حكايات| إمبراطور «الكاوتش».. «هيما» يحول مخلفات السيارات لـ«تماثيل» عملاقة

هيما يقف أمام غوريلا ضخمة صنعها من إطارات السيارات «الكاوتش»
هيما يقف أمام غوريلا ضخمة صنعها من إطارات السيارات «الكاوتش»

بين أطلال من إطارات السيارات التالفة والخردة القديمة، وجد الشاب إبراهيم صلاح ضالته في تفريغ طاقته الإبداعية في تحول تلك المخلفات إلى تماثيل فنية عملاقة صديقة للبيئة تسُر الناظرين.

 

إبراهيم صلاح ابن مركز ملوي بمحافظة المنيا ألقى نظرة مختلفة إلى تلك الفضلات المهملة، ليبعث فيها الحياة من جديد، فلم يتوقف عند حدود دبلوم المؤهل المتوسط «صناعي»، بل صال وجال بخياله بين خامات النحت بالأسمنت والجبس، واستطاع أن يصنع من إطارات السيارات أشكالا من المجسمات والصخور الصناعية، بالإضافة إلى جداريات الحوائط.
 

استطاع النحات إبراهيم صلاح أن ينمي موهبته وهواياته المتعددة منذ الصغر، وبالممارسة والمتابعة على الإنترنت، تعلم الكثير في الدراسات الحرة للفنون الجميلة بنظام الكورسات، ولم يستطع في النهاية أن يستكمل في ذلك، نظراً لظروفه المادية.

 

 

لكن اليأس لم يعرف لـ«هيما» طريقًا؛ حيث عمل في أماكن كثيرة، وزار العديد من الأماكن الأثرية، فضلاً عن زيارته للمتاحف لمشاهدة الأعمال الفنية المنحوتة، ورؤية المنحوتات المصرية القديمة ثم تنفيذ أشكال مماثلة لها من إطارات السيارات.

 

يقول إبراهيم صلاح «هيما - 29 عامًا»، إنه منذ 6 سنوات بدأ بممارسة النحت كمصدر رزق له، فقرر أن يضيف لهوايته أعمال فنية، حتى يستطيع أن يبيعها، ليظل في نفس المجال ولم يتركه، مضيفًا أن إعادة تدوير المعادن الصلبة مثل المواسير الحديدية أثار إعجابه، واستطاع أن ينفذ منها أشكال عديدة ومتنوعة.

 

 

ويروي الشاب الصعيدي أنه مع المتابعة المستمرة والتطوير، بدأ ينحت أشكال من خرده الحديد، فهو من أصعب أنواع النحت، ومن خلال البحث وجد أعمال لكبار الفنانين في مصر، ومن هنا قرر أن ينفذ منه بعض الأعمال ويضيف لموهبته الكثير.

 

وقد بدأ بأول عمل فني لقط المصريين القدماء باستيت بارتفاع 6 أمتار، ووزن يصل إلى نصف طن من خردة الحديد الذي قام بتجميعه من التروس التدويرية، ليستغرق وقت قياسي لنحته 30 يوماً.. «من بعدها ما توقفتش واختارت أعمالي عن الحضارة المصرية القديمة، لأنها حضارة عظيمة، وحبيت أضم أعمال الحاضر والماضي معًا».

 

 

ويحكي أنه قام بتنفيذ ثاني عمل له للملكة كليوباترا، كما استطاع أن ينفذ تمثال حورس، بارتفاع 6 أمتار ونصف، ووزن يصل إلى 550 كيلو جرام، وهو أكبر تمثال لعام 2021، حيث استغرق وقت 40 يوماً، لافتاً إلى أن هذا العمل كان صعبًا جدًا من حيث الحجم وتوفير الخامات.

 

واستخدم في تنفيذه من الصاج القديم والبواقي الموجودة في ورش الحداده.. «كنت بلف يومياً علي الورش اشتري البواقي من الصاج علشان التكلفة، وكان صعب أنها تتوفر كل يوم، لذلك كنت بستني يوم أو يومين بالأتفاق مع أصحاب الورش».

 

 

«تاكسي الإسكندرية، تمثال الغورية وغيرها».. جميعها أعمال النحات إبراهيم صلاح الذي قام بتنفيذها في 4 مدن، حيث صنع بعض التماثيل العملاقة منها تاكسي الإسكندرية الموجود في أحد المولات الشهيرة بارتفاع 7 أمتار من خردة السيارات المستعملة.

 

ثم نفذ تمثال الغوريلا من إطارات السيارات بارتفاع 6 أمتار في مدينة دهب بجبل الطويلات، وأصبح مزارا سياحيا معروف في المدينة، مروراً بتنفيذ تمثال جودزيلا من إطارات السيارات بارتفاع يبلغ 5 أمتار، وجميعها مجمعة من إطارات السيارات التي تعتبر من أصعب الخامات في التنفيذ والممارسة وتشكيلها لمجسمات.

 


 
لا يكل ولا يمل إبراهيم في تنفيذ الكثير والكثير من المجسمات الفنية العملاقة، حيث صنع طائرة من الخردة الحديد الصاج والبراميل، كنموذج لطائرة حربية في مدينة 6 أكتوبر أمام دولفين، ثم نفذ تمثال التنين في أحد مولات مدينة السادات بالمنوفية. 

 

وعن الأسئلة التى تتطرح له من قبل أصحاب الورش عن سبب أخذ تلك البواقي ليبادر إبراهيم بالرد قائلاً: « كنت بشرح لهم اللي بعمله، فمنهم من رحب بالموضوع وفرحني بدعوة حلوة، والبعض الآخر شايفين أنه ليس له أي فائدة، وخسارة لي من حيث التكلفة والمجهود وكنت بصمم لاستكمال ما بدأته.. وإن شاء الله مكمل وبسعي يكون لي في كل محافظة ومدينة في مصر عمل مختلف ومميز من الخردة».