كنوز | الإذاعة تستكمل 88 عاماً منذ انطلاقها بـ « هنا القاهرة »

أحمد سالم   --  دار الإذاعة القديمة بشارع الشريفين
أحمد سالم -- دار الإذاعة القديمة بشارع الشريفين

فى تمام السادسة مساء 31 مايو 1934 انطلق صوت الفنان المتعدد المواهب أحمد سالم قائلا عبر أثير الإذاعة اللاسلكية الرسمية للحكومة المصرية «هنا القاهرة»، معلناً بهذه العبارة الخالدة ميلاد الإذاعة الرسمية للمملكة المصرية، وقد بدأت الإذاعة افتتاح برنامج اليوم الأول بآيات من الذكر الحكيم بصوت الشيخ محمد رفعت، تلاها انطلاق صوت الآنسة أم كلثوم التى تقاضت ٢٥ جنيهاً نظير إحيائها للافتتاح، وغنى فى الافتتاح المطرب صالح عبد الحى، ثم مطرب الملوك والأمراء محمد عبد الوهاب، وتبعه حسين شوقى أفندى الذى ألقى قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقى بك، وألقى الشاعر على بك الجارم بصوته قصيدة لتحية الملك فؤاد الأول ملك مصر والسودان.


من الجدير بالذكر أن أول إذاعة أهلية انطلقت فى مصر المحروسة كانت فى عام 1925، بعد ظهور أول محطة إذاعية فى العالم بخمس سنوات، وكانت هذه المحطة مملوكة لبعض الهواة وتعتمد فى تمويلها على الإعلانات التجارية، وتقول الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق الأول، إن من هذه الإذاعات الأهلية «محطة راديو فؤاد »، ومحطة «راديو فاروق»، و «راديو فوزية»، و«راديو سابو».

إلى أن صدر فى بداية مايو 1926 المرسوم الملكى الذى يحدد شروط تراخيص الأجهزة اللاسلكية طبقا للاتفاقيات الدولية، وبدأت المحطات الأهلية تذيع بعدد من اللغات مثل العربية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية، لتعدد الجاليات الأجنبية التى كانت تعمل وتقيم فى المملكة المصرية، وكان تشغيل هذه المحطات فى يد هواة وبعضهم استخدمها لبث رسائل الغرام، والإعلان عن البضائع لتحقيق الأرباح وكان معظم أصحاب هذه الإذاعات من التجار.

ولهذا سعت الحكومة المصرية إلى تنظيم هذه الإذاعات الأهلية والسيطرة عليها، لكنها كانت تقاوم بالتوقف عن بث رسائل الغرام ثم تعود مرة أخرى للعبث، مع أنها كانت ضعيفة الإرسال ولا تغطى أكثر من الحى الذى تذيع منه، ومعظمها أقيمت فى غرفة أو شقة صغيرة، وفى عام 1931 قامت وزارة المواصلات بتقديم مذكرة إلى مجلس الوزراء، تطالب فيها بإنشاء محطة إذاعة لاسلكية تتولى شركة «ماركونى».

الإنجليزية مسئولية تشغيلها لحساب الحكومة، ووافق مجلس الوزراء فى 21 يوليو 1932 على المذكرة، وتم تعيين المفتش العام لمصلحة التلغراف والتليفونات مستر «جى وب» مشرفًا عليها ومستشارًا فنيًّا لها، وتم تمصير الإذاعة عام 1947 بإلغاء العقد مع شركة ماركونى، وكان أول رئيس لها سعيد لطفى باشا، وكان المبنى القديم للإذاعة يقع فى شارع «الشريفين».

حتى عام 1960 عندما افتتح مبنى «ماسبيرو» الحالى، ومن الجدير بالذكر أن الفنان أحمد سالم الذى كان أول من قال عبر الأثير «هنا القاهرة» كان ممثلاً ومخرجًا وأسند له طلعت باشا حرب إدارة استديو مصر، وهو من مواليد 10 يناير عام 1912 بالمنصورة، تخرّج فى كلية الآداب جامعة القاهرة شعبة اللغة الإنجليزية، وكان من ضمن الرعيل الأول من الإذاعيين المصريين، وهو أحد سبعة تولوا مسئولية الإذاعة الوليدة وهم : محمد سعيد لطفى باشا، محمد فتحى، على خليل، أحمد كمال سرور، مدحت عاصم، عفاف الرشيدى، وظلت عبارته الشهيرة «هنا القاهرة» يتردد صداها عبر إذاعة البرنامج العامة.


من « موقع الملك فاروق »

إقرأ أيضاً|مها بهنسي: حتى الأن لم أحقق نجاح يرضينى !