إرهابيون وقتلة

«السيسى» حطّم مخططات الإخوان لترهيب المصريين.. ويقظة الأمن حائط صد

 نيران الإخوان فى مرمى المصريين
نيران الإخوان فى مرمى المصريين

مع سقوط حكم جماعة الإخوان بعد ثورة ٣٠ يونيو 2013 العظيمة دخلت مصر مرحلة جديدة فى الوقت الذى سعت فيه الجماعة الإرهابية لنشر العنف أملاً فى العودة للمشهد السياسى، وتدرجت موجات العنف خلال السنوات الأربع التى تلت الثورة وزادت ذروتها خلال عامى 2014 و2015 لتشهد خلال 2016 و2017 تحولاً نوعياً فى العمليات الإرهابية باستهداف الوحدة الوطنية من خلال عمليات تفجير وهجوم مسلح على دور العبادة المسيحية والأخوة الأقباط.

ورغم حجم التمويل الذى ظهر خلال تنفيذ مخططات الجماعة الإرهابية إلا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى تصدى بكل قوة لها، حتى تمكن بفضل الله من اقتلاع الإرهاب الأسود من جذوره، ودعم وزارة الداخلية بالسلاح والعتاد وتدريب العناصر الشرطية.

كانت أولى الأحداث الإرهابية التى قامت بها عناصر الجماعة عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى، هى أحداث الحرس الجمهورى حيث قامت مجموعات كبيرة من الإخوان فى فجر 8 يوليو 2013 بمحاولة اقتحام مبنى دار الحرس الجمهورى، بزعم أن مرسى بداخل المبنى وسيتم الإفراج عنه بالهجوم على قوات الأمن.


وشهدت البلاد العديد من العمليات الإرهابية والتى كانت اللجان النوعية للجماعة شريكاً أساسياً فى تنفيذها، فى إشارة واضحة لإحياء التنظيم السرى للإخوان، وذلك من خلال المجموعات والتنظيمات الإرهابية التى تتبعها بالأمر المباشر، منها: «أجناد مصر، وكتائب حلوان، والمقاومة الشعبية، والعقاب الثورى، وحسم، ولواء الثورة»، وجميعها ستار للجناح العسكرى للجماعة تحت مسميات مختلفة.


وظهر مصطلح «العمليات النوعية» فى العلن لأول مرة فى 24 يناير 2014 عندما أعلنت حركة «المقاومة الشعبية» بياناً تتوعد فيه بتنفيذ عمليات إرهابية واستهداف أقسام شرطة ورجال أمن، وذلك قبل ساعات من حلول الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير.. وقد ‎استهدفت الحركة المستشار هشام بركات النائب العام عن طريق تفجير موكبه فى 29 يونيو 2015 خلال مروره بمنطقة مصر الجديدة، وهو ما أدى إلى استشهاده، وكذلك العقيد وائل طاحون مفتش الأمن العام الذى تم اغتياله قبل بركات بشهرين وتحديداً فى شهر أبريل، تلاهما محاولة اغتيال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق فى 6 أغسطس 2016 والتى تبنتها حركة حسم التى ظهرت مع حركة لواء الثورة، ونفذت حركة حسم ٧ عمليات إرهابية منهم محاولة اغتيال مساعد النائب العام الفاشلة، وانفجار كمين بشارع الهرم، وأظهرت العمليتان التطور فى الفكر الجهادى، كما قامت حركة لواء الثورة باغتيال اللواء عادل رجائى فجراً أمام منزله بالعبور.


وكان اللافت للنظر زيادة نشاط تنظيم أنصار بيت المقدس، حيث إن هناك ١٩٨ عملية إرهابية تمت فى عام ٢٠١٦.
وقد شهد عام 2014 عدداً كبيراً من الأحداث الإرهابية، ففى 24 يناير استيقظ المصريون على تفجير استهدف مديرية أمن القاهرة، ونتج عنه أضرار بأربعة طوابق من المبنى ومقتل 4 أشخاص وإصابة 76 آخرين، إلى جانب تدمير واجهة المتحف الإسلامى.
وفى 16 فبراير عام 2014 عاد الإرهاب الأسود ليطل برأسه من جديد فى حادثة ضرب حافلة سياحية بطابا على الحدود مع إسرائيل، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص بينهم سائحان كوريان وإصابة 15 آخرين.. وفى 15 مارس استشهد 6 جنود فى هجوم شنّه مسلحون على كمين للشرطة العسكرية فى شبرا الخيمة.


وكانت الفاجعة فى 19 يوليو من نفس العام، حيث الهجوم الغادر الذى قامت به عناصر إرهابية على نقطة حرس الحدود بالفرافرة فى الوادى الجديد، والذى أسفر عن سقوط 21 قتيلاً و4 مصابين ما بين ضباط وجنود.. وشهد شهر أكتوبر فاجعة أخرى عقب صلاة الجمعة، حيث استشهد 30 من جنود الجيش وأصيب 26 آخرون فى هجوم إرهابى استهدف كمين كرم القواديس جنوب الشيخ زويد بشمال سيناء.
وبالمقارنة بين تطور أعمال العنف المسلح خلال عامى 2014 و2015 وفقاً للشهور، يُلاحظ وجود ارتفاع فى عدد العمليات الإرهابية، ويعتبر شهر مارس 2015 هو الأعلى من حيث عدد العمليات على مستوى العامين، وقد مثلت نسبة أعمال العنف المسلح المنفذة خلال الفترة من أول يناير 2015 وحتى أول أكتوبر من نفس العام 70.28% تقريباً، بينما مثلت نسبة الأعمال الإرهابية التى تمكنت وزارة الداخلية من إبطالها 29.72%، وتراجعت نسبة الأعمال الواقعة نظراً لاستخدام أجهزة الأمن بوزارة الداخلية بالتنسيق مع القوات المسلحة، وسائل تكنولوجية حديثة فى إبطال المفرقعات، حيث كانت نسبة الأعمال المبطلة خلال عام 2014، 25% تقريباً.


كما استمرت العمليات الإرهابية فى السنوات التالية، إلا أن الأجهزة الأمنية كانت حائط صد منيع لإحباط العديد منها، ومع قدوم عام 2019 نجحت جهود الرئيس السيسى فى القضاء على الإرهاب الأسود واقتلاعه من جذوره.