نحن والعالم

نحو الجمهورية الجديدة

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

خلال جمعتين متتاليتين الشهر الماضى، ألقى الرئيس السيسى كلمتين شهدهما العالم أجمع، الاولى كانت أمام منتدى سان بطرسبرج فى روسيا والثانية كانت فى جلسة لتجمع «بريكس بلس». هذان المشهدان يلخصان قصة نجاح الدبلوماسية المصرية على مدار 9 سنوات «بالتحديد منذ ثورة 30 يونيو» وكيف استطاعت الافلات من فخ العزلة الدولية التى كان البعض يحاول فرضها على مصر عقاباً لها على تخريب مخطط تمكين الإخوان وأزلامهم بزعم احتواء هذا التيار للميليشيا المتطرفة التى بدأت أفعالها تضر مصالح الغرب. 

والمتابع لمسار الدبلوماسية المصرية منذ تولى الرئيس السيسى السلطة فى 2014، سيجد انها استطاعت فى خطوات سريعة الخروج من «الشرنقة» التى فرضت عليها لتنتزع بنجاح الاعتراف والاحترام الدوليين للقيادة المصرية الحالية، بل وحققت انفتاحاً غير مسبوق على العالم بزيارة الرئيس السيسى لدول لم تطأها قدم رئيس مصرى من قبل، بل ونجحت الدبلوماسية المصرية لأول مرة فى الجمع بين الأضاد واقامة علاقات متوازنة مع معسكرى روسيا والصين من جهة وامريكا والغرب من جهة أخرى. كما تمددت العلاقات الدبلوماسية براً وبحراً، فأقامت مصر «منتدى غاز المتوسط» مع جيرانها عبر البحر، واعادت الدفء لعلاقاتها الافريقية، حتى تولت رئاسة الاتحاد الافريقى لأول مرة فى 2019، كما نجحت فى تأمين حدودها البرية مع ليبيا وغزة واحتفظت بعلاقات مع كل الأطراف المتصارعة، مما مكنها من لعب دور الوسيط النزيه فى القضايا الاقليمية الحساسة. 

تلك الانجازات تؤكد ان مصر اكبر من ان يتم تهميشها او تحجيم دورها، فهى لاعب اقليمى غير قابل للإستبدال وانسحابها من المشهد أضراره تمس أمن واستقرار المنطقة بشكل مباشر لأنها «رمانة الميزان». لهذا نجد مصر حاضرة فى كبريات الفعاليات الدولية بل ومرشحة للانضمام لبعض التكتلات الكبرى، كتجمع بريكس ومجموعة العشرين وهو ما يمكن ان نشهده مع الجمهورية الجديدة.