بداية

تاريخ من الدم

علاء عبد الكريم
علاء عبد الكريم

الإرهابي‭ ‬شخص‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬إسلامه‭ ‬وإيمانه‭ ‬يفوق‭ ‬إسلام‭ ‬مليار‭ ‬و‭ ‬300‭ ‬مليون‭ ‬مسلم،‭ ‬كل‭ ‬علماء‭ ‬السلوك‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬لم‭ ‬ينجحوا‭ ‬في‭ ‬ضبط‭ ‬تعريف‭ ‬له‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬فهم‭ ‬يتكلمون‭ ‬بالباطل‭ ‬ويتحدثون‭ ‬بالكذب،‭ ‬أفكارهم‭ ‬مثل‭ ‬فقس‭ ‬بيض‭ ‬أفعى‭ ‬الآكل‭ ‬منه‭ ‬يموت،‭ ‬أعمالهم‭ ‬أعمال‭ ‬إثم،‭ ‬وفعل‭ ‬الشر‭ ‬في‭ ‬أيديهم،‭ ‬ولدوا‭ ‬بعقول‭ ‬منحرفة‭ ‬حسب‭ ‬نظرية‭ ‬العالم‭ ‬الإيطالي‭ ‬لومبروزو‭ ‬الذى‭ ‬وضع‭ ‬أسس‭ ‬لنظريات‭ ‬دراسة‭ ‬سلوك‭ ‬المجرمين،‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬اعتقادات‭ ‬تثبت‭ ‬للجميع‭ ‬أن‭ ‬المجرم‭ ‬ولد‭ ‬ليكون‭ ‬كذلك،‭ ‬والذى‭ ‬يعد‭ ‬صاحب‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬نشأة‭ ‬المدرسة‭ ‬الوضعية‭ ‬في‭ ‬نظريات‭ ‬تفسير‭ ‬السلوك‭ ‬الإجرامي؛‭ ‬فالرجل‭ ‬وخلال‭ ‬سنوات‭ ‬عمل‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الإجرام‭ ‬أجرى‭ ‬فحوصات‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬383‭ ‬جمجمة‭ ‬لمجرمين‭ ‬موتى،‭ ‬وحوالى‭ ‬600‭ ‬مجرم‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة،‭ ‬وخلصت‭ ‬أبحاثه‭ ‬وفحوصاته‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المجرم‭ ‬إنسان‭ ‬بدائى‭ ‬يتميز‭ ‬بملامح‭ ‬خاصة‭ ‬توفرت‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الوراثة،‭ ‬وأنه‭ ‬مطبوع‭ ‬على‭ ‬الإجرام،‭ ‬والذى‭ ‬أكد‭ ‬له‭ ‬تلك‭ ‬الاستنتاجات‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬قام‭ ‬بتشريح‭ ‬جثث‭ ‬المجرمين،‭ ‬وجد‭ ‬فراغًا‭ ‬في‭ ‬مؤخرة‭ ‬الجبهة‭ ‬يشبه‭ ‬الذى‭ ‬يوجد‭ ‬عند‭ ‬القردة‭.‬

فالإرهابي‭ ‬شخص‭ ‬وضيع‭ ‬مفتون‭ ‬بطبيعته‭- ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬الدس‭ ‬والتآمر‭ ‬والإجرام،‭ ‬ليس‭ ‬كبقية‭ ‬البشر‭ ‬يكون‭ ‬لديه‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬الخير‭ ‬والشر،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬عنصر‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬يسري‭ ‬في‭ ‬عروقه‭ ‬مثل‭ ‬الدماء؛‭ ‬وهو‭ ‬الشر‭ ‬والإفساد‭ ‬والتدمير‭ ‬والاغتيالات‭ ‬وسفك‭ ‬الدماء؛‭ ‬فأحدهم‭ ‬وهو‭ ‬الإرهابي‭ ‬عاصم‭ ‬عبد‭ ‬الماجد،‭ ‬رجل‭ ‬العنف‭ ‬والسلاح،‭ ‬وأحد‭ ‬المؤسسين‭ ‬للجماعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬التي‭ ‬شطبتها‭ ‬واشنطن‭ ‬و‭ ‬5‭ ‬منظمات‭ ‬إرهابية‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬لائحتها‭ ‬للمنظمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬الأجنبية،‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬غريبة‭ ‬ومثيرة‭ ‬للغاية،‭ ‬والأغرب‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تبحث‭ ‬أيضًا‭ ‬حذف‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬من‭ ‬القائمة‭ ‬السوداء‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬مفاوضات‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬مع‭ ‬طهران،‭ ‬هذا‭ ‬الإرهابي‭ ‬الهارب‭ ‬إلى‭ ‬قطر‭ ‬عبد‭ ‬الماجد‭ ‬قال‭ ‬يومًا‭ ‬وبلا‭ ‬ندم‭ ‬أو‭ ‬حياء،‭ ‬وكيف‭ ‬يأتي‭ ‬الحياء‭ ‬لواحد‭ ‬يحمل‭ ‬تاريخًا‭ ‬من‭ ‬الدم‭ ‬وجريمة‭ ‬لا‭ ‬تسقط‭ ‬أبدًا‭ ‬بالتقادم‭ ‬وبمنتهى‭ ‬الفجور؛‭ ‬‮«‬قتلى‭ ‬ضباط‭ ‬الشرطة‭ ‬عام‭ ‬1981‭ ‬شرف‭ ‬لي‮»‬‭!‬،‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة‭ ‬التي‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬الشجرة‭ ‬الأم‭ ‬الملعونة‭ ‬–‭  ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬–‭ ‬ومازالت‭ ‬تطرح‭ ‬فروعًا‭ ‬سامة‭ ‬من‭ ‬الإرهاب‭ ‬الأسود،‭ ‬ارتكبوا‭ ‬مذبحة‭ ‬أسيوط‭ ‬سنة‭ ‬1981،‭ ‬وهم‭ ‬نفس‭ ‬القتلة‭ ‬الذين‭ ‬جلسوا‭ ‬مكان‭ ‬الأبطال‭ ‬في‭ ‬احتفال‭ ‬المعزول‭ ‬بذكرى‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر،‭ ‬وهي‭ ‬قمة‭ ‬المفارقة‭ ‬أن‭ ‬يحتفل‭ ‬الإرهابيون‭ ‬بنصر‭ ‬أكتوبر،‭ ‬هم‭ ‬نفس‭ ‬القتلة‭ ‬أيضًا‭ ‬الذين‭ ‬وقفوا‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬رابعة‭ ‬سنة‭ ‬2013،‭ ‬يحرضون‭ ‬على‭ ‬القتل‭ ‬وتدمير‭ ‬الوطن؛‭ ‬ولكن‭ ‬هيهات‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬لهم‭ ‬ذلك،‭ ‬ولأننا‭ ‬نجهل‭ ‬المعايير‭ ‬التي‭ ‬استندت‭ ‬إليها‭ ‬واتبعتها‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬الغريبة؛‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬مستغربًا‭ ‬وقبل‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬أن‭ ‬نفاجأ‭ ‬بأمريكا‭ ‬ترفع‭ ‬الحظر‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬وهي؛‭ ‬تنظيم‭ (‬القاعدة‭) ‬أيمن‭ ‬الظواهري‮»‬‭ ‬وتنظيم‭ (‬داعش‭) ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬البغدادي‮»‬،‭ ‬و»جبهة‭ ‬النصرة‮»‬‭ ‬أبو‭ ‬محمد‭ ‬الجولاني،‭ ‬وتنظيم‭ ‬‮«‬التكفير‭ ‬والهجرة‮»‬‭ ‬و‭ ‬‮«‬بوكو‭ ‬حرام‮»‬‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬الشكوي،‭ ‬وتنظيم‭ (‬أنصار‭ ‬الشريعة‭)‬،‭ ‬وتنظيم‭ (‬طالبان‭) ‬الملا‭ ‬محمد‭ ‬عمر،‭ ‬وتنظيم‭ ‬‮«‬بيت‭ ‬المقدس‮»‬‭ ‬وتنظيم‭ ‬‮«‬أنصار‭ ‬السنة‮»‬،‭ ‬وتنظيم‭ ‬‮«‬حركة‭ ‬الشباب‭ ‬الصومالية‮»‬‭ ‬وتنظيم‭ ‬‮«‬الجبهة‭ ‬السلفية‭ ‬الجزائرية‮»‬‭ ‬وتنظيم»التوحيد‭ ‬والجهاد‮»‬‭ ‬وتنظيم‭ ‬‮«‬جماعة‭ ‬أبو‭ ‬سياف‭ ‬بالفلبين‮»‬‭ ‬وتنظيم‭ ‬‮«‬جبهة‭ ‬بلوشستان‮»‬‭ ‬وتنظيم‭ ‬‮«‬فتح‭ ‬الإسلام‮»‬‭ ‬وتنظيم‭ ‬‮«‬قاعدة‭ ‬اليمن‭ ‬والجزيرة‮»‬‭ ‬وتنظيم‭ ‬‮«‬جيش‭ ‬عدن‭ ‬أبين»وتنظيم‭ ‬‮«‬جماعة‭ ‬المقاتلين‭ ‬المغاربة‮»‬‭ ‬وتنظيم‭ ‬‮«‬الجيش‭ ‬الحر‮»‬‭ ‬وتنظيم‭ ‬‮«‬حركة‭ ‬الغرباء‮»‬‭ ‬وتنظيم‭ ‬‮«‬حركة‭ ‬شرق‭ ‬تركستان‭) ‬لمؤسسها‭ ‬حسن‭ ‬محسن،‭ ‬وتنظيم‭ ‬‮«‬حركة‭ ‬التوحيد‭ ‬والجهاد‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬الصومال»وتنظيم‭ ‬‮«‬حركة‭ ‬الشباب‭ ‬المجاهدين‮»‬‭ ) ‬مختار‭ ‬علي‭ ‬الزبير،‭ ‬تنظيم‭ ‬‮«‬حركة‭ ‬أنصار‭ ‬الدين‭ ‬في‭ ‬مالي‮»‬،‭ ‬وتنظيم‭ ‬‮«‬كتيبة‭ ‬أبو‭ ‬ذر‭ ‬الغفاري‭ ‬في‭ ‬سوريا‮»‬،‭ ‬وتنظيم‭ ‬‮«‬شبكة‭ ‬حقاني‭ ‬الباكستانية‮»‬،‭ ‬وتنظيم»لواء‭ ‬التوحيد‭ ‬في‭ ‬سوريا‮»‬‭ ‬وتنظيم‭ ‬‮«‬جماعة‭ ‬لشكر‭ ‬طيبة‭ ‬الباكستانية‮»‬،‭ ‬وتنظيم‭ ‬‮«‬كتيبة‭ ‬التوحيد‭ ‬والإيمان‭ ‬في‭ ‬سوريا‮»‬‭ ‬وتنظيم‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬شورى‭ ‬المجاهدين‭ ‬أكناف‭ ‬بيت‭ ‬المقدس‮»‬‭ ‬وتنظيم‭ ‬‮«‬حماس‭ ‬بفلسطين‮»‬‭ ‬وتنظيم‭ ‬الجهاد‭ ‬بفلسطين‮»‬‭.‬

فالإرهابي‭ ‬شخص‭ ‬وكما‭ ‬وصفه‭ ‬المثقف‭ ‬والمفكر‭ ‬الإسلامي‭ ‬الدكتور‭ ‬اسامة‭ ‬الأزهري؛‭ ‬شخص‭ ‬يستعلي‭ ‬بإيمانه،‭ ‬ولنا‭ ‬في‭ ‬الإرهابي‭ ‬خالد‭ ‬الإسلامبولي‭ ‬المثل‭ ‬السيئ‭ ‬حين‭ ‬صرخ‭ ‬في‭ ‬قاعة‭ ‬المحكمة‭ ‬قائلًا؛‭ ‬‮«‬لقد‭ ‬قتلت‭ ‬الفرعون،‭ ‬وأنا‭ ‬لا‭ ‬أخشى‭ ‬الموت‭ ‬لأني‭ ‬وأنتم‭ ‬تحاكموني‭ ‬الآن‭ ‬أرى‭ ‬مقعدي‭ ‬في‭ ‬الجنة‮»‬،‭ ‬وحين‭ ‬حُكم‭ ‬على‭ ‬الإرهابي‭ ‬شكري‭ ‬مصطفى‭ ‬ورفاقه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المحكمة‭ ‬العسكرية‭ ‬هو‭ ‬وأربعة‭ ‬آخرين‭ ‬بالإعدام‭ ‬سنة‭ ‬1977،‭ ‬وبمجرد‭ ‬أن‭ ‬نطق‭ ‬القاضي‭ ‬بالحكم‭ ‬صرخ‭ ‬شكري‭ ‬مصطفى‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬القفص‭ ‬زاعمًا؛‭ ‬‮«‬بأنه‭ ‬أمير‭ ‬هذا‭ ‬الزمان،‭ ‬وأنه‭ ‬سيرث‭ ‬الأرض‭ ‬ومن‭ ‬عليها‮»‬‭.‬

رغم‭ ‬أنف‭ ‬الحاقدين‭ ‬ووكلائهم‭ ‬من‭ ‬أنصار‭ ‬الشياطين؛‭ ‬مصر‭ ‬ماضية‭ ‬في‭ ‬اقتلاع‭ ‬جذور‭ ‬الإرهاب‭.‬

[email protected]