القرار| ذكرى 30 يونيو.. القوة الناعمة تزلزل دولة الإخوان

المثقفون كانوا شرارة الثورة ضد الإخوان
المثقفون كانوا شرارة الثورة ضد الإخوان

فى 4 يونيو 2013 وقبل الثورة بأيام قليلة اعتصم عدد كبير من مثقفى مصر، أبرزهم الشاعر سيد حجاب وفتحية العسال وصنع الله إبراهيم وجمال الغيطانى والمخرج جلال الشرقاوى وبهاء طاهر وغيرهم ورفعوا شعار «لا لأخونة الثقافة» اعتراضًا على قرارات الوزير علاء عبد العزيز التى حاولت دسّ أتباع الجماعة الإرهابية داخل الوزارة، وجاء قراره بإنهاء ندب رئيس دار الأوبرا والوزيرة الحالية إيناس عبد الدايم؛ والغريب أن الوزير واجه الاعتصامات بقوله «إن هؤلاء لا يمثلون مثقفى مصر!».. وفى هذا التقرير نرى كيف قاد المثقفون قاطرة تطهير الوطن من الجماعة الإرهابية:

الناقد الكبير د. أحمد مجاهد، رئيس هيئة الكتاب السابق، وأحد المشاركين فى اعتصامات المثقفين فى 2013 يقول: عند الحديث عن صناع الثقافة علينا أن نفرق مرة أخرى بين الذين يحترفون هذه المهن الثقافية بوصفها مجرد إبداع أو (أكل عيش)، وبين الذين يدركون أنهم يمثلون قوة ناعمة مسئولة عن تشكيل وعى المجتمع وتنويره؛ وهذه الفئة الأخيرة تحديدا هى التى بدأت شرارة اعتصام المثقفين فى 30 يونيو، عندما أحست بتهديد هوية الوطن، وبحتمية تجاوز دورها الفنى الخالص إلى ساحة المواجهة الاجتماعية والسياسية الواجبة عليها فى اللحظات المفصلية من تاريخ الوطن؛ ولا أعتقد أن دورا كهذا قد برز للمثقفين المصريين فى التاريخ الحديث، سوى فى استنهاض الوطن من هزيمة 1967، وصولا إلى انتصار أكتوبر 1973.

  ويشير د. مجاهد إلى أنه عندما بدأ المثقفون اعتصامهم ضد وزير ثقافة الإخوان لم يكونوا متأكدين من نجاح المهمة، ومن قوة وتبعات رد الفعل السياسى والأمنى تجاه الاعتصام والمعتصمين، لكنها كانت مجازفة لابد منها بالذات فى سبيل الوطن؛ ولأن المثقف الحقيقى لا يقوم بتوجيه الجماهير بقدر قيامه باستشراف ما يريدون هم القيام به بالفعل، فإن حجم الاعتصام ومساحة التعاطف معه قد أخذت فى التزايد يومًا بعد يوم، وارتفع سقف المطالب من إقالة وزير ثقافة الإخوان إلى إقالة حكومة الإخوان بالكامل.

ويتابع أنها كانت رغبة شعب، شجعه مثقفوه على الجهر بها، بعدما نزلوا من برجهم العاجى إلى ساحة المشاركة الحقيقية فى الفعل التنويرى، وقد أخذت دائرة الغضب فى الاتساع لتضم وزارات ومحافظات أخرى عديدة بأماكن متفرقة.

يقول الناقد والشاعر الكبير د. يوسف نوفل، الذى حصد مؤخرا جائزة الدولة التقديرية فى الآداب: هنا فى الكنانة وفى رحاب مصرنا الحبيبة وعلى أرضها الطاهرة ووسط اختلاط الحابل بالنابل وتناقض النوازع والميول والأهداف وتصدر المنتهزون المشهد واعتلائهم كراسى السلطة وانتكاستهم بالارتداد بمصر والمصريين إلى ظلمات العصور الوسطى وتخلف الجاهلية؛ هنا ووسط هذا الضباب الكثيف وتلك الغيوم المظلمة استوحى الشارع الثورى المصرى ضمير التاريخ وصوت العقل واستلهم خطوات الرواد من مثقفى مصر ومستنيريها فقام بتصحيح الأوضاع وتقويم المسار.

ويتابع د. نوفل: وقد قمت بتسجيل خطوات ذلك التحول الثورى الذى كان بمثابة توجيه الدفة إلى  اتجاهها ومسارها الصحيحين، وذلك فى آخر ديوان شعرى لى وهو (برديات أبى الهول) حيث تخيلته هابطًا شاطئ التحرير ثائرًا محتجًا ناقدًا شاكيًا ناصحًا موجهًا ومرشدًا؛ وهكذا أنعم الله على مصر بصوت الحق الذى أحق الحق وأبطل الباطل وبضمير الوعى الذى أعاد للشباب رشدهم ومهد الطريق لقادة مصر المخلصين أن يحفظوا مصر من أخطار محدقة ومهالك مدمرة كادت تودى بها لولا عناية الله ورعايته التى أحاطت بركب الثوار المخلصين الذين بلغوا بمصر شاطئ النجاة بثورة الثلاثين من يونيو الواصلة بنا إلى  بلد الأمن والأمان مصرنا الحبيبة.

د. عبد الراضى عبد المحسن، عميد كلية دار العلوم جامعة القاهرة، وعضو الجمعية الفلسفية المصرية، بؤكد أن ثورة 30 يونيه 2013 لم تكن مجرد لحظة عابرة عبَّر فيها المصريون عن جامّ غضبهم وسخطهم، بل كانت كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى: (أرقى صيحات التعبير عن أقوى الثوابت المصرية وأشدها رسوخًا، وأكثرها نُبْلًا، وهى الانتماء للوطن والولاء للأرض)؛ فهى ثورة الوعى واستعادة الهوية، التى جاءت طَوق نجاة لتَبنى وطنًا، وتصحّح مسارًا، وتفتح آفاق الأحلام التى ضاقت وأبواب الآمال التى انسدَّتْ ؛ لذلك تُعدّ هى الثورة الأهم بمعيار التاريخ، والأنبل بمقياس الأهداف، والأعظم من حيث المكتسبات.

ويضيف: لأن الشعب قد استردَّ بها مفتاح حياته من خزائن سماسرة الأوطان، وجماليات مستقبله من سارقى الأحلام؛ ليحيا كريمًا تحت ظل العَلَم وتحيا به مِصْرُ عزيزة فى الأمم؛ وقد كان للفكر والثقافة الدور الأبرز فى توجيه منطلقات الثورة، فشارك المفكرون والمثقفون مع طوائف الشعب يدًا بيد فى الشوارع والميادين، وألهبوا الوجدان وشحذوا العقول بما أطلقوه من رؤى وآراء؛ وما كان لهذا الدور الثقافى أن يتوقف أو ينتهى بانتهاء فعاليات الثورة وأحداثها، بل كان وما زال عاملًا فعالًا فى نجاح الثورة وتحقيق أهدافها من خلال الدعم الفكرى والثقافى الراعى للثورة وأهدافها، والمنافح عنها ضد كل المخاطر والأكاذيب التى يبثّها الخصوم ويروّجها المناوئون.

رسائل القائد

«بندفع ثمن كل إجراء ومشروع لم ينفذ من 40 سنة، و250 مليار جنيه تكلفة استصلاح مليون فدان بمشروع مستقبل مصر.

وبنعمل مشروع يوفر 2.5 مليون فدان يعنى 25% من مساحة مصر الزراعية على مدار تاريخها»

 افتتاح مشروع «مستقبل مصر» للإنتاج الزراعي

إقرأ أيضاً|ثورة 30 يونيو| السقوط الأخير.. ثورة المصريين أسقطت أتباع المرشد فى تونس وليبيا والمغرب والسودان