كنوز| حكاية 15 يومًا قضاها « البطل الأسطورى » فى مصر

الرئيس عبد الناصر يرحب بمحمد على كلاى
الرئيس عبد الناصر يرحب بمحمد على كلاى

6 سنوات مضت على رحيل أسطورة الملاكمة محمد على كلاى الذى غادر الدنيا فى 3 يونيو 2016 عن عمر يناهز 74 عاما كان خلالها ملء السمع والبصر، لكن البطل الذى لم ينكسر أمام ملاكم آخر هزمه مرض الشلل الرعاش الذى ظل يقاومه لفترة طويلة، لكن لكل مشوار نهاية وعظة يقولها الموت للناس الذين تغرهم القوة والصحة والشهرة والسلطة والمال، ولد محمد على قبل أن يشهر إسلامه باسم «كاسيوس مارسيلوس كلاى جونيور».

فى 17 يناير 1942 بمدينة لويفيل بولاية كنتاكى الأمريكية، ولن نخوض كثيرا فى طفولة وصبا وشباب البطل الأسطورى، لأن حياته تقريبا معروفة للجميع، ما يهمنا عندما نحيى ذكرى رحيله السادسة التوقف أمام الزيارة التى قام بها لمصر عام 1964 بدعوة من الاتحاد العربى للملاكمة، الذى كان مقره بالقاهرة، لقضاء 15 يوماً فى مصر، ولم يكن ضمن جدول الزيارة أن يلتقى مع الرئيس جمال عبد الناصر ولكنه طلب ذلك لأنه يكن لزعيم مصر التقدير الذى جعله يعشق سيرته ونضاله ضد الإمبريالية والاستعمار.

زيارة محمد على كلاى لمصر اهتمت بها أجهزة الإعلام المحلية والعربية والدولية، ورافقته كاميرات وكالات الأنباء عند زيارته لمنطقة الأهرامات، عندما ركب الجمل، وطلب أن يمتطى حصانا سقط من فوق ظهره وأغمى عليه، ويبدو أنه لم يتدرب من قبل على ركوب الخيل، ورافقته وسائل الإعلام عند زيارته للسد العالى فى أسوان وعلق قائلا: «هذا الصرح العظيم يبين عظمة الرئيس عبد الناصر».

وزار المناطق الأثرية بالأقصر وبُهر بعظمة المعابد والآثار المصرية القديمة، وفى طريقه للقاء الرئيس عبد الناصر شاهد تمثالا للرئيس فسارع بتقبيله، وسجلت كاميرات المصورين سعادته التى لا تُوصف عندما استقبله الرئيس عبد الناصر بحفاوة، الكاميرات كانت تطارده فى كل مكان يذهب إليه حتى عندما دخل الجامع الأزهر الشريف ليصلى برفقة شقيقه والوفد المصاحب له، وبحيلة ذكية استطاع سمير صبرى الفوز بحوار معه فى جناحه بالفندق الذى كان يقيم به.

وحاورته الإعلامية ليلى رستم فى برنامج «نجمك المفضل» الذى أعده الكاتب أنيس منصور، الذى يقول عن هذه التجربة: «كانت عملية إقناع محمد على كلاى بالحوار التليفزيونى من أصعب المهام التى كلفنى بها وزير الإعلام د.عبد القادر حاتم، فقد رفض تماما أى حوار تليفزيونى، فقلت له: أنت فنان عظيم ولا يستطيع أحد أن يرغمك على شيء، ولكن عندنا مشكلة فأنت فخر المسلمين وقد جاء كل ملوك وأمراء الأمة الإسلامية يتقدمهم الرئيس عبد الناصر وهم الآن فى انتظارك بالاستديو، ويجب أن تتصور حجم الصدمة والإهانة التى تسببها لهؤلاء العظماء ممثلى الأمة الإسلامية التى عددها ألف مليون حول الأرض»، فوافق وذهب إلى التليفزيون وحشدنا له أكبر عدد من الموظفين والسعاة يجلسون فى الظلام، وهو وحده فى النور يسمعهم ولا يراهم، دخل الاستديو وصفق له الجمهور الذى لا يراه».

« كنوز»

إقرأ أيضاً|كنوز | حوار إذاعي نادر بين يوسف إدريس و«سيدة القصر»