باختصار

تقبل.. بشرط!!

عثمان سالم
عثمان سالم

لا أدرى إن كان علينا أن نفرح أو نحزن إذا استمر مجلس علام فى قيادة اتحاد كرة القدم حتى نهاية مدته القانونية.. المؤكد أنه لا يسعد أحد ـ تقريبًا ـ إعادة ولاية الفيفا على الكرة المصرية مرة أخرى عبر لجان مؤقتة تدير المنظومة وفق أهواء القائمين عليها، ومن العار أن تكون مصر المؤسسة للاتحاد الأفريقى والعضو الأقدم فى الدولى بلا هوية أو رؤية مستقبلية للعبة الشعبية الأولى..

الانتخابات لا تُفرز ـ غالبًا ـ الأفضل بحكم التربيطات التى جاءت بمجلس أغلبه ممن لم يرتدوا «الشورت» حتى على الشاطئ، وكان بينهم اثنان فقط من نجوم اللعبة؛ هما حازم إمام ومحمد بركات، وكانت البداية صادمة عندما تجاهلوا.. أى الكابتن حازم المكلف بالتفاوض مع كيروش ليستمر أو يرحل ويأتى بديل أجنبى، وهو الأمر الحاصل هذه الأيام، ويبدو أن جمال علام تلقى تعليمات باختيار مدرب وطنى وكان إيهاب جلال المرشح الأبرز من حسام حسن على الأقل.. ورغم الأصوات العالية التى طالبت بعدم إتمام إجراءات التعاقد، وظلت الجبلاية تناور حتى أصبحنا على بُعد أيام قلائل من بداية التصفيات، ولم يكن لدينا بديل عن المدرب الوطنى..

ثم كانت الطامة الكبرى بفوز هزيل على غينيا وخسارة كارثية أمام إثيوبيا، وكان من الطبيعى أن تسجل كوريا فوزاً تاريخياً على منتخبنا (4/1) فى واحدة من أسوأ حالات المنتخب، حتى وهو يعانى غياب تسعة لاعبين أساسيين بينهم النجم محمد صلاح..

ولا نريد أن نخوض فيما ارتكبه رئيس الاتحاد من تصرف غير إنسانى وهو يُعلن عن إقالة جلال وهو على متن الطائرة المتجهة إلى سول.

وأتصور أن أخذ العبرة من الأحداث يصبح استفادة كبرى إذا قبلنا باستمرار هذا المجلس وتعلم هو الدرس بأن يفتح صفحة جديدة فى سجل الكرة المصرية من بداية احترافية صحيحة بالإصلاح فى كل الملفات، أولها وأهمها إعادة صياغة قطاع الناشئين فى كل الأندية وتخليصها من الفساد المستشرى بين جوانبها، وأن تضع المصلحة العامة سواء فى النادى أو المنتخب قبل أى اعتبارات شخصية، وأن يعود نظام الكشاف للبحث عن المواهب وما أكثرها فى مصر، فالعيب كل العيب ألا نجد بين أكثر من مائة مليون مواطن 20 لاعباً محترفاً فى الخارج بخلاف المحليين يقوم على عاتقهم سمعة الكرة المصرية، وأن يعاد النظر فى نظام المسابقات الحالى الذى يستنزف قدرات اللاعبين والأندية بدون عائد فنى يوازى حجم الصرف والجهد المهدر..

وإذا كانت المسابقات البادئة فى التغيير عبر رابطة الأندية، فإنها ليست الحلقة الوحيدة فى المنظومة هناك لجنة الحكام بكل ما لها وما عليها وإدارات أخرى مهمة مرتبطة..

وإذا نجح المجلس المنتخب فى التعاقد مع مدرب أجنبى كفء، مع مدير فنى محترف ومدير للجنة الحكام، وأن تعمل العناصر الأخرى لإنجاح المنظومة، خاصة الإعلام الذى أصبح أغلبه معول هدم لكل ما هو جميل بحكم المصالح التى ضربت المهنة فى الصميم عبر أشخاص تم شراؤهم لتبنى وجهات نظر قد تكون ضد المصلحة العامة.. والشواهد كثيرة بكل أسف..

أعتقد إذا نجحنا فى اختيار أشخاص أكفاء لإدارة المنظومة عبر خبرات أجنبية عالية المستوى يمكن أن تشهد إصلاحاً خلال أربع سنوات وهو ما طالب به كيروش كشرط أساسى للعودة للعمل فى مصر، وأن يحصل على صلاحيات فنية كاملة وأن يكون التعامل مع شخص واحد ذكره بالاسم وهو حازم ربما لأنه حلقة الوصل فى التفاوض..

لا نُريد أن ينتهى مهرجان لطم الخدود من دون إصلاح حقيقى لمنظومة كرة القدم التى يعشقها الشعب المصرى فى أجواء الغلاء والبطالة وضيق ذات اليد!!