عاجل

مشوار

الصين.. «حرب» تتخطى تايوان

خالد رزق
خالد رزق

يبدو أن الحرب الروسية الأوكرانية ربما لن تكون الوحيدة التى ينشغل العالم بآثارها خلال العام الحالى فمع اقتراب العام من الانتصاف تلوح فى الأفق القريب حرب وشيكة محتملة تشنها الصين على تايوان التى تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها وتسعى هى بدعم أمريكى غربى ليس لمجرد الحكم الذاتى و إنما للاستقلال التام عن العملاق الصينى الأمر الذى قد يحرك وفى أى وقت جيوش بلد المليار ونصف مليون إنسان للإعلان عمن يكون السيد فى منطقة الشرق الأقصى وربما ما هو أبعد من ذلك . الذى لا شك فيه أن تايوان التى لا تتجاوز مساحتها 13.5 ألف ميل و بتعدادها البالغ 23 مليون نسمة تقريباً هى ليست مؤهلة بمكان للصمود أمام عمل عسكرى واسع تشنه الصين عليها ، ويرجح الخبراء أن يكون سقوطها أمام الهجوم الصينى سريعاً و على نحو يختلف عما شهده العالم فى الحالة الأوكرانية سيما و أن العسكريين الصينيين أميل إلى حسم سريع بغض النظر عن حجم الخسائر العسكرية و المدنية فى صفوف الخصم.


ومن المناسب هنا أن ينتبه الجميع لحقيقة أن الصين صاحبة القوة المتعاظمة عالمياً تتوق إلى استغلال العملية العسكرية المتوقعة ضد تايوان فى الإعلان عن مبلغ تطور قوتها ، والتى صارت مبعث قلق أمريكى خلال العقد الأخير رغم كون السياسة الرسمية للولايات المتحدة بعدها تأخذ جانب المكابرة فى التعامل مع الصين، وهو موقف فى جوهره أقرب إلى إنكار واقع لا يريد الأمريكى تصديقه، وبخاصة أن المؤشرات الحالية تقول إن الصين تتقدم وبسرعة نحو احتلال مكانة عسكرية تقارع المكانة و القدرة الأمريكية ، و ربما تسبقها فى نواح متخصصة أهمها قوة الصواريخ الاستراتيجية.


وأمام الموقف الأمريكى الذى عبر عنه وزير الدفاع لويد أوستن بتأكيده على دعم بلاده استقلال تايوان و استمرارها بتزويدها بالسلاح، خرج متحدث عن الجيش الصينى محذراً من أن الصين ستحارب وبشراسة أى محاولة انفصالية من جانب تايوان ، حرب تتخطى تايوان الضئيلة إلى مصالح من يدعمها ويقف وراءها بهذا تنذر احتمالات تطورات الموقف. والأرجح أن تتخلى الولايات المتحدة و حلفاؤها سريعاً وسريعاً جداً عن تايوان للحد من الخسائر الاقتصادية المتوقعة.