القرار| سكينة فؤاد: ثورة 30 يونيو أعتقت البلاد والعباد

الكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد
الكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد

لا تنظر الكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد إلى ثورة 30 يونيو باعتبارها نهاية الحلم المصرى فى استعادة الوطن من قبضة الجماعة الإرهابية، ولكن كبداية لطموح مصر الجديدة التى بدأ تأسيسها فعليًا فى خطاب 3 يوليو الذى ألقاه الفريق أول عبد الفتاح السيسى - وقتها - فى حضور القوى السياسية والمدنية، والذى مثلت فيه سكينة المرأة المصرية.

تمرد سكينة فؤاد ضد الإخوان بدأ مبكرًا حين تقدمت باستقالتها كمستشارة ضمن الفريق المعاون لمحمد مرسى احتجاجًا على الإعلان الدستورى المكمل فى نوفمبر ٢٠١٢، ورفضت قراره بتحصين الجمعية التأسيسية للدستور ومجلس الشورى من أى أحكام قضائية بحلهما.
9 سنوات مرت على الثورة المجيدة إلا أن تفاصيل الأحداث ما تزال محفورة فى ذاكرة امرأة واجهت حكم الفاشية الدينية فى عز جبروته، وشعرت بالفرج وهى تشاهد عشرات الملايين يخرجون إلى الشوارع والميادين لكتابة كلمة النهاية فى القصة المأساوية.

إقرأ أيضًا | نيفين القباج: 30 يونيو علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث

باللحظة التاريخية، تصف سكينة فؤاد اجتماع خارطة الطريق فى ٣ يوليو ٢٠١٣، حين استجاب الجيش لدعوة الشعب لإنقاذه من حكم الإخوان، وتعتبره علامة فارقة فى تاريخ مصر، وتدشينًا للثورة الشعبية الحقيقية ضد حكم الجماعة الظالم، وأيضًا بداية عصر ازدهار للمرأة الذى ظهر بوضوح فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، لإيمانه بدورها ونجاحها بما تمنحه ومن ثم تمكينها فى المناصب القيادية.

تؤكد سكينة فؤاد أن الجماعة الإرهابية اختطفت ثورة ٢٥ يناير، بحرق أقسام الشرطة وخروج المساجين والمحكوم عليهم بأحكام جنائية لنشر الفوضى والفساد، وتكوين ميليشيات مسلحة تم زرعها فى أرض الفيروز لنشر الإرهاب وهدم مؤسسات الدولة ضمن مخطط واسع يهدف إلى تخريب مصر، فيما صححت 30 يونيو مسار الدولة وأعتقت البلاد والعباد من التهديد المستمر على يد الإخوان.

وتثمن وعى الشعب الذى أدرك فى أقل من عام حجم المخاطر حال استمرار حكم الجماعة التى أرادت تفكيك وتغييب القيم الحضارية والإيمانية والثقافية، وإدراكه أن الجماعة ليست على قدر عظمة وقدرة وقوة هذا الوطن، مؤكدة أن الاحتفاء الدولى بمصر الآن ورئيسها يعكس مدى الدور الكبير الذى تقوم به الدولة على كافة المستويات لاسيما فى محاربة الإرهاب واستعادة سيناء من قبضة الإرهابيين، وأن مصر لا تقبل القسمة على اثنين، ولن يخوض أبناؤها حربًا أهلية، ويصبح مصيرها كدول شقيقة عزيزة.

وتفتخر باستعادة مصر مكانتها الكبيرة بين دول العالم بفضل ثورة ٣٠ يونيو، وإقامة العلاقات على مبدأ احترام السيادة المصرية وحقوق المصريين كدولة صاحبة تاريخ ومكانة فى العالم، وشريك أساسى فى احترام واستقلال الدول وسيادة الشعوب فى فرض إرادتها وإدارة أمورها وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للشعوب، وباعتبار مصر شريكًا أساسيًا فى صُنع السلام ومقاومة الإرهاب، والتصدى للأزمات والأوبئة والتغيرات المناخية وما يصاحبها من أزمات.
وتشير الكاتبة الكبيرة إلى المشروعات التنموية التى يطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى وتترجم مدى اهتمامه بالمواطن، وتغير شكل الحياة للأفضل، وإنهاء عار سنوات طويلة من إهمال الصعيد والريف بمبادرة «حياة كريمة»، والقضاء على العشوائيات.

وتنتقل سكينة فؤاد إلى الحوار الوطنى باعتباره أحد المكتسبات السياسية لثورة 30 يونيو، ومواجهة للنفس من أجل تصحيح المسارات، وفرصة يجب أن نستثمرها على أرضية وطنية القاعدة فيها وضعها الرئيس السيسى بقوله: «الاختلاف لا يفسد للوطن قضية»، وضرورة اتساع آفاق الحريات وتحديد الأولويات ووجود حلول للأزمات الاقتصادية وكيفية مواجهتها وكيفية استثمار القوة العظمى للعمالة، وحماية الصروح الاقتصادية والأرض والفلاح ولقمة العيش والأمن الغذائى وتعظيم الاعتماد على قوانا الذاتية فى جميع المجالات، وتأكيد أن مصر دولة غنية فى ثرواتها الطبيعية والبشرية، فقط تنتظر حُسن الاستثمار والإدارة والإرادة الوطنية.

كما أكدت فى كثير من كتاباتها على السلام الاجتماعى كأساس لاستقرار الدولة المصرية، ولا تتسع السطور للمزيد مما كتبته وناضلت من أجله منذ عشرات السنين لتكتفى مصر بزراعة قمحها ومحاصيلها الأساسية التى تنبهت الدولة إليها الآن بعد أن تحول الغذاء إلى سلاح من أسلحة الحروب الحديثة.