العقيلي: المجتمع المسلم لا بد أن يكون أسعد حالا لما توارثه من نصوص قيمة

الشيخ زكريا العقيلى
الشيخ زكريا العقيلى

زكريا عرابى العقيلي الأزهري

لم يترك الرسول صلى الله عليه وسلم باباً من أبواب الموادعة الاجتماعية إلا وفتحه للعالم حتى يهيئ البيئة الاجتماعية والحاضرة الإنسانية للسلام النفسى والأمن الاجتماعى، ومن هنا كانت إرشادات الرسول صلى الله عليه وسلم فى هذا الصدد متلاحقة متتابعة، ما إن ينتهى من بيان حتى يردفه ببيان آخر: فنراه  يقول: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث».

والحديث على اختصاره إلا أنه وضع كل مسلم فى موضع المساءلة، لأنه بين فيه أن الهجر لا يحل، فالهاجر أخاه كأنه وقع فى محرم أو أن الهاجر لا يكون مسلماً مكتمل الإسلام إذا زاد هجره لأخيه فوق ثلاث ليال - والأخ هنا كل شبيه لك فى الخلق، وبخاصة أهلك الأدنيان والدك ووالدتك وولدك وزوجك.. ثم تأتى البيانات فى صورة تحذير: «من هجر أخاه فوق ثلاث فمات دخل النار»، فالتحذير هنا أشد يعنى استوجب دخول النار إذا لم يتب من ذلك وأصر عليه مع علمه بالنهى، أو لم يستجب للساعين إليه فى إصلاح ذات البين، ويقول صلى الله عليه وسلم لمن هجر أخاه زمناً أمهله الله فيه، فظن أنه فى سعة من أمره «من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه».

وكراهة الإسلام للهجران بين الناس، لو منعهم الائتلاف والوفاق والتكامل، كى يكون المجتمع مؤدياً حق الله فيه «لتعارفوا» وتحقيقاً لقوله «وتعاونوا».. فالمجتمع الإنساني لحمة واحدة والمجتمع المسلم يجب أن يكون أكثر لحمة وأسعد حالاً لما عنده من هدى وما توارثه من نصوص قيمة تجعله متصالحاً مع نفسه ومجتمعه ووطنه إذا تتبعها وتبعها فهل استجبت إليه صلى الله عليه وسلم، وهو يرشدك إلى ما فيه رفعتك و«خيرهما الذى يبدأ بالسلام»؟ ولماذا لا تحوز هذه الخيرية وأنت من «خير أمة»؟ ولا تؤجل مغفرة ربك لك.

إقرأ أيضاً|الداودي يشهد ختام فعاليات قافلة جامعة الأزهر الطبية بمستشفى قنا العام