دبلوماسي برازيلي: خدمتي بمصر امتياز حقيقي.. ويسعدني فخر المصريين ببلادهم

ابلو روميرو سكرتير أول بسفارة البرازيل
ابلو روميرو سكرتير أول بسفارة البرازيل

أربعة أعوام قضاها داخل القاهرة تنقل فيها بين العديد من الأماكن وشهد فيها عدة تقاليد جديدة خاصة أن مصر تعد ثاني محطة عربية يعمل بها خلال مسيرته الدبلوماسية.. بابلو روميرو سكرتير أول بسفارة البرازيل والمسؤول عن القسم السياسي والصحفي والعلاقات مع جامعة الدول العربية، منذ صغره، وحتى في الجامعة، كان مهتمًا بالعمل الدبلوماسي، كما كان منجذب إلى فكرة العيش في بلدان أخرى، في بيئات عالمية، مع الحفاظ في نفس الوقت على روابط قوية مع البرازيل واللغة البرتغالية لذلك بدأ عمله كدبلوماسي.

يقول رومير كانت تجربتي المهنية الأولى في السلك الدبلوماسي البرازيلي، في عام 2009. بعد فترة وجيزة من تخرجي من جامعة برازيليا، عملت لمدة عام تقريبًا كموظف ملحق في وزارة الخارجية قبل أن أصبح دبلوماسيًا، بدأت مسيرتي الدبلوماسية في الخارج محطتي الأولى كانت في بغداد / العراق (2012-2014) حيث شاركت في مهمة إعادة فتح سفارة البرازيل في العاصمة العراقية بغداد وكنت مسئولاَ عن القطاعين السياسي والقنصلي. بعد ذلك، تم تكليفي بالعمل بالسفارة البرازيلية في لاهاي / هولندا (2014-2018)، حيث كرست نفسي بشكل أساسي لمراقبة المحكمة الجنائية الدولية والمسائل السياسية، بما في ذلك مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وأوضح إن الخبرة الدبلوماسية تتطلب الكثير من التفاني، ولكنها توفر تجارب فريدة من نوعها من الناحيتين المهنية والشخصية. هذا يرجع إلى التنوع الكبير في الموضوعات التي نتعامل معها طوال حياتنا المهنية وفرص التعلم العديدة التي يوفرها التواصل مع الثقافات المختلفة. يتحدث بابلو البرتغالية لغته الأم، والإنجليزية والإسبانية والفرنسية بطلاقة، وهي اللغات المطلوبة في العمل الدبلوماسي، كما يدرس اللغة العربية منذ عدة سنوات ولديه معرفة جيدة بالفصحى، لكنه ما زلت يواجه صعوبات مع اللهجة العامية.

وأشار روميرو، إلى أن القاهرة مدينة مليئة بالأماكن ذات الجمال العظيم، فالقاهرة الإسلامية من بين الأماكن المفضلة لديه، والمساجد في شارع المعز ومسجد ابن طولون. كما يعتبر الأقصر من أكثر الأماكن إثارة للإعجاب، ليس فقط في مصر، ولكن على مستوى العالم، وذلك لما تتميز به من مزيج فريد من المناظر الطبيعية والتراث التاريخي الأثري. مضيفا انه أتيح له الفرصة للسفر في جميع أنحاء البلاد في السنوات القليلة الماضية، لكنه يرغب في التعرف على منطقة مرسى علم والدير الأحمر في سوهاج، وهي أماكن لم يقم بزيارتها بعد، وعن طعامه المفضل اكد انه مغرم جدًا بالطعام العربي بشكل عام، و كان يعرف القليل عن المطبخ المصري قبل مجيئه إلى القاهرة، واكتشف أطباق لذيذة مثل "الفتة" و"الملوخية" و"البامية باللحمة".

 وأضاف: مصر بلد مليء بالمعالم الطبيعية والتاريخية والثقافية ... أعتبره امتيازًا حقيقيًا أن اتيحت لي فرصة السفر في جميع أنحاء البلاد وزيارة شواطئها والإبحار في النيل وزيارة المواقع الأثرية القديمة. القرب من الثقافة الفرعونية له أهمية كبيرة بالنسبة لنا نحن البرازيليون، فنحن على الرغم من المسافة الجغرافية تعلمنا ودرسنا عن تاريخ مصر القديمة منذ سن مبكرة وخلال معيشتي هنا، تأثرت بديناميكية المرأة في مختلف مناطق المجتمع المصري. حيث إن وجود المرأة في القطاع العام وقطاع الأعمال لافت للانتباه. علي سبيل المثال لدينا في السفارة، العديد من الزميلات اللاتي يؤدين أعمالًا ذات جودة ممتازة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 كما اكد انه مغرم جدًا بدور مصر كمركز للثقافة في العالم العربي، بما في ذلك مجال الموسيقى. من بين مواهب الماضي، لا يمكن تجاهل أهمية السيدة أم كلثوم، أيضا السيدة أسمهان، التي برزت على الرغم من أصولها السورية كرمز للثقافة المصرية. أما في الجيل الجديد، فهو معجب بموهبة شيرين وصوتها و أعمال يوسف شاهين السينمائية الممتازة، و عن فريقه المفضل قال ولدت في سانتوس، في ولاية ساو باولو ، وهي مدينة ذات تقاليد عريقة في كرة القدم ، وأشجع فريق سانتوس لكرة القدم منذ أن كنت صغيرًا ،وهو أحد أهم الفرق في البلاد. ساهم هذا الفريق كثيرًا في شهرة المدينة والبرازيل، من خلال إطلاق نجوم مثل بيليه وروبينيو ونيمار.

وأشار انه على الرغم من الاختلافات التاريخية والثقافية بين مصر و البرازيل، هناك العديد من السمات التي تجمع بين شعبي البرازيل ومصر مثل الروابط الأسرية القوية وروح الدعابة والشغف بالموسيقى وكرة القدم، وبسبب تاريخنا هناك العديد من الاختلافات بين تقاليد واحتفالات البرازيل بلد متنوعة للغاية من الناحية الثقافية ولها تقاليد محلية مختلفة، اعتمادًا على المنطقة. من بين أهم أعيادنا، التي نحتفل بها في جميع أنحاء البلاد، عيد الميلاد وعيد الفصح ورأس السنة الجديدة وخاصة الكرنفال، وهو احتفال برازيلي بامتياز ، يعتبره الكثيرون "أكبر حفلة في العالم". كل عام في الصيف، في العديد من مدن البرازيل، يتم الاحتفال بالكرنفال مع الكثير من الموسيقى والمسيرات الأزياء وحفلات الشوارع. لسوء الحظ، لم نتمكن من الاحتفال به هذا العام بسبب الوباء كما تتزامن العطلة الصيفية في البرازيل مع عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة. هذه أوقات احتفالية للغاية، لم شمل الأسرة ووجبات عشاء واجتماعات مع الأصدقاء، والتي لسوء الحظ كان لا بد من مقاطعتها العام الماضي بسبب الوباء. في العام الجديد، من المعتاد الذهاب إلى الشاطئ قبل منتصف الليل لمشاهدة عرض الألعاب النارية وتبادل نخب العام الجديد مع العائلة والأصدقاء. لأنني ولدت وترعرعت على الساحل، فدائمًا كانت هذه العادة قوية جدًا في عائلتي. عيد الميلاد هو أيضا تاريخ خاص جدا. العشاء وتبادل الهدايا بين الأصدقاء والعائلة، بالنسبة لنا، يشبه إلى حد ما أعياد عيد الفطر وعيد الأضحى.

 بعد 4 سنوات من المعيشة في مصر ، نشأت عندي عاطفة خاصة جدًا لهذا البلد ذي الثقافة القديمة ، حيث كونت العديد من الأصدقاء. يسعدني أن أرى مدى فخر المصريين ببلدهم - أم الدنيا - وأتمنى ، في المستقبل أن تستمر مصر على طريق السلام والتقدم والازدهار واختتم المقابلة مؤكدا ان الآراء الواردة في المقابلة لا تتوافق بالضرورة مع المواقف الرسمية للحكومة البرازيلية.