قطع غيار قوقعة الأذن.. تكاليف تفوق مستوى الأسر الثرية 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رحلة معاناة وعذاب تبدأ بصدمة مع معرفة الأهل أن طفلهم فاقد للسمع، مرورا بمراحل التشخيص والبحث عن الحل أو العلاج، وعند الوصول لأن علاج الطفل وقدرته على السمع والكلام متعلقة بعملية زراعة القوقعة، تبدأ رحلة جديدة تستمر لشهور وأحيانا سنوات إلى أن يأتي دور الطفل في العملية التى تتم حتى عمر الـ 5 سنوات على نفقة التأمين الصحي، وعندها تبدأ مرحلة جديدة من الرحلة تتمثل في جلسات تخاطب وتنمية مهارات ليتمكن الطفل من السمع والنطق، بتكاليف ومصاريف تفوق قدرات الأسر المتوسطة، حيث وصل سعر جلسة التخاطب فى بعض المراكز أكثر من 300 جنيه ومدتها لا تزيد عن 20 دقيقة، وفي المناطق الشعبية لا يقل سعر الجلسة عن 50 جنيها.


سنوات من التأهيل


مشاكل زارعي القوقعة كثيرة جدا ومتعددة وتبدأ مع إجراء عملية الزرع، فكما أوضحت دكتورة فادية عبد الجواد أول طبيبة صماء في العالم أن الطفل يكون قد تقدم فى السن ولا يسمع، وبدون ذاكرة صوتية، وبعد الزرع يحتاج إلى سنوات تأهيل وتخاطب مكلفة جدا لكى يتمكن من الحديث والتعبير عن ذاته بالكلام. 


وهناك أيضا احتياجات شهرية مستمرة أشارت لها "عبد الجواد"، وتمثل عبئا غير طبيعي على ولي الأمر وهي قطع الغيار والبطاريات والكابلات والمجفف والشواحن .. وغيرها، وهي تفوق في تكلفتها الأسرة الميسورة وليس الأسر محدودة الدخل فقط حسبما أشارت عبد الجواد، قائلة "أسعار قطع الغيار باهظة جدا ومبالغ فيها وأغلى بكثير من أسعارها بالخارج".

 

بلا إعفاء جمركي

من الملفت كما أكدت دكتورة فادية أن القطع هذه غير معفاة من الجمارك، وايضا يضاف على سعرها الباهظ ضريبة القيمة المضافة، ما يضاعف من العبء كاهل الأهالى، الأمر الذي يصل أحيانا إلى حد انهيار الأسر نفسيا واجتماعيا لعدم قدرة الأب على سداد إلتزامات القوقعة، ومن ثم تهديد طفله بالعودة إلى حياة الصمم.


مشكلة التحديث للجهاز الخارجى للقوقعة كل بضع سنوات واحدة من أكبر مشاكل أهلى الأولاد زارعي القوقعة، حيث لاتقل تكلفتها عن ١٥٠ الف جنيه، وهنا تسائلت دكتورة فادية "كيف ومن أين يحصل الأهالي على هذه الإمكانيات؟".


والنتيجة عن كل ذلك تكون توقف الأطفال عن السمع لعدم متابعة أحوالهم واستمرار سمعهم لعجز أولياء أمورهم عن توفير قطع الغيار الباهظة والتحديث الأكثر تكلفة.


وعلقت دكتورة فادية أن الشركات الموجودة هم وكلاء للشركات الأم المصنعة، قائلة "حاولت وسعيت بكل السبل لكى يكون تعاقد الدولة مع الشركات الأم مباشرة بدون وسيط تخفيفا على الناس، ولأنها سلعة لا يجوز المتاجرة بها، فالسمع هو الحياة واستمرار السمع لمزروعي القوقعة واجب الدولة والتأمين الصحي، وحاولنا كثيرا مع التأمين الصحى لصرف قطع غيار سنوية لضمان استمرار السمع لمزروعي القوقعة وعدم توقف السمع بسبب قلة الإمكانيات"
مستطردة "مع الأسف حتى الان لم يتم الاستجابة لهذه الطلبات رغم تكرارها والحاح الأهالي والحاجة الملحة لقطع الغيار وعدم إمكانية 90% من الأهالى تلبية هذه الاحتياجات نظرا لأسعارها الباهظة".


دكتور حيدر سلطان نائب مدير المجالس الطبية بوزارة الصحة أكد أن عملية زراعة القوقعة من سن يوم وحتى 6 سنوات تتم على حساب التأمين الصحي، وبعد سن الست سنوات يكون على نفقة الدولة ضمن مبادرة رئيس الجمهورية.


وفيما يخص قطع الغيار فأشار إلى أنه كان هناك حديث بأنه سيكون هناك تعاون بين التأمين الصحي وهيئة الشراء الموحد بأن قطع الغيار والصيانة ستلتزم بها الشركات الموردة لها، متابعا"وكن لا أعرف ماذا تم فعليا بها، وهل هناك توجه لتكون تابعة لمظلة التأمين الصحي أم لا؟".


طلب إحاطة


محمد عبد الله زين الدين عضو مجلس النواب كان قد تتقدم منذ ما يقرب من العام بطلب احاطة حول الإجراءات التي اتخذتها الحكومة للوقوف على أسباب عدم توفير الهيئة العامة للتأمين الصحي قطع الغيار والصيانة الشاملة للقوقعة لمرضى ضعاف السمع.
وقال في طلبه وقتها إن عدم توفير الهيئة العامة للتأمين الصحي قطع الغيار والصيانة الشاملة للقوقعة الخاصة بضعاف السمع، يدفع الأهالي إلى شرائها من الشركات الخاصة بمبالغ مرتفعة تفوق قدراتهم، وأن التأمين الصحى وضع سن ٥ سنوات حد أقصي للزراعة حتى يستفيد منها الطفل الزارع، إلا أن المشكلة تكمن في عدم توفير الصيانة وقطع الغيار للقوقعة ومكوناتها.


تواصلنا مع النائب محمد زين الدين لمعرفة ماذا تم فى طلب الإحاطة الخاص به، الذى أكد أنه تمت الاستجابة، ولكن المشكلة هي البطء في الإجراءات، وما يزيد من اثار المشكلة الخاصة بزراعة القوقعة نفسها هي أن هناك أطفال يكون متبقى لهم فترة قصير للوصول الى سن الزراعة وهو خمس سنوات، وهنا الفجوة المتمثلة في فترة الانتظار إلى أن تصل القواقع من الخارج، وقد تضيع الفرصة على بعض الأطفال.


 موضحا أنه منذ وقت تقديم طلب الإحاطة وبالفعل تم توفير قطع الغيار من خلال التأمين الصحي، إلا أنه قد تكون حدثت أزمة مجددة بسبب الأحداث العالمية وارتفاع الأسعار الواقعة مؤخرا، خاصة وأن الاستيراد نفسه يستغرق وقت، وما كان يصل في اسبوع أصبح يصل في أشهر، منوها أنه سيجدد التواصل مع الوزارة للوقوف على مايحدث الآن في الموضوع.

اقرا ايضأ: صندوق «عطاء» يدعم حالات زراعة قوقعة الأذن