«فاينانشيال تايمز»: ارتفاع معدلات دخول المستشفيات لمرضى كوفيد في أوروبا

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تشهد البلدان الأوروبية ارتفاعًا في حالات دخول المستشفيات لمرضى فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" لأسباب تعود أغلبها إلى موجة عدوى جديدة من متغيرات سلالة أوميكرون الفرعية، ما اعتبرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية جرس إنذار لاحتمالية تعرض العالم لموجة جديدة من المرض، لاسيما مع ضعف المناعة المكتسبة ضد سلالة أوميكرون ورفع القيود الوبائية في العديد من البلدان .

وذكرت الصحيفة (في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي حول هذا الشأن) أن معدلات الاستشفاء ارتفعت في بلدان أوروبية عديدة، بما في ذلك فرنسا وإنجلترا، وفقا لبيانات جمعتها الصحيفة، وأظهرت أيضا أن المتغير BA.5 من أوميكرون أصبح يمثل الآن أكثر من 80% من عدد المرضى في مستشفيات البرتغال. أما في ألمانيا ارتفعت معدلات الاستشفاء منذ أكثر من أسبوع، حيث تضاعفت نسبة الإصابات بفيروس كوفيد-19 المنسوبة إلى BA.5 في نهاية الشهر الماضي .

وحذر خبراء الصحة، في تصريحات خاصة للصحيفة، من أن الانخفاض واسع النطاق لأدوات الاختبار المعملية والمراقبة الصحية قد يضران بقدرة البلدان على اكتشاف الطفرات الجديدة والاستجابة بسرعة، مما قد يؤدي إلى موجات جديدة في وقت لاحق من العام من شأنها أن تضغط على الأنظمة الصحية مرة أخرى وربما يكون احتواؤها أكثر صعوبة .

واعتبر لورانس يونج،عالم الفيروسات في جامعة وارويك بالمملكة المتحدة، أن أكبر مصدر للقلق حاليا هو أننا تخلينا عن الحذر إلى حد كبير، بحسب قوله، مشيرًا إلى أن السؤال الرئيسي الذي يفرض نفسه حاليا داخل الأوساط الطبية يتعلق بكيفية تطور الوضع في نصف الكرة الشمالي عندما تدخل أشهر الشتاء، حيث تكافح الأنظمة الصحية مع فيروسات الجهاز التنفسي الموسمية بالإضافة إلى احتمال وصول متغيرات جديدة .

من جانبه ، قال بيوتر كرامارز، رئيس قسم المراقبة في المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها: إن المتحورين الفرعيين الجديدين (بي إيه.4 وبي إيه.5) من سلالة أوميكرون يحتويان على ما يسمى بـ"عنصر الهروب المناعي"، مما يعني أنه لا الإصابات السابقة ولا اللقاحات يمكن أن توفر الحماية القوية المطلوبة لمكافحته، مشيرا إلى تسجيل حالات إصابة لأشخاص تلقوا ثلاث جرعات من اللقاحات، على الرغم من وجود أدلة بأن اللقاحات استمرت في توفير حماية نوعية ضد التدهورات الصحية المُحتملة نتيجة الإصابة.

وفي ألمانيا، ارتفعت معدلات دخول المستشفيات خلال الأيام العشرة الماضية بعد انخفاض استمر لمدة 10 أسابيع متتالية، على الرغم من أن المستويات الحالية لاتزال واقفة عند ربع معدلات ذروة مارس الماضي، والتي هيمنت عليها المتغير بي اية.2.غير أن معدلات الإصابة بـ” بي ايه.5” من بين إجمالي الإصابات في البلاد تضاعفت في الأسبوع الأخير من مايو الماضي إلى حوالي 10%..مع ذلك، يعكف العلماء على تحديد ومعرفة السبب الدقيق وراء الزيادة الطفيفة في معدلات دخول المستشفيات في أجزاء من أوروبا، ويقول أنطوان فلاهولت، مدير معهد الصحة العالمية بجامعة جنيف "من الصعب جدًا التمييز بين قابليته للانتقال بشكل أكبر أو ما إذا كان يفلت من ضعف المناعة المكتسبة من اللقاحات".

وأوضحت "فاينانشيال تايمز" أخيرا أن المستشفيات في انجلترا، سجلت متوسط 639 حالة يومية جديدة بكوفيد في نهاية الأسبوع الماضي، بزيادة 29% عن عطلة نهاية الأسبوع السابقة، ولكن لا يزال أقل من ثلث الذروة خلال موجة BA.2 في أبريل. وقالت: أنه على الرغم من أن أرقام الاستشفاء لا تزال في ارتفاع، إلا أن هناك إشارات قليلة على أن النمو الأسبوعي قد يتباطأ، فيما حذر خبراء من أنه من السابق لأوانه القول بأن الموجة الحالية ستظل في حالة سكون، بنحو تزيد معه احتمالات اقتراب الذروة!.