«انتحال صفة المشاهير» أزمات سياسية وخلافات على «فيسبوك»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

◄ خبير أمن معلومات: صعب اكتشاف الصفحات المزورة في حالة توثيقها

التطور الغير مسبوق في العالم الإلكتروني واعتماد الجميع في حياتهم على السوشيال ميديا ومواقع التواصل الإجتماعي جعلت الأمور تنحرف عن مكانها الصحيح وبات انتحال أسماء وصفات «للمشاهير» فنياً وسياسياً ودينياً سهلاً، هدفًا للنّصاب والباحث عن الثراء السريع من خلال تلك الصفحات، حيث يجني كثيرون أرباح بالملايين من وراء صفحاتهم عبر السوشيال ميديا، وتعج مواقع التواصل الاجتماعي بالصفحات المزورة وغير الصحيحة لمئات الشخصيات العامة.


«44 مليون حساب فيسبوك»

وبحسب المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، فإن عدد الحسابات التي يمتلكها الشعب المصري على وسائل التواصل الاجتماعي وفقًا لبيانات الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، تبلغ نحو 101 مليون حساب، منها 44 مليون حساب على فيسبوك و35 مليون حساب على اليوتيوب و 22 مليونًا على تويتر.

حيث أثار مؤخراً متابع للفنانة منة شلبي عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر ضجة كبيرة بعد استياءها بسبب تشابه الأسماء، واستغلال ذلك في الرد على المتابعين.

وطالبت منة شلبي، ذلك المتابع بتغيير اسمه عبر مواقع التواصل قائلة: "أنا عندي مشكلة مع النوع ده من التويتات معنديش مشكلة إنك تكتب اسمك كانك أنا وأنت مش أنا، بس عندي مشكلة كبيرة مع النوع ده من التويتات محتاج تغير اسمك أحسن بليز".

وكان من أبرز الصفحات المزورة أيضاً صفحة مزيفة تنتحل اسم المستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية المؤقت السابق، ليكتشف شكوى العديد من المواطنين بعدم الرد عليهم، مما جعله يتقدم ببلاغ حول تلك الصفحة إلى المجلس الأعلى للإعلام.

«انتحال صفة»

وانتحال أحد الأشخاص صفة النائب العام على موقع فيسبوك واستخدامه في النصب على مواطنين، والذي تم ضبطه لاتهامه بالتداخل في وظيفة من الوظائف العمومية من غير أن تكون له صفة رسمية بذلك، وشروعه في التوصل إلى الاستيلاء على نقود بالاحتيال لسلب بعض ثروة الغير باستعمال طرق احتيالية.


«جدال ياسمين وجورجينا»

وتم تداول صفحة مؤخراً قيل إنها ترجع لجورجينا رودريجيز زوجة اللاعب «كريستيانو رونالدو» لاعب نادي يوفنتوس الإيطالي ومنتخب البرتغال، والتي حملت رسالة للفنانة المصرية «ياسمين صبري» تقول فيها «كوني نفسك»، رداً عما أثير مؤخراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي من تقليد ياسمين لها في «طلات» مختلفة، والتشابه بينهما في المظهر العام.

لترد الفنانة «ياسمين صبري» على ما قيل، عبر حسابها إذ يحمل «الشارة الزرقاء»: لا أسعى لمُنافسة أحد.

وما أحدث حالة من الجدل هو توثيق الحسابات للنجمتين الإسبانية والمصرية، خصوصاً أن ياسمين صبري، حتى أعلنت الفنانة المصرية أنها لا تمتلك أي حسابات على فيسبوك.


«ابتزاز الفتيات»

وكان المخرج محمد سامي واحداً من المشاهير الذين تعرضوا لانتحال صفة بتأسيس صفحات وهمية هدفها ابتزاز الفتيات بعد طلب صور بزعم مساعدتهن في دخول الوسط الفني وترشيحهن الأدوار في الدراما والسينما، ثم يقوم بطلب مبالغ مالية نظير الصور التي أرسلتها، لكن المخرج المصري اتخذ خطوة قانونية وتقدم ببلاغ للنائب العام المصري للقبض على المُحتالين.


«توجيه سياسي»

وقد تعرضت صفحة الفيسبوك للفنان «عمرو دياب» للاختراق للتعبير عن قناعات سياسية وهو في عام 2014 ونشر تدوينات تحث الناس على التصويت في اتجاه معين في استفتاءات الدستور، حتى نشر الفنان الشهير «تويته» عبر حسابه على «تويتر» أعلن فيها سرقة حسابه.

 

«صفحات مزورة»
الأمر ذاته حدث مع الفنان «عمرو عبدالجليل» فناله من انتحال شخصيته جانباً، بانتحال البعض لشخصيته بحسابات وهمية، حتى دشن حسابات خاصة أعلن عنها بأنها الوحيدة التي تخصه.


وانتحال شخصية «الفنان عمرو سعد» الذي أكد أن هناك حسابات وهمية تحمل اسمه وتتعامل مع الجمهور بشخصه ويرد على أسئلة الجمهور حول حياته وأعماله وآرائه السياسية، نافياً علاقته بها.


الفنان «أحمد فلوكس» عانى الأمر نفسه بانتحال شخصيته عبر حساب فيسبوك يقوم فيه مُنتحلو شخصيته بمطالبة الفتيات المشتركات فيها بفتح الكاميرا وإرسال أرقام هواتفهن.


ووقعت الفنانة «إيمي سمير غانم»، ضحية لتلك الصفحات المزورة حيث حذرها زوجها الفنان حسن الرداد، من وجود صفحة مزيفة لها عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.


«انتحال صفحات هيئات دينية»

كما حذرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، رواد فيسبوك من بعض الصفحات التي تنتحل اسم البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وكذلك عدد من أساقفة الكنيسة، من أجل سرقة التبرعات أو التغرير بالفتيات القبطيات.

وسبق ورصد المركز الإعلامي للأزهر الشريف، بعض الصفحات التي تنتحل اسم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وتتعمد نشر أخبار وتعليقات لا تعبر عن الأزهر الشريف وإمامه الأكبر.


«خبير أمن معلومات»

ويقول المهندس أحمد السخاوي خبير أمن المعلومات، إن منتحلي شخصيات المشاهير على الفيسبوك يتم عن طريق بعض الشركات الميديا والتي لديها مصداقية كبيرة لدى شركة الفيسبوك، حيث تقوم بتوثيق بعض الأكونتات الغير معلومة المصدر والمزيفة على إنها صفحات موثقة ذات علامة زرقاء، ثم يشرعون بعد ذلك في تغير أسم الصفحات بأسماء شخصيات مشاهير، موضحاً إن ذلك أصبح أمر شائع ومنتشر بشكل كبير، فإي شخص لديه إيميل موثق أو قناة  بسيطة موثقة يمكن أستخدامها في تدشين صفحة موثقة.

وأشار السخاوي، إن بعض مسؤولين عن تشغيل وصيانة أنظمة الكمبيوتر والشبكات وبعض مديرين التسويق في قنوات يخرجون الإيميلات الخاصة الموثقة لعملاء لتوثيق الصفحات.

ونوه السخاوي، إن الفيسبوك يأخذ وقتاً على يحقق من إن الصفحة تم تغير أسماها ونشاطها وتمارس نشاط جديد، وهذا أزمة كبيرة، لأنه من صعب اكتشاف منتحلي الشخصية على الفيسبوك، إلا عن طريق فهم البوستات وطريقة الكتابة، لان صفحة تكون بالفعل موثقة.

ونص قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، والمعروف إعلاميا بـ«قانون جرائم الإنترنت»، والذي تم إقراره من مجلس النواب، على توقيع عقوبة السجن والغرامة لمنتحلي أسماء وشخصيات المشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ونصت المادة (24) على يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة  أشهر وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تجاوز 30 ألف جنيه أو بإحدى العقوبتين كلاً مَن اصطنع بريداً إلكترونيا أو موقعا أو حاسبا خاصا ونسبه زورا لشخص طبيعي أو اعتباري.

فإذا استخدم الجاني البريد أو الموقع أو الحساب الخاص المصطنع في أمر يسيئ إلى من نُسِب إليه، تكون العقوبة الحبس الذي لا تقل مدته عن سنة وغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تجاوز 200 ألف جنيه أو بإحدى العقوبتين.

وإذا وقعت الجريمة على أحد الأشخاص الاعتبارية العامة فتكون العقوبة السجن والغرامة التي لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد على 300 ألف جنيه.

اقرا أيضأ:«عدم التفتيش الدوري» يسبب انتشار ظاهرة انتحال صفة الأطباء