ملف | «70 سنة أخبار» .. مؤسسة مصطفى وعلى أمين الخيرية ..نبع الخير الذى لا ينضب

 الكاتب الكبير مصطفى أمين مع الأطفال
الكاتب الكبير مصطفى أمين مع الأطفال

لم يكتف الأخوان مصطفى وعلى أمين بتأسيس جريدة «الأخبار» لتكون وظيفتها الوحيدة هى نقل الأخبار ونشرها لتوعية وإخبار المواطنين بالأحداث الجارية، بل سعى الثنائى لأن تكون الأقرب إلى قلب المواطنين بمختلف أعمارهم وأن تكون وسيلة لتحقيق بعض أحلامهم التى تعذر تحقيقها على أرض الواقع، لترسم البسمة على وجوههم وتريح قلوبهم التى تلهث من مصاعب الحياة التى لا ترحم، فأنشأ الأخوان «باب ليلة القدر» والذى تحول مع مرور السنوات إلى مؤسسة خيرية تحمل اسمهما وهى «مؤسسة مصطفى وعلى أمين الخيرية».

إحدى أعرق الجمعيات الخيرية فى مصر والتى يقارب عمرها السبعين عامًا، فتفرعت أنشطتها كالشجرة المثمرة التى تكثر فروعها بمساعدات أهل الخير لتظل على أبناء وطننا العزيز بالخير، ففروع خدماتها تنوعت ما بين الاجتماعية والطبية، بمئات الملايين من الجنيهات للبسطاء والمحتاجين من أهالينا من أقصى الجنوب لأقصى الشمال والشرق والغرب، وذلك لتمارس الصحافة واجبها التنموى والخدمى.

وتحدثنا الكاتبة صفية مصطفى أمين ابنة العملاق الراحل مصطفى أمين ورئيس مجلس أمناء مؤسسة «مصطفى وعلى أمين الخيرية» عن تاريخ نشأة المؤسسة فتقول: إن الفكرة كانت مستوحاة من رغبة طفولية كانت لدى التوءم وهى امتلاك دراجة، بعد رفض والدتهما أن تشتريها لهما، وببراءة الطفولة ظلا يدعوان الله أن يحقق حلمهما فى امتلاكها، فقاما بعد ذلك بشراء واحدة وأخفياها عن الأعين حتى لا يشى أحد بهما إلى أمهما التى رفضت شراءها خوفًا عليهما، وتشير صفية إلى أن مقالات والدها مصطفى أمين توضح أن الثنائى تذكرا مرارة حاجة الطفلين فى ذلك الوقت للحصول على الدراجة أنه فى شهر فبراير من عام 1954 تولدت الفكرة أن يطلبا من قراء جريدة أخبار اليوم أن يضع كل منهم أمنيته فى خطاب يرسله إلى الجريدة، وفى العدد التالى من الجريدة كتب على أمين يقول: فى قلب كل إنسان أمنية صغيرة تطارده فى حياته، وهو يهرب منها، إما لسخافتها أو لارتفاع تكاليفها ما هى أمنيتك؟ سأحاول أن أحققها لك. سأحاول أن أدلك على أقصر طريق لتحقيقها! بشرط ألا تطلب منى تذكرة ذهاب وإياب إلى القمر! انهالت الخطابات على أخبار اليوم حتى وصلت إلى 360 ألف خطاب.

وتشير إلى أن المؤسسة لاتزال تسير على النهج الذى وضعه التوءم لخدمة المجتمع  وكان شعارها هو «إننا لا نريد إن يبيت مواطن واحد بغير عشاء، أو ينام مواطن واحد بغير غطاء، وألا يبقى مريض واحد بغير دواء»، تلك الجملة المكتوبة بمقال للراحل  فى 6 مارس 1956 حول الإنجازات التى قدمها باب «ليلة القدر».

وتوضح رئيسة مجلس الأمناء أن مشروعات المؤسسة متنوعة ومختلفة وتسعى لتلبية كل احتياجات المواطنين لتصل تكلفة تلك المشروعات إلى ملايين الجنيهات سنويا، ومنها باب «يوم المستشفيات» بالمشاركة فى إعادة هيكلة المستشفيات التى تعانى من الإهمال وتحتاج إلى دعم بتوفير الأجهزة الطبية لها، وكان آخرها توفير أجهزة بقيمة 4 ملايين لمركز الفيروسات الكبدية بإدفو فى أسوان، وأجهزة بقيمة 4 ملايين جنيه  لمستشفيات الدلنجات ودمسنا للأطفال بالبحيرة؛ بالإضافة لذوى الهمم بتوفير كراسى متحركة وأجهزة تعويضية لهم منذ نشأة باب «أسبوع الشفاء» لتتجاوز قيمته مليونى جنيه وتمسح دموع الأيتام والمرأة المعيلة  بتوفير مبالغ مالية لسد احتياجاتهم المالية وإقامة مشروعات لتصبح مورد رزق لهم وتجهيز العرائس. 

وتشير الكاتبة الصحفية صفاء نوار، مدير مشروعات الجمعية، إلى أن هناك العديد من القوافل التى تتم إقامتها وتنفيذها وتكون بالأماكن النائية والأكثر احتياجًا كالمحافظات الحدودية ومحافظات الصعيد وأغلبها لتقديم الخدمات الطبية وتقديم معونات الشتاء من البطاطين بتكلفة مالية تتجاوز المليونى جنيه وبلغ عددها 6 قوافل، ومنها إجراء 180 عملية والكشف على 6000 مريض فى قافلة ليلة القدر والأزهر إلى سيوة.

اقرأ أيضاً | منتصف الستينيات.. حملة مصرية لإلزام الموظفين بارتداء القميص والبنطلون