية الألمانى  خلال زيارته للقاهرة..

ومن المشروعات المهمة التى تنفذها وزارة الثقافة عن طريق جهاز التنسيق الحضارى، مشروع «عاش هنا» لتكريم رموز مصر من المبدعين والمفكرين وتخصيص المرحلة الثانية لتسجيل بطولات القوات المسلحة والشرطة بالتعاون مع مركز معلومات مجلس الوزراء، إلى جانب استمرار العمل فى مشروع حكاية شارع والذى يهدف الى وضع لوحة تعريفية باسم الشارع ونبذة مختصرة عن اسمه وسبب التسمية أو تاريخه.


ويعد افتتاح الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، واللواء الدكتور محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، لقصر ثقافة العريش، عقب تطويره وإعادة تأهيله بالكامل من الإنجازات المهمة التى تؤكد السيادة الثقافية لمصر على كل شبر.

وهذا ما أكدته الدكتورة إيناس فى الافتتاح عندما قالت إن الرئيس عبد الفتاح السيسى، يولى اهتماماً خاصاً بأرض سيناء التى تشغل مكانة خاصة فى قلوب المصريين باعتبارها شاهداً على معجزات نجح فى تحقيقها البواسل من رجال القوات المسلحة، وتلامست مع ملاحم بطولية نسجها أبناؤها لتعبر عن انتمائهم وإخلاصهم للوطن.


وبعد إغلاق استمر 10 سنوات، افتتحت وزيرة الثقافة متحف محمد محمود خليل وحرمه عقب تطويره وتحديثه وأعربت عن سعادتها بإعادة افتتاح المتحف فى عهد الرئيس السيسى لما يمثله من قيمة مضافة لقوة مصر الناعمة وباعتباره إثراء لبنيتها الثقافية.


الآثار
وزارة السياحة والآثار تمثل إحدى أذرع الحفاظ على الهوية المصرية ممثلة فى قطاع الآثار والتراث الذى شهد خلال سنوات حكم الرئيس السيسى قفزة غير مسبوقة، تجلت فى افتتاح متحف الحضارة بالفسطاط واحتفالية نقل المومياوات الملكية بحضور الرئيس السيسى من متحف التحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط، وهو الحدث الذى شد انتباه العالم.

وتابعه الملايين مباشرة فى شتى انحاء الأرض، وهو حدث ثقافى سياحى ترويجى نجح فى تقديم مصر 30 يونيو للعالم بعد أن استقرت واستتبت، وراحت تعلى من بنيان نهضتها، كما تابع العالم احتفالية مصر الفريدة لافتتاح طريق الكباش بعد إعادة اكتشافه وترميمه.

وهو الحدث المبهر الذى جمع حضارة الماضى للفراعنة، بحضارة اليوم التى يسطرها أحفادهم فى كل بقعة من بقاع مصر.. كما يتابع العالم أيضا المراحل الختامية المرتقبة لافتتاح أكبر متاحف العالم ممثلة فى متحف مصر الكبير قبالة هضبة الأهرامات، الذى تعول عليه مصر فى إحداث نقلة جوهرية فى عدد السياح والليالى السياحية، افتتاح هذين المتحفين مع متحف المركبات الملكية.

ومن قبلهم متحف البارون إمبان، وما يتم الآن فى مسار العائلة المقدسة، وفى وادى الراحة، وفى محيط دير سانت كاترين، وكذلك فى مشروع تطوير بيوت ومساجد آل البيت فى مصر يؤكد على رؤية القيادة السياسية ودولة 30 يونيو لثوابت الهوية المصرية..


د. خالد عنان وزير السياحة والآثار سبق وأكد أمام لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ أن الوزارة نجحت فى استعادة العديد من القطع الأثرية من مختلف الدول منها ٥٠٠٠ قطعة أثرية من واشنطن و١١٤ قطعة من باريس عام ٢٠٢١.


تساهم معارض الآثار الخارجية فى الترويج السياحى لمصر منها معرض آثار الملك توت عنخ آمون بأمريكا وفرنسا وانجلترا من ٢٠١٨-٢٠٢٠، ومعرض «ملوك الشمس» بالمتحف القومى بالعاصمة التشيكية براغ عام ٢٠٢٠، ومعرض الكنوز الذهبية للفراعنة بموناكو ٢٠١٨، والمشاركة هذا العام بتابوت فرعونى للعرض بالجناح المصرى بمعرض إكسبو دبى 2020.

 

 

 

وخلال الأعوام القليلة الماضية تمت العشرات من مشروعات ترميم وتطوير وتأمين للآثار، أبرزها افتتاح الرئيس لمتاحف شرم الشيخ وكفر الشيخ والمركبات الملكية ببولاق وسوهاج القومى، بالإضافة إلى افتتاح الرئيس لقصر البارون إمبان بمصر الجديدة، وجامع الأزهر، واستقبال الرئيس لموكب المومياوات الملكية افتتاح المتحف القومى للحضارة المصرية، وقيام رئيس مجلس الوزراء بافتتاح متحف للآثار فى مدينة الغردقة، وافتتاحه لهرم زوسر.


وتقوم وزارة السياحة والآثار بتنفيذ العشرات من المشروعات الأثرية، منها قصر محمد على بشبرا والذى تم الانتهاء من تنفيذ الأعمال به بنسبة 99%، والمتحف المصرى الكبير، وتشير التقارير الى أن قاعتى عرض الملك توت عنخ آمون سوف تكونان من أجمل قاعات العرض فى العالم، كما أنه تم الانتهاء من أعمال متحف عواصم مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة، وأصبح معداً للافتتاح ناهيك عن الإكتشافات الأثرية المبهرة التي أصبحت  محل اهتمام الصحف والفضائيات العالمية.

اقرأ أيضا | أسامة فاروق يكتب: بشرى خلفان.. «دلشاد» محاولة لفهم تحولات عُمان السياسية والإنسانية