حلم «آيات» لأطفال «جروان» يتحقق

آيات عبدالدايم وسط أطفال قريتها
آيات عبدالدايم وسط أطفال قريتها

بقلم : سمر نور

لفت نظرى مجموعة من الصور المنشورة على أحد مواقع التواصل الاجتماعى لعدد من الأطفال يقرأون وهم جالسون على مقاعد خشبية داخل غرفة ضيقة ومتربة، لا مناضد ولا ترتيبات لغرفة قراءة أو مكتبة، يلتقط الأطفال الكتب من صناديق «كرتونية».

ويقرأون بكل اهتمام وشغف، هؤلاء الأطفال زاروا مركز جروان» الثقافى قبل افتتاحه المقرر الخميس المقبل.. ‎تصف المتطوعة الثقافية وإبنة القرية آيات عبد الدايم هؤلاء الأطفال بأنهم مثل الأرض «الشراقي» المُتعطشة.

والتى لا يمكن زراعتها وإنباتها إلا بعد سقيها إلى حد الارتواء، والقراءة هى الماء الذى يحتاج إليه أطفال القرية، التى يزيد عدد سكانها على 24 ألف نسمة، وللأسف يخلو هذا المجتمع الريفى من المكتبات.

ومركز الباجور بكل ما يتبعه من قرى وكثافة سكانية تصل إلى نصف مليون نسمة ليس به سوى بيت ثقافة واحد وغير فاعل!.. ‎من هنا تأتى أهمية إقامة مركز ثقافى داخل وحدة تنمية محلية بالقرية وهى الفكرة التى نفذتها إبنة القرية «آيات عبد الدايم» بعد حصولها على «دبلومة» تنمية ثقافية.

وهى خريجة آداب ألمانى جامعة المنوفية، شغفها بالعمل الثقافى جعلها تدرس توثيق التراث والتنمية الثقافية بجامعة القاهرة، حيث تخصصت فى مجال الإدارة الثقافية، وتقول آيات عن ذلك: اهتممت بدراسة التنمية الثقافية من أجل مجتمعى الصغير، ودرست كيفية إقامة مشروع ثقافى يخدم القرية.

ولم يكن لديَّ فرص تمويل، فكان لابد من العمل بشكل مستقل، وكان البديل، الأنسب بالنسبة إلى البيئة المحيطة بى هو جمعية تنمية المجتمع المحلي، فهى جهة لها وضع قانونى، ولديها أصول، والدولة منحتها الحق فى ممارسة النشاط الثقافى، فتواصلت مع القائمين على إدارة الجمعية وعرضت عليهم فكرة إقامة مكتبة كبداية لخطوات أكبر.. ‎وتواصل المتطوعة المتحمسة حديثها إلينا قائلة: جاءت البداية فى نوفمبر الماضي.

واعتمدت الخطوة الأولى فى طريق أحلامى الكبيرة على التبرعات من أهالى القرية، حتى الأطفال شاركوا بمبالغ صغيرة، وتحكى آيات عن طفل تبرع بخمسة جنيهات، حتى وصل المبلغ إلى أربعة آلاف وخمسمائة جنيه لتجهيز الغرفة لاستقبال القراء بإمكانات بسيطة.

وقد خاطبت المتطوعة جهات ثقافية رسمية وتقول عن ذلك: استجاب المركز القومى لثقافة الطفل، وكان معنا منذ البداية، والهيئة العامة لقصور الثقافة أهدت إلينا ألف كتاب، أما الهيئة المصرية العامة للكتاب فقد أهدت إلينا 255 كتابًا، فى حين قدم إلينا المجلس الأعلى للثقافة 155 كتابًا.

وتكمل آيات قائلة: وقد تواصلت مع المركز القومى للترجمة فوعدوا بإرسال الكتب اللازمة، وبالتوازى حصلنا على تبرعات من شخصيات عامة مثل: الناشرة دينا الغمري، و د. محمد نور الدين، وزوجته د. سلوى العنترى التى تبرعت بمكتبة والدها الناقد والمؤرخ الموسيقى د.فرج العنتري.

وكذلك د. عماد أبو غازى وزير الثقافة الأسبق، وكل ما نحتاج إليه فى المركز الآن شاشة عرض كبيرة لعرض الأفلام للأطفال، وحاسب آلى»كمبيوتر» للأعمال الإدارية للمكتبة، كما أتمنى أن  تتحول ساحة المكتبة إلى مسرح لإقامة العروض وأنشطة الأطفال، وإقامة معارض فنون تشكيلية للوحات الموهوبين، وتضيف عن أحلامها: أفكر فى مشروع تنموى فنى يخص سيدات القرية لتعليم الحرف اليدوية والفنية.

اقرأ ايضا |الفائز بـ «تشجيعية القصة»: حارتى امتداد لعالم محفوظ