صهريج العائلة المقدسة بكنيسة العذراء.. هنا غسلت السيدة مريم ملابس المسيح| صور

 صهريج العائلة المقدسة بكنيسة العذراء
صهريج العائلة المقدسة بكنيسة العذراء

أجرت "بوابة أخبار اليوم"، جولة داخل صهريج العائلة المقدسة بكنيسة العذراء في منطقة كنائس زويلة الأثرية، حيث يعود صهريج العائلة المقدسة إلى العصر الروماني.

وقامت السيدة العذراء بغسل ملابس السيد المسيح في هذا الصهريج وألقت بهذا الماء في بئر أثري، لينساب هذا الماء في سلام وهدوء من حوائط الكنيسة الهشة ويتحول إلى بركة عظيمة، ولتظهر الكنيسة كمعجزة إنشائية وفيزيائية تتحدى الزمان لها روحانية خاصة.

تاريخ كنيسة العذراء

لأكثر من ٣٠٠ عام كانت مقرًا للكرسي البطريركي للكنيسة القبطية الارثوذكسية منذ عام ١٣٠٠ حتى عام ١٦٦٠ ميلادي، وأدار ٢٣ بطريركا شئون الكنيسة من خلالها كنيسة السيدة العذراء مريم بحارة زويلة المعروفة باسم "حالة الحديد" وهي أحد أقدم الكنائس ليست في مصر فقط بل العالم، والتي تباركت بزيارة العائلة المقدسة لها أثناء زيارتها مصر. 

وداخل شوارع منطقة باب الشعرية توجد كنيسة العذراء والمعروفة باسم "العذراء حالة الحديد" حيث بنيت في القرن الرابع الميلادي، وكانت المقر البابوي لعقود كثيرة للعديد من بطاركة الكنيسة، وهي أيضًا كنيسة عائمة على مياه جارية، بل هي أقدم كنائس القاهرة الفاطمية.

ومن خلال ذلك تعرض لكم "بوابة أخبار اليوم" العديد من التفاصيل بشأن بناء الكنيسة الأثرية: 

تاريخ تاسيس الكنيسة : 

يرجع تاريخ تأسيس كنيسة العذراء باب الحديد إلى ما قبل الفتح العربي لمصر بحوالي مائتي عام وبالتقريب في عام 352 ميلادية. - في عام 969 ميلادية قام القائد جوهر الصقلي القادم من المغرب بتأسيس مدينة القاهرة، و قسم جوهر الصقلي المدينة إلى حارات، وكانت هناك قبيلة مغربية من قبائل البربر قد نزحت إلى مصر مع القائد جوهر الصقلي وتدعى قبيلة "زويلة"، أقامت هذه القبيلة بالمساحة المزروعة بهذه المنطقة (حارة زويلة) إلا أنها تركت الدير على ما هو عليه.

ويقول المهندس مينا إبراهيم وليم عضو لجنة الكنيسة، إن الكنيسة أنشأت في القرن الرابع الميلادي سنة 352م وتعد من أقدم كنائس القاهرة، واستراحت بها العائلة المقدسة أثناء رحلتها إلى أرض مصر وجاءتها من المطرية الى زويلة ثم مصر القديمة، وبها المغارة والبئر المقدس.

وأضاف لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن الكنيسة كانت مقرا للكرسي البطريركي لمدة 360 عاما بدءا من 1300 حتى 1660م، وبها مجموعة كبيرة من الأيقونات والمخطوطات النادرة والتحف الأثرية ومتحف ومزار الآباء البطاركة، كما انها كانت مقرًا للكرسى البابوى لـ٢٢ من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لفترة تزيد على ٣٠٠ عام، وهى اكبر قترة لمقر الكرسي البابوي بالكنيسة.

وتابع أنه تنفجر المياه من كل حوائط وأرضيات الكنيسة وهي سبب بركة كبيرة للمكان، وتعد المنطقة مجمع للأديان بها كنيسة السيدة العذراء ومعبد موسي بن ميمون وشارع المعز العامر بالمساجد الأثرية.

اقرأ ايضا :- خبير آثار يطالب بإحياء مجمعات الأديان بمصر

 

مخطوطات وايقونات اثرية : 

عندما جاء المؤرخ تلر (1882م) إلى مصر تحدث عن كنائس زويلة والأديرة الملاصقة لها في كتابه (الكنائس القبطية القديمة في مصر) وقاال إن مستوى الكنيسة كان لدى زيارته لمصر تحت مستوى الشوارع المحيطة بها بحوالى 14 قدما أو طولها حوالى 18 متراً ويوجد بالكنيسة اثنا عشر عاموداً قديماً ست منها على كل من جانبى الصحن الأوسط هذا بخلاف أعمدة في النارتكس Narthex. أى الجزء الغربى من لكنيسة.

ويقول أيضا أنه يوجد على الأجنحة عشرة أعمدة بالإضافة الى ما سبق ذكره توزيعها غير منتظم ويوجد أيضاً أمام الخورس عدد أربعة أجنحة. وبذلك يكون الاجمالى للأعمدة الموجودة هو خمسة وثلاثون عموداً.

ويضيف لنا “بتلر” بأن الصحن على شكل (قبو) محمولة جدرانه على أعمدة ممتداً من الشرق إلى الغرب وتحمل جدرانه أعمدة وفوق هذه الأعمدة توجد عروق خشبية عريضة رابطة، مبنى فوقها عقود صغيرة مفرغة للتخفيف من ثقل الجدران كما توجد عروق خشبية سميكة بعرض الكنيسة لتخزينها، ولا يوجد خورس منفصل بالمعنى الواضح فهو يفتح هناك على سائر الصحن والأجنحة بعرض الكنيسة كلها.

وعلى جانبى الصحن نجد جناحين أحدهما الخارجى من الجهة الجنوبية وهو ضيق جداً، يليه جناح عرض 3 قدم في طرفه الغربى ولكنه مفتوح في وسطه ثم أعرض في طرفه الشرقى. ويفيدنا “بتلر” بأن الكنيسة في الوضع الأصلى أربعة هياكل بالإضافة للهيكل الأوسط الرئيسى، هيكلان على كل من جانبيه، وتبقى منها على أيام بتلر ثلاثة فقط بلا ضرر، والهيكل الأوسط مسقوف بقبة مرتفعة أعلى من قبو الصحن ومزينة بزخارف معينة على شكل دلايات مثقوبة في الحجر أمام تجاويف معينة أو ما يطلق عليها بالمقرنصات وفى جوانب ثلاث من القبة توجد نوافذ ملونة على شكل بيزنطى كما يرى اثنان منها برأس مستديرة فوق عامود تنصيص.

 ووصف لنا بتلر الحنية الشرقية الكبيرة للهيكل الأوسط وقال إنها جديرة بالملاحظة حيث أن بها درج جميل جداً يتكون أثناء زيارته من ست درجات رخامية. كما وجد في وسط هذه الحنية الكبيرة آثار سيراميك قديم دمشقى، كما وجد في هذه الحنية أيضاً “ثرونس” أى عرش البطريرك موضوعاً في الوسط، ويعتقد أنه هو الموجود حالياً بالمتحف القبطى.

أما باقى جدران الهيكل أى الجدارين الشمالى والجنوبى فكانا مغطيان بقرميد حيث يرجع الى القرن التاسع عشر الميلادى أو الثامن عشر إلا أن “بتلر” وجد لوحاً مثيراً للغاية في الجدار الشمالى أو قطعة من الحجر الجيرى الأبيض مستخدمة في بيناء الجدران يظهر بها حدود دلفين بين ثلاث مجموعات من الأشكال تضم زوجاً من طائر خرافى برأس بشرى وقنطور ورأسين آدميين،  ويذكر بتلر أن الجزء الأخير منه مكسور وهو يرجع الى الفترة البيزنطية المبكرة. 

ويتضح لنا من وجود هذه القطعة أن هذا دليل من الأدلة القوية التى تؤكد لنا أن الكنيسة يرجع تأسيسها الى ما قبل تأسيس القاهرة الفاطمية، على نحو ما ذكر المقريزى في خططه، وذكر أنه أمام الهيكل الرئيسى يوجد حجاب قديم مطعم بقطعة من العاج غير المنقوش على شكل نجمة داخل دوائر معينة. أما حجاب الهيكل الجنوبى فتتسم زخرفته بنوع فريد تتمثل في صليب داخل مربع.

ويمتد حجاب هذا الهيكل أمام الهياكل الأخرى مثل أحجبة المعلقة وأبا سرجة وأعلاه توجد مجموعة من الأيقونات القديمة. وفوق حافة الحجاب الأوسط يوجد صليب كبير من النوع الذى يعرف بالإنجليزية بلفظ Rood أى صليب مرسوم عليه السيد المسيح المصلوب وعلى كلا جانبى هذا الصليب توجد أيقونتان داخل اطار معين للقديس ماريوحنا الحبيب والقديسة العذراء مريم.

 

وأشار “بتلر” الى الأيقونة العجائبية وهى الأيقونة التى تمثل لنا السيدة العذراء حاملة السيد المسيح الطفل في منظر نصفى بين فروع شجرة تنبع من ظهر يسى وحولها الأنبياء داخل وائر وقال إنها قديمة ومشوقة بأسلوبها وطريقة رسمها.