أسوأ 5 قراراتٍ اتخذها البشر عبر التاريخ أدت إلى عواقب كارثية

أسوأ 5 قراراتٍ اتخذها البشر عبر التاريخ .. أدت إلى عواقب كارثية
أسوأ 5 قراراتٍ اتخذها البشر عبر التاريخ .. أدت إلى عواقب كارثية

قبل البدء بالأسوأ، يجب علينا أن نذكر أنه وخلال تاريخ البشر قد تم اتخاذ العديد من القرارات الذكية والمذهلة والتي اوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم، ولكن وكما أن العقل البشري قادر على الإبداع بإيجابية فهو خلاق في الذهاب إلى أقصى حدود السذاجة واليوم نستعرض عشرة من هذه "الإبداعات" ونتائجها الكارثيّة.

 تعبئة منطاد (هيندين بيرج) بالهيدروجين

كارثة هيندنبرج
بحلول منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، كانت مناطيد (ريجيد–Rigid) والمعروفة باسم (زيبيلينز–Zeppelins) قد أقلت عشرات آلاف الركاب لملايين الأميال طوال ثلاثين عاماً، وكانت قد سافرت هذه المركبات الألمانيّة لأكثر من 2000 رحلة دون وقوع أي إصابات أو حوادث.

حلقت شعبية شركة (زيبيلينز) عاليّاً وأعتقد الجميع أنها موجة المستقبل، كما أن مناطيدها قد حققت رقماً قياسيّاً جديداً للشركة حيث أقلّت المناطيد المسافرين فوق المحيط الأطلسي برفاهية وأناقة بما مجموعه 60 ساعة من الرحلات الجوية، كان هذا الأمر مذهلاً بالنسبة لشركة طيران في ذلك الوقت.

اعتقد الجميع أن هذه المناطيد ستحتل خطوط السفر العالميّة، كان ذلك حينما وقعت الكارثة.

حدث ذلك في 16 من الشهر الخامس لعام 1937م، وحدث لمنطاد (هيندين بيرج) والذي عد في ذلك الوقت أهم منطاد ذو محرك، وأكبر المناطيد في أسطول الشركة، حيث كان بضعفي ارتفاع وبثلاثة أضعاف طول طائرة (Boeing 747 jumbo jet).

كان المنطاد قد حظي برحلة جويّة هادئة عبر المحيط الأطلسي لكن ما إن حاول أن يرسو للهبوط في (ليكهورست–نيوجيرسي) حتى اندلعت النيران فيه فجأة.

التهمت النيران المنطاد بالكامل خلال 37 ثانية من بدء الحريق، توفي 35 شخصاً من بين 97 مسافر، كما توفي لاحقاً شخص على الأرض متأثراً بإصاباته.

دمرت الكارثة عهد هذا النوع من التنقلات، وبالأخص لكون الحدث نقل وبث على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، وبإمكانك مشاهدة المقطع هنا.

ألقي باللوم على مخربين، إذ أن (هيندين بيرج) لم تكن مصدر فخر لشركتها المصنعة فحسب، بل لألمانيا بأكملها، وقد كانت رمزاً للتجدد تحت حكم النازيين.

آخرون اتجهوا للوم النازيين، لوجود رسائل تهديد وقيل أن ما سبب الحريق هو إطلاق عيارٍ ناري، فيما قال البعض الآخر أنّ المسبب هو حدوث احتكاك أدى لنشوء شرارة سببت الحريق.

مهما كان سبب اندلاع الحريق، فإن هذه الكارثة لم تكن لتقع لولا قرار الشركة بملء مناطيدها بالهيدروجين سريع الاشتعال بدل أن تستخدم بديلاً أقل احتراق كالهيليوم مثلاُ، فلو أنّ (هيندين بيرج) ملء بالهيليوم (كما يحصل اليوم في المناطيد الحديثة) فلم تكن لتستطيع أي شرارة أو طلقة أن تحوّل المنطاد إلى حطامٍ ملتهب في أقل من دقيقة.

 فشل شركة (ديكا ريكوردس) في توقيع عقد القرن

الفرقة الموسيقية البريطانية 

قام (بريان إبستن) وهو مدير أعمال مجموعة موسيقية لم يكن قد سمع بها أحد، باصطحاب مواهبه الشابة في يوم رأس السنة من عام 1962م من أجل القيام باختبار أداء كانت تجريه شركة (ديكا) للإنتاج في استديوهاتهم في (ويست هامبستيد) شمال (لندن) استعدت الفرقة بعد ضبط آلاتهم الموسيقية وبدؤوا أداءهم، حيث قاموا بتقديم 15 أغنية أمام شخص يدعى (ديك رو). كان (رو) مسؤولاً تنفيذيّاً عالي الشأن في الشركة بالإضافة لكونه أحد أهم مكتشفي المواهب في ذلك الوقت.

بعد انتهاء العرض جاء قرار (رو) صادماً، فقد قرر عدم توقيع العقد مع الفرقة، معلقاً بأن ”فرق عزف القيثارات في طريقها إلى الخروج من الساحة.

غادر (إيبستن) وفرقته محبطين للغايّة لكون عامهم الجديد قد بدأ بخيبة أمل على الجانب الآخر، اعتقد (رو) أن عامه قد بدأ بضربة حظ مبشرة، حيث استمع في نفس اليوم إلى أداء فرقة أخرى أتت لتجارب الأداء وأعجبته للغاية و كانت تلك الفرقة هي (Brian Poole and the Tremeloes).

لم يكن قرار (رو) سيئاً في حد ذاته، فقد حققت الفرقة التي اختارها نجاحاً لا بأس به ضمن المملكة المتحدة، حيث أنهم وصلوا إلى قوائم المملكة المتحدة في عام 1963م عن إعادة أدائهم لأغنية (Twist and Shout) لفرقة (Isley Brothers)، اتبعها نجاحهم الساحق في إعادة أداء (Do You Love Me) لفرقة (the Contours).

كما حققوا نجاحاً باهراً في العام الذي تلاه عند أدائهم لأغنية (Candy Man) للمغني (Roy Orbison) والتي نالت استحسان البريطانين، تبعها تأديتهم أغنية (Someone, Someone) لفرقة (Crickets).

في الحقيقة القرار السيء الذي اتخذه مكتشف المواهب هذا هو رفضه لفرقة (إيبستن) والتي لم تكن سوى فرقة (البيتلز الفضّيون) والذي تحوّل اسمهم لاحقاً إلى (البيتلز). كان هذا الحدث سبباً في جعل اسميّ (رو) وشركة (ديكا) مرادفين للقرارات السيئة، وإساءة الحكم الكارثيّة تجاريّاً.

 القفزة العظيمة للأمام

صورت البروباجندا الصينية "القفزة العظيمة" على أنها طريق النجاح والتفوق، ولكن نتائجها كانت كارثية.

كانت الصين في فترة الخمسينيات من القرن الماضي في أمسّ الحاجة إلى الانتقال من كونها دولة زراعيّة إلى تحولها إلى دولة صناعيّة.

وقد كانت العديد من البلدان الأخرى قد بدأت تدريجياً بالتحول وذلك عن طريق حشد رؤوس الأموال وشراء الآليات الثقيلة، لكن وبالنسبة للصين فلم تكن تملك لا المال ولا الوقت لعملية انتقال تدريجيّة، لكون تعدادها السكاني المتزايد قد بدأ بالفعل بالتفوّق على الموارد المتاحة وبسرعة كبيرة، ناهيك عن كونها دولة فقيرة في الأساس ما منعها من تجميع رؤوس أموال بسرعة كافية من أجل عملية التحوّل اللازمة، وهكذا قرر رئيس جمهورية الصين الشعبية (ماو تسي تونج) بصحبة أصدقائه ومساعديه من الحزب الشيوعي حشد جهود سكان الصين بتعدادهم الهائل، وجَعَلهم ينتقلون من العمل في المزارع إلى البدء بأعمال صناعيّة محولاً الصين إلى دولة صناعيّة تعتمد على اليد العاملة بدل الاعتماد على الآلات الثقيلة والمصانع والتي كانت معدودةً في ذلك الوقت. حدث ذلك في عام 1958م، وكانت تلك هي لحظة ولادة "القفزة العظيمة إلى الأمام".

تنص حملة "القفزة النوعية إلى الأمام" على نقل الصين في فترة قصيرة من كونها دولة تعتمد على الاقتصاد الزراعي إلى جعلها تصبح عملاقاً صناعيّاً لسوء الحظ فقد تبين أنّ فهم (ماو) وخبرته الاقتصادية لم تكونا على القدر المطلوب لنجاح هذه القفزة، وتكشّفت خططه لتبدو غير واقعيّة على الإطلاق.

قام (ماو) بعصفٍ ذهنيٍّ جعله يقرر أن زيادة إنتاج الفولاذ –وهو المعيار الأساسي للتطور الصناعي –لا تحتاج إلى أي انتظار، كما أنه لا يتطلب تطويراً للبنى التحتيّة كمصانع الصلب، وليس هنالك من داعٍ لتدريب أيدٍ عاملة خبيرة. عوضاً عن كل ما سبق يمكن للصينين أن ينتجوا الفولاذ باستخدام أفران الصهر المتوفرة في بلدياتهم (والتي دُعيت بأفران الفناء الخلفي الحرفيّة).

وبالفعل، بدأ العمل استخدم المدنيون في تشغيلهم الأفران مختلف ما توفر لديهم من أنواع للوقود، بدءاً بالفحم وانتهاء بالأثاث الخشبي بل وحتى أخشاب التوابيت. وحينما لم يجد السكان حديداً خاماً قاموا بإذابة أيما توفّر لديهم من أغراض فولاذيّة.


عائلة صينية تعاني من الجوع إبان حكم ماو تسي تونج.

تبيّن لاحقاً أن صناعة الفولاذ ليست بالأمر البسيط، فقد كانت العوارض التي تم إنتاجها ذات جودة منخفضة للغايّة ما أدى إلى سهولة تكسرها، وكان ما خرج من أفران الفناء الخلفي بعيداً كل البعد عن الفولاذ، فكان ما يعرف بـ (Pig iron) أو حديد الزهر، وهو حديد يحتاج إلى نزع الكربون منه حتى يتحوّل إلى فولاذ، وحدث أنه وفي بعض المناطق التي افتقرت لمهارة إذابة وتصنيع الحديد والتي لم يكن لديها معرفة بمهنة الحدادة، أن كان حديد الزهر الذي أنتجوه غير قابل للعلاج ولم يكن من الممكن الاستفادة منه أو تحويله إلى فولاذ.

 الخطأ الذي ارتكبته اليابان في افتعالها حرباً مع الولايات الأمريكيّة المتحدة

يو إس إس ويست فيرجينيا ويو إس إس تينيسي أثناء احتراقهما جراء الغارات الجوية اليابانية على بيرل هاربور.

بحلول عام 1941م، كانت اليابان غارقة من رأسها وحتى أخمص قدميها في حربها مع الصين، ولم يكن يلوح في الأفق أي قارب نجاة لينقذها، كما أنها كانت وضعت تحت عقوبات اقتصاديّة أمريكيّة وبريطانيّة. ولحل هذه المشاكل اتخذت اليابان أسوأ حلٌّ يمكن أن يخطر على بال أحد، فقد قررت أن تقوم بالتحريض على بدء حربٍ مع الولايات الأمريكيّة المتحدة.

بالنظر إلى جذور المشكلة، فإن أحد أسباب نشوب تلك الحرب هو عدم رضا الولايات المتحدة عن العدوان الياباني على الصين والذي بدأ في استيلاء اليابان على (منشوريا) عام 1931م، والذي اتبعه غزو مباشر في عام 1937م. كان من سوء حظ اليابان وجود علاقات طيبة وديّة واقتصاديّة بين الولايات المتحدة والصين، وذلك بفضل البعثات التبشيريّة التي أرسلت على مدى عقود من قبل الولايات المتحدة.

استمرت اليابان بصب الماء على الزيت حينما استولت عام 1940م على منطقة الهند الصينيّة الفرنسيّة الأمر الذي أدى في نهاية الأمر إلى زعزعة أمن المنطقة بالكامل.

بعيداً عن عدوانيّة اليابان وأسلوبها العنيف فقد باتت الآن تشكل تهديداً مباشراً لأمريكا وبريطانيا، حيث أنها أصبحت على مقربة شديدة من المستعمرات الأمريكية في الفلبين، والمستعمرات البريطانية في (مالايا) و(بورما).

تمثل رد الولايات المتحدة حينها بفرض عقوبات شديدة وقاسيّة إلى أن تراجعت القوات اليابانية من الصين ومن منطقة الهند الصينيّة الفرنسيّة، شملت العقوبات حظراً على بيع العديد من المنتجات الحيويّة بالنسبة لليابان مثل النفط، كما جمدت الأصول اليابانيّة في الولايات المتحدة.

تبعت هولندا وبريطانيا خُطى أمريكا وقامتا بفرض العقوبات أيضاً، وقد كان ذلك بمثابة ضربة قويّة لليابان حيث كانت حقول النفط التابعة لهولندا في جزر الهند الشرقيّة الهولنديّة (اليوم إندونيسيا) تعمل على تغذيّة الاقتصاد الياباني.

كلّفت هذه العقوبات اليابان 75% من تجارتها عبر البحار وخسارتها 90% من نفطها، لكن هذه لم تكن هي الخسارة الوحيدة، إذ أنّ احتياطي النفط الياباني لم يكن يكفي سوى لثلاثة سنوات إن لم تكن اليابان في حالة حرب ولثمانية عشر شهراً عكس ذلك.

شكلّ هذا الأمر معضلة بالنسبة لليابان؛ هل يجب على اليابان الاستسلام أمام العقوبات المفروضة؟ أم عليها الخوض في حرب جديدة والاستيلاء على الموارد؟ الموارد التي تمثلّت بنفط جزر الهند الشرقيّة الهولندية، ومطاط (مالايا) البريطانيّة وهما الموردين الذين ارتكز عليهما اقتصاد اليابان.

في نهاية الأمر أدى الكبرياء والرغبة بحفظ ماء الوجه إلى أن تختار اليابان الحرب، يدفعها الخوف من أن يتم تحويل البلد إلى دولة تتبع لأمريكا، وقد تساءلت اليابان عما سيمنع الولايات المتحدة من أن تعود لفرض المزيد من العقوبات في المستقبل إن هم رضخوا؟

طمح اليابانيون بحرب قصيرة الأمد، تتميز بانتصارات مبكرة ومذهلة تدمي انف أمريكا العملاق وتجعلها تدرك مدى جديّة اليابان، فقاموا بضرب (بيرل هاربور)، وأرادوا بعد ذلك تأسيس حائط دفاعي بعيد في منطقة المحيط الهادئ وآسيا ليشنوا من خلفه حرباً دفاعيّة.

أمِل اليابانيون أن يدفع العقل التجاري الذي تميّز به أعداؤهم بأن يقوموا بحساباتهم وأن يستنتجوا أن هذه الحرب لا تستحق المال والجهد الذين سيبذلا في سبيلها وأن الأمريكيين سيلجؤون في نهاية الأمر للبدء بالمفاوضات من أجل وضع تسويّة، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

يجب علينا أن نتخيل مدى التباين من حيث القوة العسكرية بين البلدين حتى نفهم سبب فشل خطة اليابانيين، فلنقارن حاملات الطائرات بالنسبة للبلدين خلال فترة النزاع البحري. بدأت اليابان حربها ب 10 حاملةً للطائرات، وخلال الحرب أنتجت 5 حاملات تضاف لسابقتها، فيصبح مجموع حاملات الأساطيل البحرية 15 حاملة ضخمة، يضاف لها 5 حاملات خفيفة و 5 حاملات مرافقة والتي تعرف باسم (Baby flattops). على الجانب الآخر بدأت الولايات المتحدة حربها ب 7 حاملات، وحينما انتهى النزاع كان مجموع ما لديها من حاملات هو 160 حاملة، تضمنت 24 حاملة ضخمة والقادرة على حمل ما بين 90 إلى 119 طائرة، و 9 ناقلات خفيفة والقادرة على حمل 35 طائرة وما يقارب ال125 ناقلة مرافقة والقادرة على حمل من 24 إلى 30 طائرة.
وهكذا كان على اليابان أن تحسب حسابها!

إعلان (هتلر) حرباً بلا رحمة على الولايات المتحدة

في هذا الخطاب ضمن مبنى الرايخستاج، قام هتلر بإعلان الحرب على الولايات المتحدة الأميركية.

لا يمكن بالطبع الحديث عن الأخطاء الفادحة بدون التحدث عن (هتلر) تحدثنا سابقاً عن قرار اليابان، والذي بالرغم من كونه قراراً سيئاً للغاية إلا أنه من الممكن أن نجد مبررات وأن نرى للأمر من وجهة نظرهم، حيث أنهم اعتقدوا أن حربهم هذه ستوصلهم لنتيجة مرضية وتخلصهم من العقوبات التي فرضت عليهم.

على الجانب الآخر لم يستطع أي مؤرخ أن يجد مبرراً لقرار (هتلر) والذي كان قراراً بعيداً كل البعد عن التفكير العقلاني والمنطقي، إذ أنه لم تكن قد مضت فترة وجيزة على هجوم (بيل هاربور) حتى أعلن (هتلر) حربه على الولايات الأمريكيّة المتحدة.

وقت هذه الحادثة في ثلاثينيات القرن الماضي، وقد بدأت بتوقيع ألمانيا النازيّة وإيطاليا الفاشيّة اتفاقاً يقتضي بمعاداة الشيوعيّة وكان الاتفاق موجها بالأخص ضد الاتحاد السوفيتي. عُرف هذا الاتفاق باسم محور برلين-روما الاسم الذي اشتق منه لاحقاً وخلال الحرب العالميّة الثانية اسم ”محور القوى“. وقعّ الحكّام العسكريون في اليابان على الاتفاقيّة في نهاية الأمر، وقد كانوا معادون شرسون للشيوعيّة، فشُكلّ في نهاية الأمر محور طوكيو-برلين-روما.

تضمنت الاتفاقيّة بنود معاهدة دفاعيّة تلزم الموقعين بمساعدة أي عضو فيها إن تعرض لهجومٍ من معتدٍ أجنبي، لكنها في ذات الوقت لا تلزم أي طرفٍ فيها بمساعدة الآخر إن كان هو من بدأ هذا العدوان.

وضع هذا البند تحت الاختبار في صيف 1941م بعد بدء الألمان الهجوم على الاتحاد السوفيتي، وقد قاموا بطلب المساعدة من اليابان والتي كان بإمكانها تولي الهجوم من ناحية الشرق، لكنها رفضت ذلك كون ألمانيا هي من بدأت ذلك الاعتداء ولا يوجد أي بند يلزم اليابان أن تكون جزءاً من تلك الحرب.

لكن (هتلر) يحب خوض الحروب إذ أنه ما إن سمع أنّ اليابان قد دمرت أسطول الولايات المتحدة في المحيط الهادئ في السابع من ديسمبر عام 1941م حتى قرر الانضمام إلى اليابان في إعلانها الحرب على الولايات المتحدة، وكما ذكرنا سابقاً فإن (هتلر) لم يكن ملزماً بالأمر بسبب الإتفاقيّة.

اعتبر (هتلر) أن الولايات المتحدة هي أمة متخلفة يسيطر عليها الرأسماليون اليهود، وكان هذا بالضبط ما جعله يمقتها، بالإضافة لكون حكومة الولايات المتحدة معاديّة للمحاور، ولكونها استمرت بتزويد أعداء ألمانيا بالعتاد والإمدادات بموجب شروط الإعارة والاستئجار.

بحلول ديسمبر من عام 1941م كانت ألمانيا في وضع لا يسمح لها بخوض المزيد من الحروب، حيث كان (هتلر) قد توقع سقوط (بريطانيا) بحلول عام 1940م لكن عام 1941م كان قد أتى وما تزال (بريطانيا) تقاتل. وكذلك الأمر بالنسبة لتوقعات (هتلر) تجاه الاتحاد السوفيتي والذي كان متوقعاً سقوطه في أسابيع قليلة، لكنه كان يقاتل بشراسة مستميتة وانتهى الأمر بألمانيا لأن تجد نفسها تخوض في حرب استنزاف ضد عملاقة الصناعة واليد البشريّة.

وكان الاتحاد السوفيتي قد شن هجوماً مضاداً على حدود (موسكو) ما جعل مجموعة الجيش الألماني المركزية على شفة الانهيار، وقد حدث ذلك قبل أيام قليلة من هجوم (بيرل هاربور) وهكذا لم يكن لدى ألمانيا سبب لأن تقوم بتحويل أغنى وأقوى دولة صناعية في العالم إلى صف اعدائها، ولكن وعلى الرغم من معارضة جنرالات (هتلر) للأمر فقد أعلن الرجل منقاداً بعواطفه الحرب، جاعلاً من الولايات المتحدة -والتي بلغ إجمالي إنتاجها أربعة أضعاف إنتاج ألمانيا، والتي كانت أراضيها تبعد آلاف الأميال عن متناول يد الجيش الألماني- السبب الذي ضمن هلاك ألمانيا النازيّة . حدث ذلك في 11 ديسمبر 1941م. وصف هذا القرار بالمتسرع.

اقرأ أيضا|على نهج «ريا وسكينة»..الأختان «دلفينا وماريا» ابشع سفاحتين في العالم