قلب مفتوح

العقل الجمعى والثوب المرقع!

هشام عطية
هشام عطية

الأكثر سوداوية وتشاؤما من المشهد المروع لنحر نيرة عروس الجنة فى وضح النهار بالمنصورة.. تعليقات  قطاع عريض من المصريين على السوشيال ميديا على الحادثة والتى كشفت عن مرضى كثر داخل هذا المجتمع اصابتهم متلازمة التوحد مع المعتدى.

آراء اشتطت وتسلطت  وافترت حتى على الله العلى القدير، أدخلت عباده الجنة وقذفت بآخرين منهم فى النار.. حادث نيرة المروع أبان عن علل اتلفت الوعى الجمعى للمصريين وأصابته بشروخ  تنذر بانهيارات شديدة كفيلة إن استمرت بأن تفت عضد هذه الأمة.

أفكار  شديدة التطرف أحد من نصل السكين الذى نحرت به البريئة نيرة غامت معها الرؤى، اختلط فيها الدين بالخرافة والتدين بالتدليس واحيانا بالتهييس، وقفة د. مبروك عطية نموذج!

انزوى حراس القيم فى الإعلام والمدرسة والمسجد والكنيسة حتى الشارع فانحدر الذوق  والوعى  والاخلاق إلى الحضيض.

معتقدات بالية استولت على العقل الجمعى خلال العقود القليلة الماضية تشعر وكأنها طلقات جهل أطلقت من ظلام القرون الوسطى لتستقر فى صدر الألفية الثالثة، عقول استهوت مبادلة التفكير بالتكفير والجدعنة والأصول بكاميرا المحمول والستر وعدم فضح الآخرين بالجرى وراء الترند، اختصرت العفة والأخلاق فى «الايشارب» واحلت دم من لا ترتدى غطاء الرأس.

يصعب على المرء تصور أن العقل الجمعى الذى أحبط وهدم مخططات الخونة الإخوان وأهل الشر فى ٣٠ يونيو يصبح مثل الثوب «المرقع» أجزاء منه نسجها التخريب المقصود والتسطيح المتعمد والتغريب الموجه وفرقته الأهواء شيعا واحزابا.

خلل العقل الجمعى أصبح لدينا مثل الأوبئة المستوطنة التى تجيد تغيير وظائفها حتى تتفادى تأثيرات اللقاحات والمضادات الحيوية، دماء نيرة فضحت فساد الضمائر وخراب الطوايا وكشفت الحاجة لعمليات نقل دماء أخلاق ودين صحيح وقيم نبيلة لشرايين مجتمع  يعانى من اختلال رهيب فى منظومة قيمه والتى كانت تعد حصنه الحصين الذى ينقذه دوماً من التفكك والانهيار.

ينتظرنا جميعاً مستقبل أسود اذا لم نسارع فى إصلاح عقلنا الجمعى باجتثاث كل العناصر المتطرفة من التعليم والاعلام والمؤسسات الدينية وإعادة الانضباط للشارع والمنزل وترميم فورى لكل الثقوب التى اعترت الشخصية المصرية.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.