مصير غرفة العنبر.. كنز الحرب العالمية الثانية الضائع

غرفة العنبر
غرفة العنبر

مازالت أسرار الحرب العالمية الثانية لم تكشف بعد حتى مع مرور الوقت، فهناك ما تم الكشف عنه وآخر مخفي وغير معلن، وهناك ما تحول مع الزمن إلى لغز ارتبطت بطلاسمه الكثير من النظريات التي تحاول حله ورغم ذلك تبقى الحقيقة الوحيدة هي النتيجة سقوط قوات هتلر على يد الحلفاء واختفاء "غرفة العنبر" والتي يعود تاريخها إلى عام 1701.


على الرغم أن الكهرمان أو العنبر هي مواد عضوية متحجرة من الأشجار الصنبورية المنقرضة والتي تحجرت وتشكلت منذ آلاف السنوات في مناطق الغابات الصنبورية وليست ضمن قائمة الأحجار الكريمة إلا أنها كانت السبب في كتابة سطور جديدة في كتب التاريخ وذلك عندما قرر النحات الألماني "اندرياس شلوتر" استخدام العنبر لأول مرة في الديكور الداخلي لجدران غرفة أول ملك لبروسيا "فريدريك الأول" وزوجته الملكة "صوفي شارلوت" في قصر "شارلوتنبورج" في برلين عام 1701 بحسب موقع " sky history".

اقرأ أيضا: أول مريض يتخلص من حياته بطريقة قانونية بمساعدة طبيبه في إيطاليا


ونظرا لكونها المرة الأولى لاستخدام العنبر أو الكهرمان في الديكور الداخلي ابتكر شلوتر طريقة جديدة لتكوين ألواح العنبر حيث تم تسخينها في البداية ومن ثم غمسها في منقوع من العسل وبذور الكتان لتستقر في النهاية على ألواح من الخشب مغطاة بأوراق ذهبية أو فضية ومزينة بالمجوهرات النفيسة.

 


ونظرا لصعوبة العملية احتاج تأسيس جدران الغرفة وقت طويل حتى وفاة الملك "فريدريك الأول" وزوجته وفي عام 1707 تم أخيرا تركيب جدران الغرفة في قصر برلين ليقع قيصر روسيا "بطرس الأكبر" في حبها ليقرر فريدريك وليام الأول ابن ملك بروسيا إهدائها له كدليل على التحالف بين بروسيا وروسيا ومنذ عام 1716 انتقلت غرفة العنبر الأعجوبة الثامنة في العالم إلى روسيا بعد تفكيكها ونقلها هناك.


ولكن لم يستمر احتفاظ روسيا بأكثر القطع التاريخية المميزة الثمينة والتي يقدر قيمتها بـ 294 مليون دولار في العصر الحديث سوى قرنين من الزمن ففي عام 1941 ومع الحرب العالمية الثانية تمكنت قوات هتلر بعد السيطرة على "لينينجراد " -سانت بطرسبرغ حاليا- على تفكيك غرفة العنبر في 36 ساعة ونقلها إلى ألمانيا وبعد عامين وتوجه كفة الانتصار إلى الحلفاء اختفت غرفة العنبر لتصبح لغز التاريخ التي انتشر حولها النظريات.


لتكون أولى هذه النظريات أن غرفة العنبر قد تم تدميرها وتحولت إلى رماد مع قصف الحلفاء لقلعة "كونيجسبيرج" حيث تم اكتشاف بقايا محترقة لـ 3 من 4 فسيفساء فلورنسية كانت موجودة في غرفة العنبر ولكن دعمت نظرية أخرى وجود الغرفة مخبأة تحت المدينة الألمانية في متاهمة الأنفاق والغرف حينما قرر هتلر نقلها إليها مع اقتراب تقدم الحلفاء ولكن لم يتم العثور عليها في أي مكان متوقع لتكون النظرية الأخيرة هي تدمير الغرفة عند محاولة نقلها على متن سفينة ألمانية تم تدميرها مع نهاية الحرب ولكن لم يتم العثور أيضا على الحطام.


ووسط كل هذه النظريات ظلت غرفة العنبر التاريخية مختفية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ورغم أن الحكومة السوفيتية قررت عام 1979 بناء غرفة طبق الأصل منها بتكلفة 11 مليون دولار إلا أن البديل لن يساعد يوما على نسيان غرفة العنبر الأصلية ويرى البعض أن الحل يكمن في استمرار البحث ليظل البحث عن أعظم كنز مفقود في العالم لم ينته بعد.