دراسة: تناول الأسماك أثناء الحمل يحمي الأطفال من الإصابة بالفصام

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

توصلت دراسة جديدة إلى أن تناول الأسماك الزيتية أثناء الحمل قد يحمي الأطفال من الإصابة بالفصام في وقت لاحق من الحياة.

وفي بعض التجارب التي أجريت على الفئران، وجد العلماء أن الفئران المحرومة من أحماض أوميجا 3 الدهنية في الرحم تظهر عليها علامات اضطراب الصحة العقلية عند البالغين.

من المعروف بالفعل أن المغذيات الوفيرة في سمك السلمون والماكريل والسردين جيدة للدماغ - لكن الدراسة الجديدة هي الأولى التي تظهر ارتباطًا بمرض انفصام الشخصية، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.

إقرأ ايضا: وفاة طفلة بسبب التهاب السحايا بعد تأخر علاجها 3 ساعات ونصف

اكتشف باحثون يابانيون أيضًا تأثيرات مماثلة للفئران الحوامل التي لديها نقص في أوميجا 6 الموجود في المايونيز وبذور عباد الشمس وزيت بذور الكتان، وكلا المغذيين يغيران الطريقة التي يتم بها التعبير عن الجينات، وهي عملية تسمى "علم التخلق"، كما يعتقد العلماء وراء هذه الدراسة التاريخية.

وأضاف الباحثون أن الدراسة تقدم "دليلاً" على علاج جديد محتمل يمكن أن يعكس التعبير الجيني من خلال إعطاء المرضى الأحماض الدهنية الأساسية. 

لكن الدراسة تتناقض مع إرشادات NHS التي توصي الأمهات بعدم تناول أكثر من حصتين من الأسماك الزيتية كل أسبوع. 

وقام الباحثون في معهد RIKEN Brain Science Institute في طوكيو بتقييم كل من الأحماض الدهنية نظرًا لارتباطها القوي بالنمو العقلي، وشوهدت خصائص الفصام ، مثل ضعف الذاكرة والاكتئاب، في الفئران البالغة التي فقدت أمهاتها المغذيات. 

لتحديد السبب، نظر العلماء بعد ذلك في التعبير الجيني في جزء الدماغ المرتبط بالحالة - قشرة الفص الجبهي، ومن المعروف أن البشر في المراحل المبكرة من المرض العقلي لديهم وظائف دماغية غير طبيعية في هذه المنطقة الواقعة في مقدمة الدماغ.

وتشارك في الانتباه، والتخطيط المعقد، واتخاذ القرار، والتحكم في الانفعالات، والتفكير، وتنمية الشخصية، وإدارة المخاطر والذاكرة قصيرة المدى، ومن بين مئات الجينات المصابة، وجدوا مجموعة انخفض فيها النشاط بشكل كبير في كل من البشر والفئران المصابة بالأعراض.

ترتبط هذه الجينات بالخلايا الدبقية قليلة التغصن، وهي خلايا في الدماغ تحيط بالخلايا العصبية وتساعد في نقل الإشارات.

ووجد الباحثون أيضًا أن التعبير عن بعض الجينات قد تم تغييره بطرق تحاكي النتائج التي توصلت إليها أدمغة الأشخاص المصابين بالفصام بعد الوفاة - وهي حالة تؤثر على حوالي 1% من العالم ، كما تشير الأرقام.

وقال الباحثون في دورية Translational Psychiatry إن التعبير الجيني يمكن التحكم فيه بواسطة فئة معينة من البروتينات تسمى المستقبلات النووية.

عندما أجرى الفريق مزيدًا من التحليل للفئران المحرومة من الأحماض الدهنية ، وجدوا أن العديد من جينات المستقبلات النووية قد تم إيقافها. 

يمكن إرجاع التعبير غير الطبيعي للجينات المرتبطة بخلايا قليلة التغصن مباشرة إلى التعبير المنخفض عن هذه المستقبلات النووية، وبمجرد أن عرفوا أي جينات المستقبلات النووية خاضعة للتنظيم المنخفض ، تمكن الفريق من التفكير في كيفية عكس العملية.

عندما أعطوا الفئران دواءً يعمل على المستقبلات النووية، وجدوا أن الجينات المصابة قد تم تنظيمها - وأن بعض السلوك الحركي غير الطبيعي قد انخفض. 

وقال المؤلف الرئيسي الدكتور موتوكو مايكاوا: "عملنا هو الأول في مجال الطب النفسي لتحديد سلسلة جزيئية تربط البيئة الغذائية بمخاطر الأمراض".

كان هذا دليلًا على أن الأدوية التي تعمل على المستقبلات النووية يمكن أن تكون علاجًا جديدًا لمرض انفصام الشخصية.

وقال الباحثون إن "الخطوة التالية" هي اختبار فعالية الأدوية التي تستهدف هذه المستقبلات النووية لدى المرضى.