مأمون الشناوى.. 28 عاما على غياب من قال لأم كلثوم: «لا»

مأمون الشناوى وأم كلثوم لقاء بعد عناد
مأمون الشناوى وأم كلثوم لقاء بعد عناد

فى السابع والعشرين من شهر يونيو مرت علينا الذكرى الـ 28 لرحيل الشاعرالكبير خفيف الدم وأستاذ السخرية مأمون الشناوى الذى غادر الدنيا بعد 80 سنة من العطاء المتواصل فى 27 يونيو 1994، والعظماء أمثاله يرحلون بالجسد فقط، ونستدعى فى ذكراه الحوار الذى أجرته معه الإذاعية نجوى الطوبى فى برنامج «مهرجان النجوم». 

ويقول مأمون فى هذا اللقاء: «كان يدهشنى ان أخويا الكبير كامل الشناوى بيهتم بالشعر والصحافة، وانا فى الصف الرابع الابتدائى كنت بهرب من المدرسة عشان ألعب كورة قدم فى الجنينة اللى خلف المدرسة، وفى يوم وجدت راجل جالس على الرصيف بيبيع كتب مستعملة لفت نظرى منها كتاب «الأجنحة المكسورة» للشاعر جبران خليل جبران، اخذت أقرأ فى الكتاب لحين موعد خروج المدرسة، الكتاب ده غير مسار حياتى تماما، بدأت أحب الشعر، وكل ما اخويا كامل يكتب قصيدة اكتب قصيدة أقرأها له، بدأت أنشرأشعارى فى مجلة «أبوللو» اللى كان بينشر فيها إبراهيم ناجى وصالح جودت وآخرون، وكان والدى عنده مكتبة فيها كل دواوين الشعراء اللى خلقهم ربنا، وكان بيكتب الشعر احيانا فبدأ يوجهنى ومشى الحال». 

ويضيف مأمون الشناوى: انا اهتميت بالأغنية من قبل ما اشتغل فى الصحافة، كنت بكتب اغانى اعبر فيها عن حبى لبنت الجيران، وبعدها اشتغلت فى «روزاليوسف» اللى كان بيكتب فيها العقاد ومحمود عزمى وفطاحل، وكان احسان عبد القدوس صديقى فأخذت أعاونه مع الرسام رخا ووليم باسيلى، وبعد كده اشتغلت فى «آخر ساعة» مع الأستاذ التابعى، وشاركت فى تأسيس «أخبار اليوم» اللى اشتغلت فيها سكرتير تحرير، وفى يوم لقيت على أمين اللى كان زميلى فى الخديوىية الثانوية جايلى البيت وقال لى إن محمد عبد الوهاب بيدورعلى، رحت له الاستديو وكان وقتها بيصور فيلم «يوم سعيد»، وأبدى إعجابه بالأغانى اللى كتبتها للإذاعة من تلحين وغناء محمد صادق وكنت بعبر فيها عن هيامى ببنت الجيران، وسمعنى عبد الوهاب خاطرة موسيقية طلب منى اكتب له عليها كلمات يغنيها، وكانت الكلمات تانى يوم بين ايديه، وهى «أنت وعزولى وزمانى»، وفى عام 1942 التقيت بأم كلثوم وقدمت لها أغنية «حبيب العمر» وعندما أرادت ان تغير بعض كلماتها أخذت الكلام ودوغرى على بيت فريد الأطرش، وتكرر نفس الموقف مع أم كلثوم فى أغنية «الربيع» اللى أحدثت نقلة لفريد، إلى ان قررت ان أكون مرنا مع أم كلثوم فكتبت لها أغنية «أنساك» عام 1961، و«كل ليلة وكل يوم» 1964، و«بعيد عنك» 1965، «ودارت الأيام» 1970. 

ويرسم لنا الناقد الكبيرطارق الشناوى - آخر عنقود العائلة الشناوية فى الكتابة والإبداع - صورة إنسانية لعمه مأمون الذى عاش معه 20 عاما، فيقول فى مقال له أنه أحب عمه كامل الشناوى فى طفولته بنسبة خمسة إلى واحد، كان الواحد من نصيب «مأمون»، وهذه النسبة تعبير دقيق عن الفارق فى «العيدية»، كان عمه «كامل» يدفع له خمسة جنيهات فى كل عيد بينما عمه «مأمون» كان لا يدفع أكثر من جنيه، وكان عمه «كامل» يتيح له ولكل أبناء أشقائه جلسات طويلة يمنح فيها من يتفوق فى إلقاء الشعر والنحو والصرف والحساب مكافآت أخرى، بينما لقاءات عمه «مأمون» كانت لا تتجاوز الدقائق، وفكر طارق مرة ان يتمرد على الجنيه ويعلن عصيانه، لكن بمجرد أن يمنحه الجنيه الجديد، يخفت صوت احتجاجه أن الجنيه كانت له «شنة ورنة» فى منتصف الستينيات، رحم الله مأمون الشناوى وكل أبناء جيله المبدعين. 

اقرأ أيضا

الحب تحت نصل السكين| فى حادثتى «نيرة وإيمان».. أسلحة القتل بدلا من كلمات الغزل