كنوز| ذكرى وفاة تماضر توفيق.. أول إعلامية تتـرأس التليفزيون المصري

الإعلامية تماضر توفيق
الإعلامية تماضر توفيق

مضى 21 عاماً على غياب الرائدة الإعلامية الكبيرة تماضر توفيق التى غيبها الرحيل فى 8 يونيو 2001، وهى أول إعلامية تتولى رئاسة التليفزيون المصرى.

ومسيرتها الإعلامية الرائدة حافلة بالإنجازات التى تشهد لها، ولهذا تحيى صفحة «كنوز» ذكرى رحيلها الـ 21 ولدت تماضر توفيق فى 9 فبراير 1921 بالسنبلاوين بمحافظة الدقهلية، تخرجت فى كلية الآداب قسم اللغة الانجليزية بجامعة القاهرة عام ‏1942‏، عملت فور تخرجها صحفية فى وكالة الأنباء المصرية، وهى تنتمى إلى أسرة تضم اثنتين من أهم المبدعات المصريات.

فى تاريخ الفن والإعلام، فشقيقتها الأولى هى الفنانة الكبيرة محسنة توفيق، وشقيقتها الثانية الإذاعية فضيلة توفيق المعروفة باسم «أبلة فضيلة» صاحبة البرنامج الإذاعى الشهير «غنوة وحدوتة»، التحقت تماضر توفيق بالإذاعة عام ‏1946‏ لتصبح فى طليعة الأصوات التى تقدم نشرات الأخبار، ودفعها عشقها للدراما إلى السفر لدراسة الفن الإذاعى فى هيئة الإذاعة البريطانية.

وبعد عودتها أُسند إليها منصب رئيس قسم التمثيليات بالإذاعة، وقراءة نشرات الأخبار، وتقديم برنامج «ورقة وقلم»، وبرنامج «عشرين سؤال»، وبرنامج «وجها لوجه» الذى تناولت فيه مشاكل الجماهير بموضوعية وجرأة، واستضافت فى إحدى حلقاته «يورى جاجارين» أول رائد فضاء سوفيتى ينزل على القمر. 

وكانت مسيرتها المهنية المُشرفة بالإذاعة سببًا فى أن تكون ضمن أول بعثة تسافر إلى الولايات المتحدة لدراسة الفن التليفزيونى عام 1957 لمدة 5 شهور قبل افتتاح التليفزيون بثلاث سنوات، وانضمت لورشة التحضير للحظة إطلاق التليفزيون المصرى، وفى عام 1960 سافرت فى بعثة ثانية للولايات المتحدة، لدراسة الإخراج التليفزيونى، وأصبحت أول مخرجة فى تاريخ التليفزيون المصرى.

فى البرامج الثقافية التى عملت مراقباً عاماً لها ومشرفة على البرامج التعليمية ومديراً للمراقبة العامة للتخطيط والمتابعة، ثم تولت منصب وكيل التليفزيون لشئون البرامج‏،‏ وترأست القناة الثقافية، التى جعلتها منافسًا قويًا للقناتين الأولى والثانية،‏ باستقطاب الكُتَّاب والأدباء والمفكرين والعلماء‏، وقد تولت رئاسة التليفزيون عام‏1977 فأصبحت أول إعلامية تتولى رئاسة التليفزيون.

وظلت تشغل المنصب حتى 1985 إلى أن غادرت الدنيا بعد رحلة عطاء حافلة بالريادة والإنجازات فى 8 يونيو 2001، وقد رثاها الكاتب الكبير أحمد بهجت فى عموده «صندوق الدنيا» قائلا: «لم تكن السيدة تماضر توفيق مجرد رئيسة للتليفزيون، يعنيها شأن الإدارة وترتيب أموره، إنما كانت نجمًا من نجوم الإذاعة، وروحًا بثته فى التليفزيون، فى بداية حياته ونشأته، كانت تعرف ما الذى يعنيه التليفزيون، وأى قدرة تتمثل فى شاشته الصغيرة»، وكتب عنها بعد رحيلها الشاعر فاروق شوشة مقالاً فى الزميلة «الأهرام».

يقول فيه: «لم تكن كغيرها من الرائدات فى مجال العمل الإذاعى والتليفزيونى، لا تكاد تشبههن فى شىء، ‏فهى أكثرهن وعيًا وثقافةً واستنارة‏ً، وأكثرهن جرأةً وشجاعةً فى الحق، والتمسك بما تراه عدلًا وصوابًا، وأكثرهن انضباطًا فى العمل، وبُعدًا عن المجاملة، وكراهيةً للنفاق والمداهنة، ‏وأكثرهن إيمانًا بالعقل فى كل ما تواجهه من قضايا ومواقف،‏ لم يكن يحبها الجهلاء والأدعياء، ‏لأنها سرعان ما تكشف زيفهم وادعاءهم، ‏وكان يرهبها المنحرفون والفاسدون، لأنها كانت تواجههم مباشرة بفسادهم وانحرافهم».‏

اقرأ أيضا

في ذكرى وفاة محسنة توفيق.. فازت بجائزة الدولة التقديرية 2013